الكويت تسلم مصر غطاء تابوت أثريا ضبطته جمارك المطار
«كونا»: سلمت الكويت الى مصر غطاء تابوت خشبيا اثريا كانت جمارك الشحن الجوي في مطار الكويت الدولي قد ضبطته في شهر مارس الماضي بحضور ممثل وزارة الخارجية السكرتير الثاني حمد المطيرات.
وقال مدير إدارة الآثار والمتاحف بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور سلطان الدويش لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) انه تم اليوم الاثنين تسليم غطاء التابوت الى السفارة المصرية بعد ان انتهت اللجنة المشكلة من التحقق منه.
واضاف الدويش ان للمجلس دورا كبيرا بالمحافظة على التراث الإنساني لافتا الى ان قانون الآثار الكويتي وكذلك القوانين الدولية تحرم تهريب الآثار لأنها تهتم بالمحافظة على التراث الوطني فضلا عن الاتفاقيات الثنائية مع الدول العربية.
وأعرب عن سعادته بعودة القطعة الأثرية الى مكانها الأصلي في الشقيقة مصر مثمنا التعاون الجاد والمثمر مع السفارة المصرية وأيضا الجمارك الكويتية لدورها الكبير في المحافظة على الاثار ويقظتهم الدائمة لمنع تهريب الآثار عبر المنافذ الكويتية.
واوضح انه فور العثور على غطاء التابوت واحالته الى المجلس تقرر تشكيل لجنة برئاسة وعضوية الدكتور السيد محفوظ والدكتور أحمد سعيد الأكاديميين بجامعة الكويت للحكم على مدى أثرية هذا الغطاء وحسم هويته وتاريخ تصنيعه.
وذكر ان الهدف الأساسي هو منع تهريب الآثار والمحافظة على الاثار العربية في مكانها الأصلي وان لا تكون الكويت سوقا سوداء لتهريب الاثار لافتا الى وجود اتفاقيات مع اليونسكو والمنظمات العالمية والعربية والإسلامية المختصة بهذا الشأن والتي تلتزم بها الكويت.
ولفت الى انها ليست المرة الأولى التي يتم فيها ضبط آثار مهربة سواء من مصر او من بعض الدول العربية الأخرى والتي تم بالفعل اعادتها الى مكانها الأصلي فور التأكد من آثاريتها.
ومن جانبه أعرب سفير مصر لدى الكويت طارق القوني في تصريح مماثل ل(كونا) عن شكره وتقديره للسلطات الكويتية وبخاصة وزارة الخارجية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والإدارة العامة للجمارك على تعاونهم لاسترداد غطاء التابوت الخشبي.
ولفت القوني الى حرص السفارة منذ اليوم الأول على متابعة الامر مع السلطات الكويتية في إطار الاهتمام الذي توليه بلاده لاسترداد الآثار التي يتم تهريبها للخارج مشيدا بدور ودعم الجانب الكويتي على هذا التعاون المستمر.
وقال ان هذا التعاون المستمر القائم منذ القدم يعكس عمق العلاقات والروابط المتميزة التي تجمع بين البلدين الشقيقين والذي أثمر اليوم عن تسلم غطاء التابوت.
وأوضح ان السفارة المصرية تناشد جميع المقيمين في الكويت عدم الانسياق وراء مثل هذه الاعمال المخالفة للقانون والتي قد تعرضهم الى المساءلة القانونية من قبل الجهات المعنية.
ومن ناحيته قال مراقب التفتيش والاستيداع بالشحن الجوي مبارك القحطاني ل(كونا) انه في شهر مارس الماضي تم ضبط التابوت الفرعوني داخل قطعة اثاث واردة من مصر عن طريق الشحن الجوي وبعد أن تم تمريرها على اجهزة المسح الدقيق المتقدمة الموجودة في إدارة جمارك الشحن تبين وجود جسم غريب فيها وهو عبارة عن تابوت يشتبه بانه فرعوني.
وأضاف القحطاني انه انطلاقا من التزام الجمارك بتنفيذ المعاهدات الدولية بشأن منع تهريب اي اثار فقد تم التحفظ على التابوت المشتبه به وإحالته الى الجهة المختصة والممثلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لحسم هويته وتاريخ تصنيعه وما إذا كان فرعونيا ام غير ذلك بالتنسيق مع السفارة المصرية.
ولفت الى انه وبعد ان اقرت اللجنة بأهمية هذا الأثر تم الاتفاق على تسليمه للسلطات المصرية عن طريق محضر ضبط بمشاركة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ووزارة الخارجية والسفارة المصرية تمهيدا لاعادته الى القاهرة.
وثمن القحطاني يقظة رجال الجمرك الجوي محذرا كل من تسول له نفسه تهريب اي مواد ممنوعة او محظورة مؤكدا ان رجال التفتيش سيكونون لهم بالمرصاد مسلحين بخبراتهم والأجهزة المتقدمة التي تحرص الإدارة العامة للجمارك على تزويد مختلف المنافذ الجمركية بها.
ومن جهته اشاد أستاذ التاريخ القديم والآثار في كلية الآداب بجامعة الكويت الدكتور أحمد سعيد في تصريح مماثل بالقائمين على الجمارك في الكويت الذين استطاعوا اكتشاف هذا الغطاء وسرعة تواصلهم مع الجهات المعنية لتحديد أهمية ما تم ضبته.
وقال سعيد انه تم تشكيل لجنة برئاسة الدكتور سلطان الدويش وبفحص غطاء التابوت تبين انه يشابه كثيرا التوابيت التي تعود لنهاية العصور الفرعونية ويندرج تحت العصر البطلمي او اليوناني الا ان طبقة الاتساخ عليه تحتاج الى مواد للتعامل معها وتنظيفها ليكون هناك رأى قاطع.
وأوضح ان اللجنة توصلت الى انه من طرز التوابيت على الشكل الآدمي المصنعة من الخشب واقصى طول للغطاء 5ر186 سم وعرضه عند القاعدة 30 سم وارتفاعه 20 سم واقصى عرض للغطاء عند الصدر 54 سم.
ولفت الى ان غطاء التابوت مصنع من قطعة واحدة من الخشب تم تجويف الجزء الداخلي منه بأزاميل تظهر آثارها على الجزء الداخلي بوضوح عند القاعدة والرأس والعمق عند الرأس 15 سم والغطاء منحوت على وضع المومياء حيث تظهر منطقة الرأس والجسم في شكل يشبه الوضع (الأوزيري) غير أن الأيدي لا تظهر متشابكة عند الصدر كعادة (الأوزيري).
وأشار الى ان اللجنة اوصت بإعادة غطاء التابوت الى مصر للتعامل معه في معامل الترميم المتخصصة بالمتحف المصري وأخذ عينة منه لتحليلها بالكربون المشع للتعرف على تاريخ تصنيعه.