السودان.. توقيع اتفاق سلام بين أفريقيا الوسطى وحركات مسلحة
” الأناضول” شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، الثلاثاء، توقيعا بالأحرف الأولى على اتفاق للسلام والمصالحة في إفريقيا الوسطى، بين حكومة هذا البلد و14 حركة مسلحة.
جاء ذلك في حضور الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس إفريقيا الوسطى “فاوستان أركانج تودايرا”، وممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وسفراء البعثات الدبلوماسية بالسودان، وفق مراسل الأناضول.
وقال البشير، في كلمة له بحفل توقيع الاتفاق: “ظللنا نؤكد على ضرورة الحلول الإفريقية” للمشاكل في القارة السمراء.
وأضاف: “السلام أصبح واقعا بإرادة الشعوب”، مشددا على أن الحروب “تقوض الاستقرار وتشرزم الشعب الواحد”.
وتابع: “السودان سيظل ملتزما بالتعايش السلمي ودرء النزاعات في دول الجوار”.
وفي وقت سابق، كشف رئيس الوساطة السودانية بالمفاوضات عطا المنان بخيت أن اتفاق السلام شهد اتفاق طرفي النزاع على قضيتي “اقتسام السلطة” و”فترة العدالة الانتقالية”، دون تقديم تفاصيل أخرى حول فحواه.
من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، في كلمته بحفل توقيع الاتفاق اليوم: “في هذا اليوم تُطفأ نار الحرب في إفريقيا الوسطى، بأيدي إفريقية”.
وأضاف الدرديري: “تضافرت عدة عوامل وجهات؛ لتجعلنا نشهد اليوم توقيع اتفاق سلام إفريقيا الوسطى”.
وأشاد بضم الاتحاد الإفريقي، جهوده لمسعى الخرطوم، وتبنيه لجهودها للسلام، ضمن مبادرة الاتحاد للمصالحة والسلم في إفريقيا الوسطى.
وأشار الوزير السوداني إلى أنها المرة الأولى التي يشارك 14 فصيلا مسلحا في إفريقيا الوسطى، ويتم توقيع اتفاق سلام.
بدوره، قال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فكي: “وصلنا إلى لحطة حاسمة من اجل المصالحة الوطنية في إفريقيا الوسطى.
وأضاف في كلمة له: “الاتفاق يبعث الأمل في كل القارة، وأرجو أن يتحقق السلام في هذا البلد الإفريقي”.
وتابع: “هدفنا إسكات المدافع في القارة الإفريقية بحلول العام 2020”.
وأكد فكي على ان الاتحاد الافريقي سيدعم الاتفاق مع الشركاء الدوليين لتحقيق السلام في إفريقيا الوسطى.
رئيس إفريقيا الوسطى أشاد بالاتفاقية، وقال إنها “ستترجم تطلعتنا المشتركة”.
وأضاف في كلمة له: “علينا التخلي عن الكراهية ونكران الأخر، وفتح صفحة جديدة، ولن أدخر جهدا لتنفيذ الاتفاق”.
كذلك، أشاد ممثل الحركات المسلحة، جونو أهابا، باتفاق السلام، وقال إنه “سيكون حاسما لتحقيق السلام في إفريقيا الوسطى”.
ودعا، في كلمة له، الجميع في بلاده إلى السعي للخروج من الأزمة لـ”ينعم الكل بالسلام”.
وفي عام 2013، انزلقت إفريقيا الوسطى في أتون صراع طائفي بين ميليشيات “أنتي بالاكا” المسيحية وتحالف “سيليكا”، وهو ائتلاف سياسي وعسكري ذو أغلبية مسلمة.
وفي عام 2014، نشرت الأمم المتحدة قوة من 12 ألف جندي لتحقيق الاستقرار في هذا البلد الذي استطاع الخروج من مرحلة انتقالية، وإجراء انتخابات رئاسية مطلع 2016.
ولاحقا، أعلن السودان عن مبادرة لوقف الصراع المسلح في إفريقيا الوسطى وإحلال السلام، وهي المبادرة التي تبناها الاتحاد الإفريقي.