أسبوع جديد من النشاط الإنساني الكويتي وتركيز على قضيتي سوريا واليمن
(كونا) – تنقلت يد الخير الكويتية خلال الأسبوع المنتهي يوم أمس الجمعة لتقدم العطاء كما اعتادت عليه فتوزعت تقديماتها على عدة أماكن في الدول العربية وحول العالم.
لكن هذا الأسبوع كان هناك تركيز أكبر على قضيتي اللاجئين السوريين والشعب اليمني فأطلقت الكويت مبادرات إنسانية بارزة في هاتين المسألتين.
هذا التقرير الأسبوعي يتحدث عن النشاط الإنساني الكويتي للأسبوع الماضي. البداية ستكون من بيروت حيث أكد سفير الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي يوم الثلاثاء 18 ديسمبر أهمية مبادرة سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتعليم اللاجئين السوريين في الدول المضيفة لهم معربا عن الاعتزاز بهذه المبادرة الإنسانية.
وقال القناعي في مؤتمر صحفي عقدته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتسليط الضوء على (مشروع تعليم اللاجئين السوريين في لبنان) ان رؤية صاحب السمو “استشفت الابعاد الخطيرة للأمية وتعاملت معها وأدركت ضرورة المبادرة فأطلقتها ولامست المستجدات فغيرتها الى واقع جديد تصان فيه كرامة الانسان وتحصنه تعليما”.
وأكد حرص الكويت على العناية بالمقومات الأساسية لأي نهضة حقيقية من خلال “صون الحق في التعليم باعتباره بعدا يتجاوز أي مفاصل تاريخية وتداعيات لأزمات آنية أو مرحلية”.
وأشاد القناعي بالإمكانات التي وظفتها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بقدر عال من المهنية والكفاءة وبالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الفنية ذات الصلة بالواقع الميداني مشيرا الى حجم التحديات في دول الجوار السوري لا سيما في لبنان والأردن.
من جهتها أعلنت نائبة المدير العام للبرامج المساندة في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتورة أماني البداح إتمام المؤسسة التزامها بمنح 50 مليون دولار خصصت لمشروع تعليم اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان.
وقالت البداح ان “دور المؤسسة الرئيسي المتمثل في تحفيز العلوم والتكنولوجيا والابتكار في القطاعات المعنية في الكويت لا يتضمن في طبيعته برامج الإغاثة إلا أن حضرة صاحب السمو كرئيس مجلس إدارة المؤسسة أوكل إليها مهمة المساهمة في التخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق نيابة عن القطاع الخاص على أن يتم تخصيص المنحة للبرامج التعليمية”.
وأضافت ان الإعلان عن “إتمام توقيع عقود المنحة مع الجهات المتخصصة في لبنان والأردن في تقديم البرامج التعليمية يأتي انطلاقا من أحقية الإنسان في التعليم وإيمانا بضرورة حفظ الجيل القادم من الأمية والجهل وهما السلاحان الأشد ضراوة في الحروب والأكثر خطورة على مستقبل الشعوب”.
وأفادت بأن هدف مؤسسة الكويت للتقدم العلمي من هذه البرامج “تعليم الفئات العمرية من اللاجئين التي يحيق بها القدر الأكبر من المخاطر وقد قامت لهذا الغرض بالتعاقد مع العديد من المؤسسات غير الربحية المحلية في لبنان لتحقيق قدر أكبر من الاستدامة للمجتمع المستضيف للاجئين”.
ولفتت الى تخصيص جزء من المنحة لتشييد المدارس أو إعادة تأهيلها في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بما يخدم اللاجئين والمجتمع المستضيف مؤكدة أهمية الشراكة الاستراتيجية التي تربط المؤسسة بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية حول العمل الميداني الخاص بتنفيذ المشاريع الانشائية مشيدة بدور الصندوق في الاشراف على هذه المشاريع وخبرته العريقة في هذا المجال.
وكشفت عن أن تنفيذ كل البرامج التعليمية الممولة سيوفر الدعم لنحو 38 ألف مقعد دراسي موزعين بين لبنان والأردن في مختلف المراحل التعليمية يستفيد منها 27 ألف و686 طالبا وطالبة كما سيؤدي الى تجهيز عدد من المدارس للمراحل التعليمية المتوسطة والثانوية بما يحقق فائدة مستدامة للمجتمعات المستضيفة.
وأشارت البداح الى عقد مؤسسة الكويت للتقدم العلمي شراكة مع الصندوق العربي للانماء الاقتصادي لدعم دراسة ميدانية لسد فجوة كبيرة في البيانات الخاصة بمستويات التعليم والأمية بين اللاجئين السوريين اذ لوحظ عدم توفر الإحصاءات الدقيقة التي تمكن المجتمع الدولي والدول المضيفة من قياس الحجم الحقيقي للأزمة التعليمية.
وفي الرياض قال نائب رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الاحمر الكويتي انور الحساوي يوم الأربعاء 19 ديسمبر إن الجمعية خصصت بعد المحادثات اليمنية في السويد دعما اضافيا بمبلغ 500 ألف دولار كمساعدات إغاثية لليمن.
