صبر أوروبا على إيران ينفد.. وتقترب أكثر من نهج ترمب
“رويترز” في طهران يوم الثامن من يناير أثناء اجتماع مع مبعوثين أوروبيين، وقف المسؤولون الإيرانيون فجأة وخرجوا من الباب وأغلقوه بعنف في خرق غير مألوف للبروتوكول.
كان الدبلوماسيون الفرنسيون والبريطانيون والألمان والدنماركيون والهولنديون والبلجيكيون في غرفة بوزارة الخارجية الإيرانية قد أزعجوا المسؤولين الإيرانيين برسالة مفادها أن أوروبا لم تعد قادرة على تحمل تجارب الصواريخ الباليستية في إيران ومؤامرات الاغتيال على الأراضي الأوروبية، وفقا لما ذكره أربعة دبلوماسيين أوروبيين.
قال أحد الدبلوماسيين الأربعة «كان هناك الكثير من الملابسات غير المتوقعة، لم يعجبهم ذلك، لكننا شعرنا أن علينا نقل مخاوفنا الجادة… يُظهر ذلك أن العلاقة باتت أكثر توترا».
وامتنع مسؤول إيراني عن التعليق على الاجتماع.
وفي اليوم التالي، فرض الاتحاد الأوروبي أول عقوبات على إيران منذ أن توصلت قوى عالمية لاتفاق في فيينا عام 2015 مع طهران بشأن كبح برنامجها النووي.
كانت العقوبات رمزية إلى حد كبير لكن الاجتماع العاصف انطوى على تحول غير متوقع في الدبلوماسية الأوروبية منذ نهاية العام الماضي. ويقول دبلوماسيون إن دولا أصغر حجما وأكثر وداعة في الاتحاد الأوروبي انضمت إلى فرنسا وبريطانيا في موقف أكثر صرامة بشأن طهران بما في ذلك النظر في فرض عقوبات اقتصادية جديدة.
وقال ثلاثة دبلوماسيون إن ذلك قد يشمل تجميد أصول وحظر سفر على الحرس الثوري الإيراني وعلى إيرانيين يطورون برنامج الصواريخ الباليستية.
ويقترب هذا النهج الجديد من سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المتمثلة في عزل إيران بفرض عقوبات صارمة، رغم أن الحكومات الأوروبية لا تزال تدعم اتفاق فيينا المبرم في عام 2015 والذي انسحب منه ترامب في مايو.
وبرغم وجود وجهات نظر متباينة في أوروبا، يمكن أن يكون لهذا التحول عواقب على حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت تتطلع فيه إلى العواصم الأوروبية لإنقاذ هذا الاتفاق.
وثار قلق القوى الغربية بسبب إطلاق إيران صواريخ باليستية قصيرة المدى على سورية يوم 30 سبتمبر وإجراء تجارب صاروخية وإطلاق قمر صناعي هذا الشهر.
ويقول دبلوماسيون إن مؤامرات الاغتيال المزعومة التي دبرتها إيران على الأراضي الفرنسية والدنماركية في 2018 كانت القشة الأخيرة بالنسبة لأوروبا.
وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط بإحدى البعثات الدبلوماسية في أوروبا «الاتهامات بحق إيران على مدى الأشهر القليلة الماضية أيقظت بعض الدول في أوروبا التي كانت ضد انتهاج سياسة أكثر تشددا مع إيران».
وفي ذات اليوم الذي عقد فيه الاجتماع، ألقت هولندا علنا بالمسؤولية على إيران فيما يتعلق بعمليات قتل على أراضيها في عامي 2015 و2017. ونفت طهران أي دور لها في ذلك. ثم في التاسع من يناير صنف الاتحاد الأوروبي وحدة من وزارة المخابرات الإيرانية منظمة إرهابية وجمد أصولها إضافة إلى أرصدة رجلين.
وقال الدبلوماسي «الهولنديون على سبيل المثال ظلوا هادئين جدا لحين الهجوم الهولندي أما الآن فقد أصبح موقفهم متشددا أكثر من فرنسا».
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية يوجد الآن «إجماع دولي متزايد» على مدى التهديدات الإيرانية.
وأضاف المسؤول «الولايات المتحدة ترحب بجهود أوروبا للتصدي لإرهاب إيران على أراض أوروبية وإطلاقها للصواريخ وانتهاكها لحقوق الإنسان وتهديدات أخرى».