السنيورة: على العرب وإيران البحث عن «منافع مشتركة» لحل مشاكلهم
«الأناضول»: دعا رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة اليوم الخميس، دول المنطقة العربية وإيران إلى البحث عن المنافع المشتركة، والتعاون، من أجل إيجاد حل للصراعات في المنطقة.
جاء ذلك خلال ندوة في اليوم الثاني لمنتدى قناة TRT World عن اللاعبين الإقليميين ومشاكل الشرق الأوسط، شارك فيها دبلوماسيون، بينهم المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
وفي كلمته أفاد السنيورة أنه «خلال المئة عام السابقة مرت كثير من الحروب، وحاليا لدينا كثير من الناس المظلومين، وعدم ثقة في الأمن، والناس مع الأيام لا يشعرون بالأمن لذا تقع علينا مسؤولية في هذه الحالة على الصعيد الوطني وعلى الصعيد الدولي».
وأضاف «هناك اهتزاز في الثقة بالسيادة القانونية على الصعيد العالمي، وبالتالي المؤسسات الدولية ليس فيها ثقة، وباتت هناك صعاب، وزادت الفوضى وعدم الاستقرار، والقيم العالمية باتت لا تتلاءم مع الواقع».
وشدد على أن «عالمنا الحالي بات متجزئا، والصعاب تنعكس على الناس وينزوون على نفسهم، ما نحتاجه على الصعيد العالمي هو التعهد وخلق منظومة قانونية، ويوجد لدينا نقص في القيادية بالعالم، وقليل من عدم الوضوح والرؤية، فالشرق الأوسط والعرب يحاولون أن يخلقوا شيئا، ولكن الناشطين لا يزالون يبحثون عن العدالة».
السنيورة استعرض مشكلات المنطقة، معتبرا أن «احتلال العراق وحل الجيش جلب مشاكل ومسؤوليات كثيرة، وهناك حالات متفاقمة في الربيع العربي وتم تصعيد الأمر وأصبح عدم استقرار، وعودة روسيا للمنطقة وإيران وإسرائيل اختاروا العنف بدل السلام بالتدخل المباشر ما جلب كثيرا من التعقيدات والمشاكل الاقتصادية».
ومضى مبينا أن «الإصلاحات تشجع على التقدم في الديمقراطية، وخلق نظام جديد في تلك المنطقة، والقضية الفلسطينية ما زالت دون حل، وتظل الأزمة الأساسية في المنطقة، فإسرائيل ما زالت تتعامل مع الفلسطيين بغير إنسانية».
وأكد أنه «في الفترة الأخيرة هناك بعض التدخلات الإضافية، أمريكا اتخذت قرارا بنقل سفارتها (للقدس)، وهذا لم يهدد السلام وحسب، بل كان عبارة عن إعطاء هوية يهودية على الدولة الإسرائيلية، وبداية لخطوات التمييز العرق والديني في فلسطين».
رئيس الوزراء السابق أوضح أن «تدخل إيران المستمر أدى إلى تضاعف وتفاقم العنف والنزاعات المذهبية في لبنان واليمن وسوريا، وجميع التدخلات أثرت على الدول».
وزاد «جميع التفاقمات الحاصلة تؤثر على المنطقة، وتؤدي للتطرف، وتؤثر على أوروبا، وتؤدي لموجات النزوح، واليمين المتطرف في كثير من البلدان الغربية فازوا بفارق كبير».
وعن الحل لكل هذه المشكلات أوضح أنه يجب علينا أن نوقف الانهيار وعدم ذهاب الأمر للأسوأ بتحقيق العدالة».
وأردف «يجب أن نبحث عن المنافع المشتركة وتطويرها من أجل ما يفيد العالم، ودعونا نخرج بحلول، ومثال ذلك السلام بين إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي هناك نموذج بالسلام بعد سنوات من الحرب وبعد التعامل المشترك استطاعوا الخروج من محنتهم».
كما لفت إلى أنه «يجب على القوى المحلية العمل مع بعضها البعض، الدول العربية خاصة مصر والسعودية بسبب حجمهما ودورهما التاريخي، يجب عليهما ترؤس الحملة والإقدام على الخطوة وليعلموا أن هذا في صالحهم».
وشدد على أن «التعاون المشترك يجب تسريعه، والدول العربية الأخرى يجب أن يتعاملوا مع بعضهم البعض، ويجب على الجامعة العربية أن تتخذ دورها وتملأ الفراغ لرسم آفاق جديدة».
وحول العلاقة العربية مع طهران، أوضح أن «إيران لها منافع ويجب أن تفهم الأمر وتسعى بوحدة الجغرافيا العربية لأن هذا لمصلحتها، وينعكس عليها بالشراكة أكثر من المنطقة».
وختم بأن «تأسيس السلام في المنطقة يحتاج لبنية تستطيع الاستمرار، وعلى الدول العربية الإقدام خطوة باتجاه إيران، وإيران أيضا عليها نفس الأمر، وإنهاء الخلافات، وعليها عدم السير بسياسات خارج حدودها، ويجب كمنطقة أن نبحث حل الدولتين للوضع الفلسطيني».