وزير الخارجية الفرنسي : “صفقة القرن” ليست على الطاولة ولم تتجسد حتى الآن
(كونا) – قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان ما يعرف بصفقة القرن لحل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي “ليست على الطاولة وهي حتى الان عبارة عن اعلانات فقط ولم تتجسد بعد”.
جاء ذلك في تصريح للودريان في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي اليوم الاحد تناولا فيه الاوضاع في الشرق الاوسط وعلاقات التعاون الاردني -الفرنسي.
وقال لودريان في هذا السياق ان فرنسا والاردن متفقتان على اطار حل القضية الفلسطينية الذي يجب ان يعتمد على قرارات مجلس الامن ومتفقتان على الاسلوب وهو “التفاوض على هدف دولتان تعيشان جنبا الى جنب بسلام وان تكون القدس عاصمة للدولتين”.
وفي ما يتعلق بالشان السوري قال ان حل الازمة السورية ياتي باستئصال “ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الارهابي وان الاولوية هي استئصال هذا التنظيم”.
وقال ان بلاده ستواصل جهود ايجاد حل للازمة السورية في اطار القرار 2254 للامم المتحدة بصفته المخرج للازمة التي تمزق سوريا منذ نحو 8 سنوات وضمان عودة امنة ومستدامة للاجئين السوريين.
واكد ضرورة الاستمرار “بالعملية السلمية” التي بدات بسوريا باشراف الامم المتحدة وان يبدا العمل على الدستور وعودة اللاجئين والانتخابات “الا ان الجمود الذي نلحظه ليس جيدا” مشددا على ضرورة اجراء انتخابات شفافة في سوريا تتيح للسوريين تقرير مستقبلهم في اطار عملية انتخابية يصوت فيها السوريون جميعا.
من جانبه قال وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي ان الجانبين بحثا في اجتماع اليوم محاولات كسر الجمود في العملية السياسية في الشرق الاوسط “ونحن متفقون على ان غياب الحل يعني غياب الامل وتجذر الياس والاحباط وخطر تفجر الاوضاع بما يهدد الامن الاقليمي”.
واضاف ان الاردن وفرنسا سيعملان معا وبشراكة مع المجتمع الدولي لايجاد افق نحو حل الدولتين وتقويض الاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب.
وقال ان السلام الشامل ضرورة اقليمية ودولية يتم بزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يوينو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيش بامن وسلام الى جانب اسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
واشاد بدور فرنسا في هذا الخصوص وقال ان موقف فرنسا تميز بتاييد حل الدولتين مشيرا الى اهمية مؤتمر باريس عام 2017 واثره على القضية الفلسطينية ودور فرنسا في اصدار قرار 2334 الاممي الذي اكد بوضوح دعم فرنسا لحق الفلسطينيين في الحرية والدولة ليتحقق السلام الشامل.
وفي الشان السوري قال ان الجانبين بحثا سبل حل الازمة وانعكاسات القرار الامريكي لسحب القوات الامريكية من سوريا لافتا الى تشاور اردني – فرنسي وفي اطار المجموعة المصغرة لوقف معاناة الشعب السوري.
واضاف الصفدي “اولويتنا انهاء الازمة في سوريا من خلال حل يضمن وحدة سوريا واستقلاليتها ويعيد لها امنها واستقرارها ودورها الرئيس في المنطقة وبما يؤدي الى عودة طوعية للاجئين خاصة وان الاردن يتحمل عبء 3ر1 مليون لاجئ “نقدم لهم الدعم ونشجع عودتهم باسرع وقت لبلدهم”.
واشار الى تنسيق مع امريكا وروسيا وفرنسا والدول “الشقيقة” لتحقيق الحل السياسي في سوريا باسرع وقت ممكن.
وقال الصفدي انه بحث مع وزير الخارجية الفرنسي انعكاسات القرار الامريكي بالانسحاب من سوريا وتم التاكيد للجانب الفرنسي ان قاطني مخيم الركبان المقام بالقرب من الحدود الاردنية الشمالية هم سوريون على ارض بلدهم والحل يتلخص بعودتهم الى مدنهم وبلداتهم.
ولدى لقاء العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان اليوم اكد الملك الحرص على العمل مع فرنسا من اجل تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.
وذكر بيان للديوان الملكي الاردني ان العاهل الاردني اكد ضرورة تكثيف الجهود الدولية لانهاء الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي استنادا الى حل الدولتين وبما يفضي الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية لافتا الى اهمية دور فرنسا بهذا الخصوص.
وجرى التاكيد على ضرورة التوصل الى حل سياسي للازمة السورية يحافظ على وحدة سوريا ارضا وشعبا.
ووفق بيانات اعلن وزير الخارجية الاردني اليوم بلغ حجم التبادل التجاري بين الاردن وفرنسا حتى اكتوبر الماضي نحو 400 مليون دولار واصفا الاستثمارات الفرنسية في الاردن بانها الاكبر حجما بين الاستثمارات الاجنبية غير العربية.