أهم الأخبارمحلي

87 عاما على تحليق طائرات الخطوط الجوية الإمبراطورية “البريطانية” عبر الكويت

(كونا) – كان للكويت علاقة اتصال وثيقة مع العالم من خلال وسائل النقل التجاري العالمي إذ كانت البلاد منذ عام 1901 محطة لانتظام سفن شركة الهند البريطانية في رحلاتها من مومباي عبر موانئ الخليج إلى ميناء الكويت.

وفي عام 1932 أصبحت الكويت محطة لطائرات الخطوط الجوية الإمبراطورية (البريطانية) في رحلاتها من إنجلترا إلى الهند والعودة في المسار نفسه مما أتاح للسكان من مواطنين ومقيمين السفر إلى كراتشي في غضون يومين وإلى كريدون في إنجلترا في أربعة أيام بدلا من خمسة أسابيع بحرا.

وعن العلاقات الكويتية البريطانية في مجال النقل الجوي قال الباحث خالد العبدالمغني في بحث له أدرج ضمن مجلد (رسالة الكويت) العدد 61 الصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية إن شهر أبريل عام 1929 شهد بداية تحليق طائرات الخطوط الجوية الإمبراطورية فوق ساحل الخليج العربي وصولا إلى كراتشي أي بوابة الدخول إلى الهند وذلك بعد عامين من تدشين الخط الجوي البصرة/القاهرة الذي بدأ العمل فيه عام 1927 لتحقيق هدف أكبر بتسيير مسار جوي يمتد من إنجلترا إلى أستراليا.

وأوضح العبدالمغني أنه في بادئ الأمر لم تكن الكويت ضمن الأراضي المقترحة كمحطات بديلة لطائرات الخطوط الجوية الإمبراطورية في الساحل العربي من الخليج نظرا إلى قربها من مطار البصرة إذ تعد تلك المسافة قصيرة وكان محتملا أن تؤدي إلى تأخير الرحلات الجوية.

ولفت إلى أن المقيم السياسي في الخليج استجاب لرغبة حاكم الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح وأبلغه بموافقة شركة الطيران الإمبراطورية على مرور طائراتها في الكويت في حال كان هناك مسافرون يرغبون في السفر منها أو إليها.

وأضاف أن المقيم السياسي في الخليج أخبر الشيخ أحمد الجابر أن هذا الأمر يستوجب وجود وكيل للشركة في الكويت ليتواصل برقيا مع البصرة والبحرين ليؤمن أماكن للمسافرين مقدما ويبلغ الطيارين بضرورة الهبوط في الكويت.

وذكر أن المقيم السياسي طلب حينها من حاكم الكويت أيضا إعفاء الطائرات من دفع رسوم الهبوط مع السماح بهبوط الطائرات للتزود بالوقود وإن لم تكن تحمل مسافرين إلى الكويت أو منها وقد استجاب الشيخ أحمد الجابر لطلب الإعفاء مؤقتا على أن يعاد النظر بشأن النفقات مستقبلا وترك تقديرها للمقيم السياسي نفسه.
وبين أنه في 18 أكتوبر عام 1932 شهدت الكويت يوما تاريخيا من تاريخ رحلات الطيران التجارية إذ احتشد جمهور كبير من المواطنين يتقدمهم الأمير الشيخ أحمد الجابر مع أعيان الكويت والمعتمد الإنجليزي الجنرال ديكسون بانتظار أول رحلة جوية قادمة من لندن في طريقها إلى كراتشي.

وأضاف العبدالمغني أن ذلك الحشد تجمع قبل موعد وصول الطائرة من البصرة بساعة أو أكثر لتحمل مسافرين من الكويت وذلك في مهبط عبارة عن ساحة رملية تقع خلف بوابة الشعب والتي تعرف ببوابة (البريعصي).

وأوضح أنه في 22 ديسمبر عام 1932 وصلت الطائرة (hanno) قادمة من كراتشي في أول رحلة منتظمة تصل الكويت كما أعلن عنها مكتب الخطوط الجوية الإمبراطورية في القاهرة.

وذكر أنه في عام 1933 استمرت طائرات الخطوط الجوية الإمبراطورية في الهبوط في الكويت باعتبارها محطة لنقل المسافرين والتزود بالوقود وحمل البريد في كل من الرحلات القادمة باتجاه الشرق في الثامنة والنصف صباح كل يوم خميس كذلك الرحلات القادمة باتجاه الغرب في الحادية عشرة من صباح كل يوم جمعة.

وقال إنه قبل نهاية ذلك العام تم بناء استراحة صغيرة للمسافرين بلا مقابل بلغت مساحتها 60 قدما مربعة قرب عبوات الوقود ليحتمي تحتها المسافرون من أشعة الشمس ومن الأمطار بينما تتزود الطائرة بالوقود أو لتكون بمنزلة ساحة انتظار لهم إلى حين قدوم الطائرة من رحلتها.

وذكر العبدالمغني أن هذا الوضع استمر حتى 23 شهر مايو عام 1934 عندما تم توقيع اتفاقية (الطيران المدني) بين الشيخ أحمد الجابر والمعتمد الإنجليزي في الكويت بالإنابة عن شركة الطيران الإمبراطورية (البريطانية).

وبين أنه في يناير 1935 أعلنت إدارة شركة الطيران الإمبراطورية مضاعفة عدد رحلاتها المتجهة إلى الشرق لتسافر من لندن يومي الثلاثاء والسبت وتصل إلى الكويت يومي الأربعاء والسبت من كل أسبوع.

وقال إنه إلى جانب ذلك تمت مضاعفة الرحلات المتجهة إلى الغرب لتصل إلى الكويت يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع إذ أشار تقرير المعتمد السياسي البريطاني في الكويت إلى أن معدل مرور الطائرات على الكويت بلغ حوالي 70 في المئة في عام 1935.

وأوضح أن الرحلات الجوية البريطانية إلى الكويت استمرت عامي 1936 و1937 وفي الأول من يناير عام 1938 توقفت طائرات الخطوط الإمبراطورية عن المرور بالكويت بسبب تناقص الطائرات مع توسع رحلاتها حول العالم.

وأشار إلى أن ذلك تلاه التحول للطائرات المائية flying boats التي كانت تهبط في البصرة وفي عام 1939 تم تسيير الرحلات الجوية عبر الكويت بموجب اتفاقيات جديدة ولكنها توقفت تماما مع بوادر الحرب العالمية الثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.