مفوضية شؤون اللاجئين تنتقد القادة الأوروبيين على الاستغلال السياسي لأزمة الهجرة
“كونا” — انتقدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الأربعاء القادة الأوروبيين لما اعتبرته استغلالهم أزمة الهجرة في تعزيز رصيدهم السياسي وأعربت عن المخاوف من أن الخطاب المعادي للمهاجرين قد يزداد سوءا قبل الانتخابات الأوروبية في مايو المقبل.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في مؤتمر صحفي عقده بمناسبة إصدار تقرير جديد عن المهاجرين بعنوان (رحلات يائسة) “إنه أمر مأساوي للغاية أن هذه القارة بكل قوتها ومالها والتكنولوجيا التي تمتلكها تترك الناس يموتون في البحر الابيض المتوسط بمعدل ستة أشخاص في اليوم”.
واعتبر غراندي “أن تسييس هذه القضية جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للحكومات (في أوروبا) للتعامل معها وبالتالي ما لم يتغير هذا الخطاب فإن الأمر سيظل صعبا سياسيا ولا أدري ما إذا كان سيتغير قبل الانتخابات الأوروبية في مايو القادم”.
وأعرب عن توقعه “بأن يتفاقم هذا الخطاب في الأشهر القليلة المقبلة لكن علينا أن نأمل بأن تشهد الفترة ما بعد مايو بعض المناقشات الملموسة”.
وشدد على أن “مناقشة الهجرة الأوروبية لا يمكن أن تكون حول مصير القارب التالي فقط بل يجب أن تكون أكثر استراتيجية من ذلك وفي المدى القصير يجب أن تكون حول آلية إنزال المهاجرين”.
وأضاف “ان ندائي اليوم هو ان يفكر القادة الاوروبيون في التقرير وهم يشرعون في حملاتهم للانتخابات الاوروبية”.
ولفت الى أن عدد المهاجرين الوافدين إلى أوروبا عن طريق البحر انخفض بصورة حادة مؤخرا حيث تراجع من 183 ألف مهاجر في عام 2017 الى نحو 139 ألف مهاجر في العام الماضي كاشفا عن أن هذا الرقم يوازي ما تستقبله بعض الدول المتوسطية شهريا ومع ذلك تستطيع التعامل معه.
وذكر بأن المفوضية الأوروبية اقترحت أن تستقبل أوروبا 50 ألف مهاجر ولكن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قبلت 21 ألفا فقط حتى الآن مشيرا الى أن بعض دول منطقة الشرق الأوسط مثل لبنان والأردن وتركيا ومصر والعراق قدمت الملاذ الآمن لملايين اللاجئين من سوريا.
ويصف التقرير كيف أن التحولات السياسية في بعض الدول الأوروبية أدت الى وقوع العديد من الحوادث حيث تقطعت السبل بأعداد كبيرة من الناس في البحر لعدة أيام في انتظار الحصول على إذن بالرسو فيما واجهت قوارب المنظمات غير الحكومية وأطقمها قيودا متزايدة على عمليات البحث والإنقاذ.
وأفاد التقرير بأنه على الطريق من ليبيا إلى أوروبا تم تسجيل معدل وفاة شخص مقابل كل 14 شخصا وصلوا إلى أوروبا ما يمثل ارتفاعا حادا عن مستويات 2017 في وقت أعيد الآلاف الى ليبيا حيث واجهوا ظروفا مروعة داخل مراكز الاحتجاز.