البترول تؤكد ضرورة الاستثمار في مصادر الطاقة لتلبية الطلب المستقبلي
“كونا” – أكد الرئيس التنفيذي في مؤسسة البترول الكويتية نزار العدساني ضرورة التطوير والاستثمار في جميع مصادر الطاقة لتلبية الطلب المستقبلي على الطاقة مع التركيز على الحد من الانبعاثات إذ بدأ الطلب على الطاقة يتزايد “بسرعة هائلة” في الكويت.
جاء ذلك في كلمة للعدساني اليوم الثلاثاء في حفل إطلاق تقرير توقعات الطاقة العالميه 2018 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية التي تستضيفه الكويت بحضور مسؤولين وخبراء محليين وعالميين في مجال الطاقة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي.
وأضاف أن وكالة الطاقة الدولية ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) يعملان معا من أجل عالم مستقر للطاقة معتبرا ـن المشهد العالمي للطاقة اصبح أكثر تجانسا إذ أصبح المنتجون والمستهلكون شركاء وليسوا معارضين.
وأوضح أن توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى جانب توقعات الطاقة لدى (أوبك) تعد مرجعا حيويا للصناعة النفطية وللتنبؤ بالمستقبل في ظل سيناريوهات مختلفة حيث أصبحت التحديات أكثر تعقيدا.
وذكر أن توقعات الطاقة الصادرة من قبل وكالة الطاقة الدولية أصبحت كذلك مرجعا للشركات والأكاديميين ومؤسسات الطاقة على مستوى العالم وذلك في ظل حالة عدم اليقين التي تسطير على الاسواق.
وأشار إلى أن أمن الطاقة أصبح ضروريا للجميع خاصة مع توسع العالم وزيادة الطلب على النفط والغاز مبينا في الوقت ذاته ان هناك خطوات حثيثة نحو تعزيز الثقة والتعاون بين المنتجين والمستهلكين على مستوى العالم.
ولفت إلى أهمية تقارير وكالة الطاقة الدولية التي تؤكد على تغير المناخ بين المنتجين والمستهلكين ليكونوا أكثر تعاونا وتنسيقا لأن كليهما يواجهان نفس التحديات.
وأضاف “عندما تأسست وكالة الطاقة الدولية في 1974 تم تصميمها في البداية لمساعدة البلدان المستهلكة على تنسيق حلف جماعي ومع ذلك في عالم اليوم تحول عمل وكالة الطاقة الدولية إلى شريك فعال لخلق فهم أفضل للأسواق بين المنتجين والمستهلكين”.
من جانبه قال الأمين العام للأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الكويتية خالد مهدي في كلمة مماثلة ان ميزانية خطة التنمية تصب في المقام الاول لمصلحة مشاريع القطاع النفطي مبينا ان استراتيجية مؤسسة البترول وشركاتها التابعة لعام 2040 تركز على المنتجات المتنوعة والصناعات التحويلية.
وشدد مهدى على ان مشاريع الخطة التنموية التي ينفذها القطاع النفطي سوف تصبح مخرجا مهما لمخرجات التعليم المختلفة والتوظيف مستقبلا مؤكدا على ان أهمية تلك المشاريع تكمن في المشاريع ذاتها وخلق فرص وظائف جديدة ناتجة عن تشغيلها.
واوضح ان القطاع النفطي يقوم بتنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية وعلى رأسها مشروع الوقود البيئي في شركة البترول الوطنية مشيرا الى ان الكويت تسعى جاهدة لانتاج الغاز الطبيعي ليعد موردا هاما للطاقة وبديلا عن استخدام الوقود الثقيل.
وقال ان التقرير السنوي للوكالة الدولية للطاقة هذا العام يبين بوضوح التأثير السلبي لعدم التغيير في سياسات الطاقة وتوقع زيادة التأزم في كل النواحي المتعلقة بأمن الطاقة تقريبا كما هو الحال في سيناريو السياسات الحالية.
من جانبه قال المدير التنفيذي لمركز أبحاث الطاقة والبناء في معهد الكويت للأبحاث العلمية أسامة الصياغ في كلمة مماثلة ان التقرير السنوي للوكالة الدولية للطاقة يضع روية لنظام الطاقة العالمي من المصدر إلى المستهلك وكل ما يمر خلالها من الصناعات التحويلية.
وأوضح الصياغ أن التقرير ينظر إلى مصادر الطاقة من نفط وغاز وطاقة متجددة وغيره وصولا إلى التكنولوجيات التي يتعامل معها.
وأفاد ان الطلب على النفط لن يشهد نموا في ظل وجود منافسين آخرين إضافة إلى النفط الصخري “وهنا تكمن المشكلة في ظل عدم وجود نمو على الطلب مشددا على أن التقرير يدق ناقوس الخطر دائما.
من جهته قال المنسق المقيم لمكتب الأمم المتحدة بالكويت الدكتور طارق الشيخ في كلمة مماثلة ان الأمم المتحدة تسعى الى قيادة مبادرة طاقة مستدامة للجميع لضمان إمكانية حصول الجميع على خدمات طاقة حديثة وتحسين كفاءة الطاقة وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة والتي تدخل ضمن أهداف التنمية المستدامة.
واضاف الشيخ أن الأمم المتحدة تسعى كذلك من خلال عملها الدؤوب مع شركائها في مختلف دول العالم بحلول عام 2030 إلى ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة وتحقيق زيادة كبيرة في حصة الطاقة المتجددة في مجموعة مصادر الطاقة العالمية إضافة إلى مضاعفة المعدل العالمي للتحسن في كفاءة استخدام الطاقة.
وذكر ان المنطقة العربية تتمتع باحتياطيات كبيرة في مجال النفط والغاز الطبيعي كما أن لديها أعلى مستويات من الإشعاع الشمسي ومع ذلك فإن العديد من البلدان العربية لا تزال تخطو خطوات بطيئة على درب تطوير قدراتها على انتاج الطاقة المتجددة التي تشكل نسبة قليلة من مزيج الطاقة في المنطقة.
وذكر ان الكويت تعتبر من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة عبر رؤية (كويت جديدة 2035) والتي ستسهم في خلق بنية تحتية متطورة واقتصاد مستدام للأجيال القادمة.