«أيقونة المقاومة الفلسطينية» مُصر على المواصلة رغم إصابته
«الأناضول»: على السرير، يئن الشاب الفلسطيني عائد أبو عمرو، وجعا، بعد إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي، أثناء مشاركته في مسيرات «العودة» على الحدود الشمالية لقطاع غزة.
وأطلق الكثيرون من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، على «أبو عمرو»، لقب «أيقونة المقاومة الشعبية الفلسطينية»؛ إثر انتشار صورته التي التقطتها عدسة وكالة الأناضول، وهو يحمل علما فلسطينيا، عاري الصدر، ويرشق الجنود الإسرائيليين بمقلاع، في ذات الوقت.
وبالقرب من أبو عمرو، الذي يقطن حي الزيتون، شرقي مدينة غزة، تجلس والدته، تمسح دموعه، تارة وتارة أخرى، تمرر يدها بلطف على يده أملا في تخفيف آلامه.
ورغم الآلام القاسية، إلا أن أبو عمرو (22 عاما)، مصر على العودة للمشاركة بالمسيرات، عقب تعافيه، مؤكدا لطاقم وكالة الأناضول الذي زاره في منزله، على أن إصابته «لم تحطم إرادته في مواصلة مقاومته السلمية».
ولم يحظ أبو عمرو الليلة الماضية، بالنوم، فآلام قدمه صاحبته، رغم تناوله العديد من المسكنات.
والتقط «مصطفى حسونة»، مصور وكالة الأناضول في قطاع غزة، قبل نحو ثلاثة أسابيع، صورة لـ»أبو عمرو»، قرب الحدود الشمالية للقطاع، عاري الصدر ويحمل علم بلاده بيد وبالأخرى يحمل مقلاعا.
وحظيت بمشاركة واسعة عربيا ودوليا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام حول العالم.
وساعد على انتشار الصورة، التشابه بينها وبين لوحة «الحرية تقودها الناس»، للرسام الفرنسي فرديناند فيكتور أوجين ديلاكروا؛ التي رسمها عام 1830 تخليدا للثورة الفرنسية التي اندلعت في ذات العام، والتي تظهر فيها امرأة، ترفع فيها بيدها اليمنى العلم الفرنسي، وباليد اليسرى بندقية، ويحيطها الثوّار الفرنسيون ودخان المعركة.
وبصوت منخفض، يقول أبو عمرو في حديث مع مراسل الأناضول إن الجيش الإسرائيلي «لن ينال من عزيمتي وإرادتي، وسأواصل مقاومتي السلمية».
ويضيف:» بعد أكثر من محاولة لإطلاق النار علي، إلا أن الجيش تمكن في النهاية من إصابتي بشكل متعمد».
ويعتقد أبو عمرو، أن استهدافه جاء بسبب صورته التي انتشرت بشكل كبير، والتي تشبه لوحة «الحرية تقودها الناس». التي تؤرخ للثورة الفرنسية.
ويضيف: «تلك الصورة المشابهة للوحة الفرنسية، أغاظت الاحتلال لما كان لها من انتشار واسع في جميع أنحاء العالم».
ومنذ انطلاق مسيرات العودة نهاية مارس/ آذار الماضي، يشارك أبو عمرو في الاحتجاجات الفلسطينية الداعية لكسر الحصار عن غزة، بذات الوضعية، حيث يحرص دائما أن يكون عاري الصدر، ورافعا العلم الفلسطيني بيد، وبالأخرى يقذف الجنود الإسرائيليين بالحجارة عبر مقلاع.
وأصيب «أبو عمرو» أيضا أمس الإثنين، خلال مسيرة نظمت شمال قطاع غزة، وهو عاري الصدر، رافعا علما بيده اليمنى والمقلاع باليسرى.
وأطلق قناص إسرائيلي الرصاص الحي على ساق «أبو عمرو» ما أسقطه أرضا قبل أن ينقل إلى المشفى.
ويقول أبو عمرو:» الاحتلال لا يعرف معنى الإنسانية ولا المسيرات السلمية التي انطلقت لرفع الحصار والعودة لأراضينا المحتلة كي نعيش بكرامة».
ويضيف:» كل ما نمارسه على الحدود بشكل سلمي نحارب بالحجر والعلم لكن الاحتلال يمعن في انتهاكاته».
ويقمع الجيش الإسرائيلي المسيرات السلمية الفلسطينية بعنف، ما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة الآلاف بجروح مختلفة.