الأوقاف: تحذر من خلق إرهابيين جدد بأثواب عصرية حديثة
حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية اليوم الأحد من «بروز نسخ فكرية ارهابية جديدة باسم التجديد الديني وخلق ارهابيين جدد بأثواب عصرية حديثة فيما كان المتطرفون التقليديون يرفعون شعار الجهاد لاعلاء كلمة الله لشرعنة عملياتهم الارهابية مع أن أعمالهم افساد وليست جهادا»، مؤكدة ان انجح الوسائل في الوقاية من شر «الخوارج المعاصرين» ومنهجهم ودعواتهم للعوام للخروج على الحكام وسيلة الخطاب الديني المعتدل والملتزم بمنهج الوسطية منهج اهل السنة والجماعة.
جاء ذلك في ورقة بحثية بعنوان «الخطاب الديني وأثره في الوقاية من التطرف والارهاب» قدمها وفد الوزارة المشارك في أعمال المؤتمر الـ (29) للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بوزارة الأوقاف المصرية والذي يعقد تحت عنوان (بناء الشخصية الوطنية واثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها).
وأشارت الوزارة إلى أهمية تجديد الخطاب الديني لحماية الضروريات الكبرى وحفظ الأمن والاستقرار في الأوطان، لافتة إلى أن «الغلو والتطرف والارهاب من أكثر الموضوعات الحاحا في الوقت الحالي وأبرزها حضورا ومن أعظمها خطورة على الفرد والمجتمع في دينه ودنياه».
وأضافت ان «عقد المؤتمر في هذا السياق المهم يأتي اسهاما في علاج الغلو ومشاركة في الوقاية منه وتكميلا للجهود المبذولة فيه وتأصيلا للتحذير منه معتبرة ان الخطاب الديني الصحيح الهادف من أهم القنوات والوسائل في مكافحة الغلو والتطرف والارهاب.
وأوضحت أن الخطاب الديني هو الاطار الأوسع للدعوة الاسلامية بالمفهوم العميق والشامل ويستند الى مرجعية اسلامية من أصول الدين (القرآن والسنة والاجماع الثابت والقياس الصحيح) سواء أكان منتج الخطاب جماعة اسلامية أم مؤسسة دعوية رسمية أو أهلية أم أفرادا متفرقين سعيا لنشر دين الله عقيدة وشريعة وأخلاقا ومعاملات.
وأكدت الوزارة في ورقتها البحثية ضرورة اختيار أمثل الوسائل لتبليغ الخطاب الاسلامي لاسيما ان مقاصد الخطاب لا تتوقف عند التبليغ بل تتعداه الى التأثير والتغيير في مخاطبيه.
وشددت في هذا السياق على ضرورة مراعاة البلاغة وأدب الخطاب باختيار أنسب العبارات الدالة على أبلغ المعاني وأكثرها تأثيرا في النفوس واختيار أنسب الوسائل لذلك.
وأضافت ان الواقع الاسلامي المعاصر يفرض على الخطاب الديني صياغة جديدة تكون مرآة حقيقية تعكس التطورات والمستجدات والتغيرات الحادثة وتساهم في تنمية الأفراد والمجتمعات.
وأوضحت أن للتجديد الديني مقاصد عليا يهدف إليها ومنها حماية الضروريات الكبرى وحفظ الأمن والاستقرار في الأوطان لتحفظ الدماء وتصان الأنفس.
وأكدت أن «كل ما يخل بالضروريات والمصالح العليا ليس من التجديد في شيء وعلى رأس ذلك اضفاء الشرعية على الثورات واسقاط الأنظمة والتحريض ضد الدول ونشر الخطاب الطائفي والفوضى الفكرية وهدم الثوابت الدينية والوطنية».
واوضحت وزارة الاوقاف ان «الخطاب الديني يتهم في الآونة الأخيرة بأنه يغذي العنف والتطرف ويميل الى الغلو والتنطع وهذا يوجب علينا تجلية خصائص الخطاب الاسلامي ودفع الشبهات عنه لصد الهجمة الجائرة على الاسلام ومقاومة الحملات الاعلامية التي تعمل على تشويه حقائقه».