جاء ذلك في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش الاجتماع ال28 لمكتب تنسيق المساعدات الاغاثية والانسانية المقدمة من دول مجلس التعاون الى اليمن.
واضاف الحساوي ان ما قيمته 300 الف دولار من المساعدات المقررة ستقدم بالتعاون مع مركز (الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية) السعودي لشراء المواد الاغاثية من الرياض ومن ثم ارسالها عبر شاحنات الى عدن حيث سيذهب وفد من الهلال الاحمر الكويتي والجمعيات اليمنية المعتمدة بوزارة الخارجية الكويتية لتوزيعها على الشعب اليمني.
واوضح انه سيتم الخميس توزيع مواد اغاثية بقيمة تبرعات ب200 الف دولار من المساعدات المقررة مع جمعية (استجابة) اليمنية ووفد من الهلال الاحمر الكويتي المتواجد في اليمن في محافظة (الحديدة) وعددا من المحافظات الاخرى.
وذكر الحساوي ان هناك دفعات اخرى قادمة وهي جميعها تبرعات من البنوك والمواطنين الكويتيين والمقيمين كمسؤولية اجتماعية سيتم توزيعها على الاشقاء في اليمن.
وتعليقا على الدعم الإضافي المقدم من جمعية الهلال الأحمر الكويتي أشاد وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة اليمني عبدالرقيب فتح بالجهود الاغاثية والإنسانية لدولة الكويت والهلال الأحمر الكويتي في بلاده.
ونوه فتح في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) من الرياض وعلى هامش الاجتماع ال28 لمكتب تنسيق المساعدات الاغاثية والانسانية المقدمة من دول مجلس التعاون لليمن بالدعم الإضافي الذي خصصته جمعية الهلال الأحمر الكويتي لدعم المشاريع الاغاثية في اليمن بقيمة 500 الف دولار والمساهمة الفاعلة للهلال الأحمر في تنفيذ المشاريع الاغاثية النوعية على مدى السنوات الماضية في عموم المحافظات اليمنية.
وقال ان هذه المشاريع محل تقدير وترحيب من الحكومة والشعب اليمني اذ ساهمت في اطار الهيئات الاغاثية الكويتية والخليجية المانحة في تحسين الوضع الإنساني.
وأثنى الوزير اليمني كذلك على الجهود الاغاثية والانسانية لجمعية الإغاثة الكويتية في تنفيذ مشاريع اغاثية متنوعة في عموم المحافظات اليمنية معربا عن الترحيب بافتتاح الجمعية مكتب لها في العاصمة المؤقتة (عدن).
وأضاف ان هذه الخطوة تعد نقلة نوعية وستسهم بشكل كبير في تنفيذ وتسيير ومتابعة الاعمال الاغاثية للجمعية في اليمن.
وفي القاهرة أكد نائب مساعد وزير الخارجية رئيس مكتب حقوق الانسان الكويتي المستشار طلال المطيري يوم الاثنين في 17 ديسمبر حرص الكويت على دعم وتعزيز منظومة حقوق الانسان.
جاء ذلك في تصريح أدلى به المستشار المطيري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش ترؤسه اجتماع الخبراء الحكوميين العرب المعنيين بحقوق الانسان بجامعة الدول العربية لمناقشة الملاحظات الواردة بشأن مشروع “الاستراتيجية العربية لحقوق الانسان”.
وقال المطيري ان دستور دولة الكويت يضم عددا من المواد التي تنص على تعزيز وحماية حقوق الانسان “جاءت وفق ما ورد في الاعلان العالمي لحقوق الانسان والاتفاقيات الدولية”.
وأضاف أن الكويت تعد من أكثر الدول العربية التي انضمت الى الصكوك العربية لحقوق الانسان إضافة إلى انها من أكثر الدول التزاما في تقديم تقاريرها الدورية امام اللجان الدولية في الأمم المتحدة في المواعيد المحددة مشيرا الى اشادة المفوض السامي لحقوق الانسان بالكويت في هذا المجال.
واوضح المطيري في هذا السياق ان التزام الكويت بذلك يأتي في إطار حرصها وايمانها بالقضايا والموضوعات المتعلقة بحقوق الانسان.
وأشار الى اعتماد الكويت وتشكيلها “الديوان الوطني لحقوق الانسان” الذي يعد هيئة وطنية رسمية مستقلة وليس بجهة ادارية او حكومية مضيفا أن الديوان سيساهم في تعزيز وحماية حقوق الانسان والعمل على نشر وتعزيز احترام الحريات العامة والخاصة في ضوء قواعد الدستور واحكام الاتفاقيات الدولية المصدق عليها من قبل الكويت.
وفي فيينا أكد سفير دولة الكويت لدى جمهورية النمسا ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا صادق معرفي يوم الأحد 16 ديسمبر حرص الكويت على دعم العمل الانساني والخيري في المحافل الدولية.
وقال السفير معرفي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة انطلاق فعاليات البازار الدولي الخيري ال50 الذي تنظمه جمعية نساء الأمم المتحدة إن ريع هذه الاسواق الخيرية التي تشارك فيها سفارات دول العالم المعتمدة لدى النمسا ولدى المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة في فيينا سيخصص لمساعدة الاطفال المحتاجين في مختلف العالم وغيرها من الاعمال الانسانية.
