الجامعة العربية تشيد بجهود الحكومات في ضمان حقوق الطفل العربي
«كونا»: أشادت الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة اليوم السبت بجهود الحكومات العربية والدولية والمؤسسات المعنية بالطفولة لضمان الحقوق الأساسية للطفل العربي والارتقاء بأوضاعه.
جاء ذلك في كلمة للسفيرة أبو غزالة خلال أعمال منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة الخامس تحت شعار (التنشئة في عالم متغير ..عقل جديد لانسان جديد لمجتمع جديد ) برعاية أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية وبرنامج الخليج العربي للتنمية (اجفند) الأمير طلال بن عبد العزيز ووزير التضامن الاجتماعي بمصر الدكتورة غادة والي.
وقالت أبو غزالة ان المنتدى يهدف الى تقديم نموذج جديد لتنشئة الطفل العربي وذلك لمواكبة المتغيرات السياسية والاقتصادية والصناعية والاجتماعية والتطور التكنولوجي.
وأكدت ضرورة وضع خارطة طريق تمكن الاطفال من التفاعل مع متغيرات العصر بما يقود لارساء تجربة عربية تمثل اطارا استرشاديا في صياغة الاستراتيجيات الوقائية والعلاجية لقضايا تنشئة الطفل العربي في المستقبل.
وشددت على أهمية المشاركة الواسعة لمنظمات المجتمع المدني لبلورة رؤية جديدة للارتقاء بنموذج تنشئة رائدة لتأهيل الاطفال وجعل شخصياتهم مساهمة في طرح قضاياها مؤكدة أن المرحلة الراهنة تتطلب استقطاب الجهود العربية كافة لدى مختلف الفاعلين بقضايا الطفولة العربية من أجل النهوص بالاطفال. بدوره قال الأمير طلال بن عبد العزيز في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمير عبدالرحمن بن طلال ان «الأطفال العرب يمرون بظروف غير مسبوقة من لجوء ونزوح وتدن في مستوى الخدمات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والصحية اضافة الى التعرض لأشكال جديدة من العنف والقتل والاتجار».
وأضاف أن الطفل العربي فقد الكثير من المكتسبات التي تحققت له خلال العقود الثلاثة الأخيرة الى جانب ما يتعرض له اليوم من تغيرات وتحديات ثقافية أثرت سلبا على تنشئته.
واوضح ان هذه التغيرات والتحديات تلقي بمزيد من المسؤولية على كل الأطراف (حكومات ومجتمعا مدنيا ومنظمات) لبذل الجهد على أن تصاحبه ارادة سياسية حقيقية وتحركا اقليميا ودوليا لوقف كل ما يعرض الأطفال لمزيد من انتهاك حقوقهم ويعمق من تفتيت الأوطان.
واعتبر أن شعار المنتدى والخاص ب»التنشئة في عالم متغير» هو دعوة صريحة الى «المعركة الحقيقية وهي معركة التنمية الثقافية».
وأشار في هذا الصدد الى الدراسة الاقليمية التي أجراها المجلس بدعم من (اجفند) في ست دول عربية اذ أثبتت أن ثقافة التنشئة العربية ثقافة اذعان وطاعة وأن العلاقات الأسرية تميل نحو التفكك والصراعية والفردانية.
من جانبها أكدت وزير التضامن الاجتماعي بمصر غادة والي أن هناك تعاونا كبيرا بين الوزارة والمجلس العربي للطفولة والتنمية من خلال بروتوكول تعاون لتنفيذ مشروع لاطفال الشارع والاطفال المعرضين للخطر.
واضافت والي في كلمة لها أن الوزارة تنفذ برنامج (حماية الاطفال بلا مأوى) لمواجهة ظاهرة اطفال الشوارع في عشر محافظات مصرية.
وأوضحت أن الوزارة قامت بتقييم مؤسسات الرعاية الاجتماعية ووضعت معايير جودة لهذه المؤسسات واختارت 21 مؤسسة للتطوير الى جانب زيادة الطاقة الاستيعابية بها وتطوير البرامج والانشطة وبناء قدرات مقدمي الرعاية بها وبناء قدرات الاطفال.
ومن جهته أكد الأمين العام للبرلمان العربي للطفل أيمن الباروت في كلمته أهمية الموضوع الذي يحمله المنتدى مضيفا أن «الطفل يتلقى طوال وقته وعلى امتداد ساعات نهاره كما من التغيرات والتحولات والبرامج التقنية بما يمثل تحديا يتطلب بذل مختلف الجهود لتأهيله وفق مرتكزات الابداع وتنمية طاقاتهم تجاه مجتمع المعرفة والتمكين».
وقال «اننا نعول على الأطفال كثيرا ليكونوا قادة المستقبل وأمله وطاقاته نحو التطور ولن يأتي ذلك الا من خلال تحقيق مطالب النمو للأطفال واشباع حاجاتهم ليكتشفوا قدراتهم وأن يعيشوا سعداء متوافقين مع أنفسهم ومجتمعهم وأن نضمن لهم بيئة صحية للنمو في مختلف المجالات مع الأخذ بعين الاعتبار انماء القدرة على التفكير والابتكار والتخيل والابداع».
ويهدف المنتدى الذي يعقد على مدى يومين الى اطلاق نموذج تنشئة الطفل العربي في ظل عالم متغير والذي يمكن تطبيقه في العالم العربي بناء على معايير حقوق الطفل ونظريات التنشئة الحديثة وانطلاقا من مسيرة ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية هي (النهج الحقوقي المتكامل ونهج تنمية القدرات والتمكين والمشاركة ونهج تنمية الوعي وايقاظ الذات).
ويأتي هذا المنتدى استكمالا لما انتهت اليه توصيات المنتدى الرابع والذي أكد أهمية الأخذ بنموذج التنشئة الاجتماعية للأطفال العرب يقوم على احداث تغيير ثقافي يضمن تنشئة جديدة انطلاقا من اتفاقية حقوق الطفل الدولية.
ويشارك في المنتدى عدد من منظمات المجتمع المدني العربي العاملة في مجال الطفولة وممثلو المجالس العليا واللجان الوطنية والآليات المعنية بالطفولة بالدول العربية الى جانب المنظمات الاقليمية والدولية ذات العلاقة وخبراء في مجالات حقوق الطفل والاعلام.