شهادة سيدة فلسطينية لاجئة منذ عام 1948
فاطمة النمنم سيدة فلسطينية في الرابعة والسبعين من العمر، من لاجئي فلسطين. وصلت إلى غزة مع أسرتها عام 1948 من بلدة الحمامة، عندما كان عمرها عاما ونصف.
في مخيم الشاطئ في غزة تحدثت معنا السيدة فاطمة عن رحلة اللجوء التي امتدت سبعين عاما.
«هاجرنا من الحمامة عندما كان عمري عاما ونصف. أبي قال لي إننا كنا نملك أرضا كان يزرعها فاكهة من البرقوق والمشمش. عندما رحلنا أخذنا معنا موقدا (وابور) ولحافا وأغلقنا الدار على أساس أننا سنعود. حملونني وغادرنا. جئنا إلى غزة. الهيئة (الأونروا) جلبت لنا الخيام في كامب الشوا من منطقة بنت أبو خضرة إلى مدرسة اليرموك.
كانت المنطقة كلها مغطاة بالرمال. وساعدتنا الهيئة وأقامت لنا الصنابير وأعطتنا المؤن كل 15 يوما، من التمر وعلب اللحم وغير ذلك. كنا ننام على الرمل ونصحو على الرمل، لم يكن معنا أي شيء.
بعد ذلك أعطونا وسادات من الريش، أتذكر ذلك، كنت تقريبا في الخامسة من العمر. وكانوا يسلموننا سنويا بطانية لكل فرد. كنا نفرش ونتغطى ونجمع الحطب من الأحراش، ونطبخ ونخبز على النار هذه قصة حياتنا.
مع مرور الأيام، ذهب أبي ليسجلني في المدرسة. الله يخلف على الهيئة (الأونروا) أنشأت لنا مدارس. هذه المدرسة (مدرسة الرمال) ما زالت موجودة إلى اليوم، ذهبت مؤخرا إلى المنطقة التي توجد بها وتذكرتها. أراد أبي أن يسجلني في المدرسة عندما صار عمري 6 سنوات. ولكن لم يكن معه في ذلك الوقت أي نقود لمستلزمات الدراسة.
بعدما كنا في كامب الشوّا، نقلونا إلى منطقة الشفاء، لم يكن بها أي متنزه مثل الآن، كانت كلها مغطاة بالرمال وأعطونا خياما ومساعدات وكنا نذهب إلى المدرسة ونشرب بعض الحليب، كنت صغيرة ولكنني أتذكر كل شيء. بعد ذلك بدأوا بناء المعسكر الغربي وخصصوا لبعض الناس حجرتين ولآخرين حجرة. وظللنا على هذه الحال، عمري 72 سنة، بل 72 سنة ونصف. ربنا يوفق العرب مع اليهود ومع بعضهم ونصبح في حال جيد. أتمنى أن أزور قرية حمامة، لدي ثوب من حمامة تركته لي أمي وأنا محتفظة به، يعتبر الآن أثريا من جدودنا.»
المدرسة التي تحدثت عنها السيدة فاطمة هي مدرسة «الرمال» للبنات التابعة للأونروا في غزة التي زرناها وتحدثنا مع عدد من طالباتها ومع ثلاثة طلاب زائرين من مدرسة الزيتون.
الطلاب أعربوا عن قلقهم بشأن الأزمة المالية التي تمر بها الوكالة، وتحدثوا عن أحلامهم في أن يحققوا أشياء كثيرة في المستقبل وخوفهم من ألا يتمكنوا من ذلك بسبب الوضع الراهن.
مدير عمليات وكالة الأونروا في غزة ماتياس شمالي، أشار في حوار مع أخبار الأمم المتحدة إلى أن الأونروا تحتفل بعيد تأسيسها السبعين العام المقبل. وأعرب عن الأمل في ألا تمر سبعون سنة أخرى دون إيجاد حل للاجئي فلسطين.»العام المقبل تحتفل الأونروا بذكرى تأسيسها السبعين، فلنعمل كيلا تكون هناك سبعون عاما أخرى من هذا الوضع. فلنجد القوة والإرادة السياسية لإيجاد حل. الفلسطينيون يستحقون أن تكون لهم دولتهم وحكومتهم ومؤسساتهم. وحتى ذلك الوقت يجب أن تتواصل الخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا من أجل العدل والكرامة.»