وأضاف ان مشاركة سفارة الكويت في هذه الفعالية الانسانية نابع من التزام مبدئي لدى القيادة الحكيمة وعلى رأسها سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قائد العمل الانساني بدعم كل الفعاليات والتظاهرات ذات الطابع الانساني في مختلف الدول.
واوضح السفير معرفي ان المشاركة الكويتية في البازار تشكل فرصة لابراز الصورة المشرقة للكويت الانسانية إضافة إلى انها فرصة للتعرف على مختلف ثقافات الدول المشاركة.
وتأتي مشاركة هذا العام تتويجا للحضور الكويتي المتميز في هذه التظاهرة الانسانية خلال السنوات الماضية اذ تشارك الكويت بجناح يشمل مختلف المنتجات الكويتية لاسيما الملابس الشعبية والمواد الغذائية اضافة الى الاطباق الكويتية التقليدية والقهوة والبخور والتحف التذكارية وغيرها.
ومن روما إشادة إضافية بالكويت حيث ثمنت رابطة نساء الأمم المتحدة مساهمات المرأة الكويتية السخية وجهودها في العمل الخيري والتطوعي النسائي بما يتسق مع دور الكويت الريادي في العمل الانساني.
جاء ذلك في تصريح أدلت به رئيسة الرابطة النسائية الدولية في روما ويني أماتو لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة مشاركة الكويت ممثلة بعضو الرابطة حرم سفير الكويت لدى إيطاليا سارة الركيان في معرض (بازار العطلة) للتسوق الخيري بمقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).
ووصفت أماتو المشاركة الكويتية في هذه المبادرة السنوية بأنها “مساهمة ثمينة” في الجهد الخيري لسيدات الدبلوماسية في العالم.
وأشارت في هذا السياق الى “الأهمية الرمزية والثقافية” والتأثير “الملموس” لمثل هذه المبادرات في تعزيز قيم التضامن الانساني عبر جمع التبرعات مع ترسيخ الوعي العام بمعاناة الفئات الاجتماعية الضعيفة وخاصة النساء والأطفال في المجتمعات الفقيرة.
ووجهت أماتو التحية لمشاركة الكويت بجناحها “الجذاب” الذي ساهم فيما حققه (بازار العطلة) الذي يقام قبيل عطلات نهاية السنة من نجاح لافت جذب مئات الزوار من العاملين في منظمات الأمم المتحدة وبعض السفارات في روما وحصد أكثر من 15 ألف دولار تخصص بالكامل لتمويل مشروعات الرابطة التنموية.
كما أشادت أماتو بجهود الركيان ودورها مثمنة مساهمتها في انجاح هذه المبادرة السنوية واصفة إياها بأنها “مثال مشرف لسيدات الدبلوماسية الكويتية ومكانة بلدها الكويت المعروفة في المجال الخيري والانمائي في المجتمعات الفقيرة والاهتمام الكبير بالبعد النسائي في التنمية”.
من جانبها عبرت الركيان ل(كونا) عن اعتزازها بالمشاركة في رابطة نساء الأمم المتحدة التي تساهم منذ انطلاقها عام 1948 بدور ملموس في مد يد العون والرعاية لآلاف الأطفال المحرومين والأمهات المعوزات حول العالم لتنال تقدير الأمم المتحدة التي ضمتها الى منظومتها الدولية.
وقالت ان بازار التسوق الخيري الذي تنظمه عضوات الرابطة ويخصص ريعه بالكامل لتمويل مشروعاتها التنموية المثمرة هو صلب نشاط الرابطة وأهدافها لتوطيد أواصر الصداقة والتفاهم المتبادل عن طريق التلاقي والتواصل الثقافي ومساعدة النساء والأطفال والمجتمعات الضعيفة.
وشددت على الدور الرئيسي للنساء داخل مجتمعاتهن وفي مجال عملهن في تعبئة الجهود عبر المبادرات الطوعية بأشكالها وجمع التبرعات لتمويل أنشطة مخصصة لخدمة المحتاجين من الأطفال والنساء في عديد من المجالات مثل مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة والمستشفيات ورعاية الأطفال والمدارس ودور الأيتام ومشاريع الطفولة.
كما وجهت الركيان التحية لمنظمة (فاو) لاستضافتها السنوية للبازار الخيري وما تقدمه من تسهيلات للرابطة النسائية للأمم المتحدة واستضافة مقر فرع الرابطة في روما لديها في ظل تلاقي أهدافهما المشتركة حول مساعدة المرأة وتمكينها من أجل النهوض بمجتمعاتها والقضاء على الفقر والجوع في العالم.
وأكدت حرم سفير الكويت في ايطاليا الشيخ علي الخالد أن حرصها مشاركتها في هذه المبادرة الخيرية الناجحة للرابطة الدولية يدلل على حضور المرأة الكويتية النشط في المحافل الدولية تجسيدا لدور الكويت الانساني على هدى قائد العمل الانساني في العالم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.