«الألياف الضوئية».. ركيزة أساسية في دعم خدمات المدن الذكية في الكويت
«كونا»: تعد الكويت من الدول الرائدة في مواكبة التطور التكنولوجي ولاسيما في مجال الاتصالات والانترنت إذ تسعى دائما إلى توفير الخدمات المعلوماتية ولعل احدثها مشروع (شبكة الالياف الضوئية) وذلك بما يكفل بناء مجتمع معلوماتي وتماشيا مع رؤية (كويت جديدة 2035).
ويأتي مشروع (شبكة الألياف الضوئية) الذي تنفذه وزارة المواصلات الكويتية ضمن مشاريع متعددة لتحديث البنى التحتية في البلاد بغية ربط المنازل والشركات فيها بالإنترنت السريع في مسعى لايجاد مدن ذكية تواكب تطور ثورات عالم الاتصالات وتحسين من مستوى مؤشر البلاد ضمن الدول المتقدمة.
ونفذت (المواصلات) حتى الآن مرحلتين من هذا المشروع الأولى ستخدم 55 ألف قسيمة والثانية 67 ألف قسيمة في حين ستخدم المرحلة الثالثة المزمع انشاؤها 120 ألف قسيمة وموقع موزعة على جميع مناطق ومحافظات البلاد.
وفي هذا السياق قال المدير العام في (الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات الكويتي) قصي الشطي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين ان شبكة الالياف الضوئية تعد أهم التقنيات في عالم الاتصال وأحد معايير الاقتصاد الناجح لقدرته على نقل المعلومات والبيانات بسرعات عالية وآمنة.
واضاف الشطي إن الجهاز يدير (الموقع الإلكتروني لشبكة الكويت للمعلومات) والذي يربط أكثر من 80 جهة حكومية ويحتوي على أكثر من 50 خدمة مبنية على الاتصال كالتراسل الحكومي على سبيل المثال ما يتيح سعات ضخمة في نقل البيانات مبينا أن مشروع شبكة الالياف الضوئية سيسهم في إحداث نقلة نوعية وتغير كبير لتلك الجهات في هذا الشأن.
وأوضح أن تطبيق مفهوم (إنترنت الأشياء) للمباني الذكية ضمن رؤية (كويت جديدة 2035) يحتاج إلى بنى تحتية تسهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية مؤكدا دور مشروع شبكة الالياف الضوئية في تعزيز تلك البنى وتطوير المدن الذكية.
ومصطلح (انترنت الاشياء) هو مفهوم جديد وواسع جدا يشمل ربط الاشياء اليومية والادوات الكهربائية بعضها ببعض عبر الانترنت لتسهيل مهام المستخدمين بصورة سريعة وفعالة.
وأضاف أن توظيف هذه التقنية في دعم العمل المؤسسي في الجهات الحكومية وربطها بالأهداف والخطط الاستراتيجية في تنفيذ المبادرات والبرامج والمشاريع التنموية من شأنه الاسهام في تحقيق الفوائد المرجوة من مشروع الالياف الضوئية واستدامة أعمالها بكفاءة وفعالية عالية.
وأكد أن تقنية الألياف الضوئية من شأنها تحقيق إدارة افضل لتكنولوجيا المعلومات وتحسين جودة الخدمات المقدمة من قبل الجهات الحكومية أو الخاصة فضلا عن تحقيق المزيد من المواءمة بين تكنولوجيا المعلومات والخطط الاستراتيجية التنظيمية.
بدوره قال الخبير الاقتصادي الكويتي حجاج بوخضور في حديث ل (كونا) إن شبكة الألياف الضوئية هي عبارة عن ألياف شفافة مرنة مصنوعة من الزجاج (السليكا) وتستخدم في الاتصالات الضوئية البصرية التي تتيح نقل الإشارات الى مسافات أبعد وبمعدلات نقل بيانات أعلى بكثير من وسائل الاتصالات الأخرى.
وأوضح بوخضور أن شبكة الألياف الضوئية لديها قدرة على حمل المعلومات بصورة سريعة جدا إذ ان نصف قطرها أقل من نصف قطر الأسلاك النحاسية التقليدية وهي أخف وزنا.
وذكر أن هذه التقنية تحد من تداخل الإشارات المرسلة من خلال الألياف المتجاورة بما يضمن وضوح الإشارة المرسلة سواء كانت محادثة تليفونية أو بث تلفزيوني فضلا عن حاجتها لطاقة اقل مقارنة مع الأسلاك النحاسية.
وبين أن (الألياف الضوئية) تستخدم في العديد من الاجهزة كأجهزة (استشعار قياس الإجهاد) و (درجات الحرارة والضغط) وفي (أنظمة الأمن المتقدمة) لكشف التسلل فضلا عن استخداماتها في المصانع لتحسين اداء إلانتاج من خلال قدراتها التشغيلية.
وفي تصريحات عدد من المستفيدين من الحصول على الخدمات التكنولوجية الحديثة لاسيما شبكة الألياف الضوئية ل(كونا) رأت دلال يعقوب وهي من اصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة أن هذه التقنية التي اقرتها الوزارة أخيرا تعد من أضخم المشاريع التنموية في البلاد وتواكب النهضة التكنولوجية العالمية خاصة في عصر العولمة الذي يعتمد على الإنترنت.
وأضافت يعقوب أن هذ التقنية ساهمت في تسهيل اعمالها التجارية الخاصة التي تعتمد اساسا على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وذلك من ناحية السرعة ونقل البيانات والمعلومات مبينة أن مشروعها التجاري حقق النتائج المرجوة منه عبر التواصل مع الجمهور.
وذكرت أن هذه التقنية ساهمت ايضا في رفع مؤشر الكويت التقدمي في قطاع الاتصالات لافتة إلى أن الكويت تعد من أكثر الدول استخداما للتكنولوجيا بشتى أنواعها.
أما عبدالعزيز حبيب وهو ايضا احد المهتمين في استخدامات الانترنت فقال إن استخدام شبكة الالياف في نقل البيانات هي محور تركيز التقنيات الحديثة بحيث تواكب النقل المكثف للبيانات فضلا عن الصوت والصورة والفيديو.
وذكر أن التقنية لها استخدامات عديدة في الطب وتطبيقات أخرى كمصدر الضوء في بعض المباني الحديثة من خلال توجيه أشعة الشمس من السطح لأجزاء اخرى من المبنى معربا عن التقدير لكل من شارك في انجاز هذا المشروع الوطني الحيوي سواء من وزارة المواصلات أو الوزارات الآخرى.
ومن جهته ذكر زياد البنوان أن الجيل الرابع (فور جي) من شبكات الاتصالات يعتمد بشكل كبير على تقنية الألياف الضوئية والذي يحتاج إلى سرعات عالية في نقل ملفات الفيديو والموسيقى وغيرها.
وأشار البنوان الى ان تلك الخدمة عززت من سرعة الإنترنت في المنزل مما جعل التصفح على الإنترنت والمواقع الالكترونية سهلة الاستخدام.