
كلمة رئيس مجلس الأمة في افتتاح دور الانعقاد الثاني .. دعوة السلطتين للتكامل وإنجاز الاستحقاقات المحلية.. وانتصار للقضايا العادلة خارجيا
انطلق الفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة في 11 ديسمبر 2016 وسط ظروف إقليمية استثنائية أشار لها سمو الأمير في خطابه الافتتاحي، واضعا الحكومة والمجلس أمام مسؤوليات كبيرة وجملة من القضايا المهمة التي تتعلق بالاقتصاد والأمن وتحسين الخدمات وإجراءات لابد منها لمواجهة تقلبات أسعار النفط الذي يعد المصدر الرئيسي لدخل الدولة.
ومواكبة لما حمله النطق السامي من توجيهات وما تناوله من قضايا جاءت كلمة رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر مركزة على ضرورة تعزيز سبل التعاون الحكومي النيابي لمواجهة التحديات والاستحقاقات الوطنية.
كما تناول الغانم في كلمته جهود سمو أمير البلاد ومتابعته المشاكل والهموم المحلية والدولية مشيرا إلى أن الهموم المحلية وأعباء الأزمة الخليجية التي يضطلع بها صاحب السمو الأمير لم تنسه هموم مجتمعه العربي وعالمه الإسلامي فلم يغب عن نظره ما يحدث في سوريا والعراق والروهينغا ولم يفارق دائرة اهتمامه الأقصى السليب .
كما تطرق الغانم إلى ما قام به الوفد البرلماني إلى اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي وتصديه لممثل الكنيست الإسرائيلي، مؤكدا أن رسالة سمو الأمير المؤيدة للموقف البرلماني الكويتي نزلت بردا وسلاما على قلوب جميع أعضاء الوفد.
وقال الغانم” حين قمنا – نحن ممثلي مجلس الأمة ، أبناءَ الشيخ صباح الأحمد ، وتلاميذ مدرسته بما يمليه علينا واجبنا الإيماني ، وضميرنا الإنساني ، وإباؤنا العربي ، من نصرة قضية الروهينغا والتصدي الرادع ، لممثل الكنيست المتطاول ، حين قمنا بذلك تلقينا على الفور، رسالة عزيزة كريمة ، هي أغلى رسالة تصلنا ، من أغلى إنسان ارتبطت به مشاعرنا ، نزلت بردا وسلاما على قلوبنا ، وأشعرتنا كم هو إنسان عظيم من أرسلها إلينا ، ومنَّ بها علينا، إنها رسالة سمو أمير البلاد ، التي عكست دقة متابعته ، وكريم عنايته ، وعظيم تفاعله ، ونبل نفسه.
وشرح الغانم في كلمته أبرز التحديات على الصعيد المحلي ووضع الحلول المطلوبة وقال إن الأوضاع المحلية اليوم أمام تحديات كبيرة واستحقاقات وطنية جديرة تأتي في طليعتها الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لرفع معدلات النمو وتوفير فرص العمل وتحسين مناخ الاستثمار.
وشدد على أن هذه الاستحقاقات لا يمكن تحقيقها إلا بضبط المالية العامة وإيقاف الهدر وتعزيز الترشيد وتحسين التخطيط الإنمائي وتطوير الأداء المؤسسي.
كما أكد أن تطوير البنية التحتية والمرافق الخدمية والارتقاء بالخدمات الصحية ورفع جودة التعليم ودعم مرفق القضاء أصبحت من الاستحقاقات الضرورية وهما يشغل بال المواطنين وهاجسا لا يغيب عن خاطرهم.
وأوضح أن نواب الأمة معنيون بتجسيد روح التعاون مع السلطة التنفيذية، بما فيه خدمة للمواطن، وتحقيق مصالحه، مؤكدا أن السلطتين التشريعية والتنفيذية ليستا ضدين متنافرين، بل هما – إن صلحت النوايا – كيانان متكاملان، يلتقيان لتحقيق خير الوطن والشعب.
وقال “إن نواب الشعب هم لسانه المعبر عنه، ومحاموه المدافعون عن حقوقه، ووكلاؤه المراقبون لحكومته، تلك هي مهمتهم، وذلك هو شأنهم، والواجب يستلزم أن تدور اهتماماتهم في هذه اﻷفلاك، وأن تكون مناقشاتهم أمينة عادلة، وأن يتجردوا عن حظوظ أنفسهم، فلا تكون مناقشاتهم ضربا من الاستعراض، لدغدغة عواطف الجمهور، بحثا عن مكاسب سياسية، وتحقيقا لأهداف دعائية، ومآرب انتخابية”.
ونبه الغانم النواب إلى أنه حين تكون الملفات المطروحة للنقاش، ذات صبغة فنية، وصيغة تقنية ، فإن اﻷولى بالنواب ، إحالتها إلى ذوي الاختصاص ، لتقديم الرأي الفني ، والإرشاد التقني ، حتى لا نقع في خطأ ندفع فيه ثمنا غاليا ، كما حدث في قضايا سابقة كثيرة.
وطرح الغانم رؤيته لأداء الحكومة مؤكدا أن الحكومة بحاجة إلى مواكبة حركة الحياة برسم الخطط التي تستوعب المستجدات وتساير التطورات بما يحقق للشعب حياة طيبة رخية آمنة مستقرة وذلك يحتاج إلى مراجعة شاملة واستنفار كامل حتى تتكامل الجهود ويتضافر الأداء وحتى تلتقي السلطتان التشريعية والتنفيذية التقاء تكامل وتعاون.
ووجه الغانم في كلمته رسالة إلى الشعب تتمثل في نقطتين هما الوحدة الوطنية والثانية الحذر من الشعارات الزائفة والخطابات المحبطة.
وحول الوحدة الوطنية أكد أن حراسة وحدتنا الوطنية هي أهم ما يمكن أن نضطلع به بعد حراسة ديننا، مستدركا أنه من الممكن أن تختلف رؤانا وتتعدد آراؤنا وتتباين مفاهيمنا وأفكارنا، وربما مشاربنا ومذاهبنا ، لكن من غير الممكن بحال ، أن نختلف على وحدتنا الوطنية.
وأضاف أن اللحمة الوطنية والوحدة المجتمعية هما من أبرز ما يميز شعب الكويت اﻷصيل ومعدنه النبيل إذ هو يتداعى في الملمات وتتجلى وحدته عند المدلهمات.
وحذر الغانم من الشعارات الزائفة والخطابات المحبطة، موضحا أن شعارات اﻹصلاح ، بات يرفعها المصلح والمفسد على السواء ، وهذا يستدعي أن يستخدم الشعب قدرته على الفرز ، ليميز الخبيث من الطيب ، والمفسد من المصلح.



