مؤتمر “ايطاليا – أفريقيا” الوزاري يبدأ أعماله بروما بمشاركة أكثر من 50 دولة
(كونا) – انطلقت في العاصمة الايطالية اليوم الخميس أعمال مؤتمر “ايطاليا-أفريقيا” الوزاري الأول للنظر في آفاق العلاقات الأوروبية الأفريقية على ضوء التحديات التاريخية المستجدة من الارهاب والهجرة والفرص الاقتصادية.
وافتتح الرئيس الايطالي سيرجو ماتاريللا الجلسة العامة للمؤتمر الوزاري المنعقد بمقر وزارة الخارجية وتحت رعايتها بمشاركة وفود 54 دولة أفريقية غالبيتها على المستوى الوزاري بجانب 13 منظمة دولية واقليمية منها الاتحاد الأفريقي بحضور 350 من رؤساء وأعضاء الوفود.
وشدد ماتاريللا في كلمته على “أولوية العلاقات مع القارة الأفريقية” بالنسبة لسياسة بلاده الخارجية لاسيما “الحوار السياسي والتبادل الثقافي والاقتصادي” منوها بالملتقيات والمبادرات العديدة التي تستضيفها وتشجعها ايطاليا بمشاركة الحكومات والمنظمات المدنية في مجالات عدة من الزراعة الى الطاقة والتعاون بخصوص دور المهاجرين الأفارقة.
وقال انه بوسع ايطاليا على صعيد الحوار مع أفريقيا “المساهمة بحضور منظم وواسع بواسطة المنظمات الراسخة المدنية وغير الحكومية والطوعية وشبكات الهيئات المحلية وعالم الشركات الانتاجية الايطالية” بالدخول في علاقات مثمرة مع المنظمات الأفريقية الاقليمية والاتحاد الأفريقي.
وفي هذا السياق أكد أهمية وضرورة الجهد المتضافر بكل الموارد المشتركة والخبرات والرؤى القائمة مع الشركاء الدوليين في مجموعتي (جي7) و(جي20) وبالأخص الاتحاد الأوروبي ما تقتضيه أهمية القارة الأفريقية البارزة.
وشدد على أن “أفريقيا ستجد دوما في ايطاليا بصرف النظر عن الجدل السياسي الداخلي “المحاور الأكثر اهتماما وحساسية ازاء القضايا بالغة الأهمية بالنسبة للمستقبل والمصير المشترك” المتمثلة في “الهجرة والنمو الاقتصادي والتكامل السياسي والأمن والتصدي للارهاب” من أجل الاستقرار والرفاه والأمن.
وتطرق الرئيس الإيطالي الى ما أسفرت عنه “آليات النمو الديمغرافي والأزمات البيئية والمناخية والصراعات” التي تعصف بالقارة الأفريقية من “نزوح غير مسبوق للسكان وكوارث انسانية لا تنقطع” مشيرا الى ان ايطاليا ادراكا منها بعالمية ظاهرة الهجرة “أبدت حساسية خاصة ازاءها اذ “استقبلت نحو 475 ألف مهاجر أفريقي منذ 2015”.
وعبر ماتاريللا عن تطلعه لأن تولي الدول الأفريقية اهتمامها متجددا ازاء دور ايطاليا وما يمكن أن تقدمه من أجل مستقبل مشترك من السلام والرخاء في اطار “الجهد والالتزام المتبادلين والعمل أيضا داخل المحافل متعددة الأطراف المختلفة” ما يمنح هذه الجهود دفعة أكبر.
ونوه باتفاق السلام بين اثيوبيا واريتريا اللتين يشارك وزيرا خارجيتهما في المؤتمر وضلوع جيبوتي والصومال في “تحول تاريخي في منطقة القرن الأفريقي ذات الأهمية الاستراتيجية”ما يسمح للمرة الأولى منذ 20 عاما الحديث عن نمو اقتصادي اقليمي متقاسم وادماجي” في المنطقة.
وبدوره شدد وزير الخارجية الإيطالي إنتسو موافيرو ميلانيزي على “قوة العلاقة بين ايطاليا وأفريقيا” اللتين تواجهان تحديات عديدة تتراوح بين “التغير المناخي والديناميات الديمغرافية والطاقة” مشيرا في هذا الصدد الى وجود “تكاملية مذهلة بين أفريقيا وأوروبا”.
وفي هذا الصدد توجه ميلانيزي الى الوفود الأفريقية بالقول ان ايطاليا ترغب أن تكون بجانبكم وتضع استعدادها التام” من أجل القيام سويا بمسيرة كبرى عبر مسار يحملنا نحو مستقبل أفضل”.
وأكد أن ايطاليا هي “البلد الذي يناضل أكثر من غيره داخل الاتحاد الأوروبي لزيادة الموارد الموجهة لصالح التعاون مع البلدان الأفريقية وعمل نقلة نوعية من أجل “موارد أكثر لازمة واستثمارات أكبر” ما يسمح بتأهيل الشباب في أفريقيا وخلق فرص للاستثمار أمام الشركات الأوروبية والايطالية” في القارة. واعتبر المؤتمر “مناسبة بارزة تؤكد التزام ايطاليا والتجاوب الممتاز من الجانب الأفريقي لمبادرتها وعزمها القوي لبناء علاقة تعاون حقيقي وتبادل مثمر في الموضوعات والفرص التي توفرها الصداقة التقليدية القديمة وما تفرضه حقائق الجيوسياسية الجلية والتاريخ”.