وزير المالية: لا ضريبة إلا بقانون ووفق الأطر الدستورية
• الكويت استطاعت أن تحافظ على نسبة ايجابية في الانفاق الرأسمالي
(كونا) – اكد وزير المالية الكويتي الدكتور نايف الحجرف اليوم الاحد انه في حال وجود قانون ينظم الضريبة في الكويت “فسيكون حاله كحال جميع القوانين لا يقر الا بعد تقديمه لمجلس الامة ووفق الاطر التي نص عليها الدستور الكويتي”.
جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش مشاركة الوزير الحجرف في المنتدى الرابع للمالية العامة في الدول العربية الذي ينظمه صندوق النقد العربي وصندوق النقد العالمي في دبي.
وقال الوزير الحجرف ان موضوع الضرائب هو “دائما السؤال الحاضر عند لقائنا مع نظرائنا الخليجيين والعرب حيث يسألوننا في مثل هذه الاجتماعات متى يتم تطبيق الضريبة في الكويت ولكن يجب ان اكون واضحا وصريحا لدى الاجابة عن هذا التساؤل بالقول ان اي تطبيق لأي ضريبة في الكويت لا يمكن ان يتم الا بقانون وفق الاطر الدستورية”.
واضاف “في الكويت لدينا نظام دستوري يجب ان يحترم والمادة 134 من الدستور تنص على انه لا ضرائب الا بقانون وبالتالي اي ضريبة لا يمكن ان تطبق ان لم يكن هناك قانون يعطي الاطار القانوني لتطبيقها”.
وتابع “ان القانون وبموجب الدستور لا يمكن ان يصدر الا من خلال مجلس الامة وبالتالي الاتفاقية الخليجية الموقعة في عام 2016 والتي تتناول موضوع الضرائب ارسلت لمجلس الامة لكي تتم مناقشتها”.
واكد ان “اي حديث الان عن هذا الموضوع هو حديث غير متكامل لان النقطة الاساسية هي صدور قانون لتنظيم الضرائب في الكويت واؤكد ان هذا لن يتم الا بقانون”.
واشار الوزير الحجرف إلى ان هذا الامر تم التأكيد عليه في جميع اللقاءات التي جمعته مع نظرائه الخليجيين “لان هذه اجراءات دستورية لا يمكن ان نتجاوزها وهي اجراءات يجب ان تحترم ويجب ان تتبع”.
وبشأن اي نوع من انواع الضرائب التي من الممكن ان يتم الحديث عنها قال الوزير الحجرف ان الحكومة الكويتية قامت بإرسال الاتفاقية الخليجية المتعلقة (بضريبة القيمة المضافة) و(ضريبة القيمة المضافة الانتقائية) إلى مجلس الامة.
وأضاف “ونحن كحكومة استعجلنا مجلس الامة لمناقشة الاتفاقية الخليجية لضريبة القيمة المضافة الانتقائية والتي تشمل فقط التبغ ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية ونحن جاهزون لمناقشتها مع الاخوة اعضاء مجلس الامة متى ما حل دورها في جدول اعمال المجلس”.
وبخصوص هذا النوع من الضريبة قال وزير المالية الكويتي نايف الحجرف ان لهذه الضريبة “بعدا صحيا” موضحا ان وزارة الصحة الكويتية ترصد الاثار السلبية التي تنتج عن استهلاك هذه الاصناف الثلاثة على صحة الفرد في الكويت “وبالتالي هذه الضريبة ليس هدفها تحسين ايرادات الدولة بقدر ما هي موجهة للحفاظ على الصحة العامة”.
ولدى سؤاله عن استحواذ الباب الاول الخاص بالرواتب وباب الدعوم بنسبة 71 بالمئة من اجمالي مصروفات الميزانية العامة للكويت وتفسيره للزيادة التي طرأت على هذه الابواب قال وزير المالية انه بخصوص باب الرواتب “فهذا حق مكتسب للموظف الكويتي وبالتالي لا توجد هناك الكثير من الاجراءات التي من الممكن ان تتخذ لخفض مصاريف هذه الابواب”.
وأضاف ان مسألة الزيادة في باب الرواتب والدعوم تتعلق بشكل مباشر بالموظف الكويتي “ونحن نعمل من خلال منظومة متكاملة من منظور البديل الاستراتيجي لمعالجة الاختلالات في باب الرواتب وهذه المعالجة تستغرق بعض الوقت للوصول الى نتائجها المرجوة”.
وبخصوص باب الدعوم اكد الحجرف ان هذا الباب موجود في الميزانية العامة “والدولة حريصة على توفير سبل الحياة الكريمة للمواطن الكويتي وبالتالي نستطيع ان نقول ان الباب الاول وباب الدعوم من البنود التي لا يوجد فيها الكثير من التغيير المتعلق بترشيد الميزانية العامة”.
واستدرك الحجرف انه بالرغم من ذلك فان الكويت استطاعت ان تحافظ على نسبة ايجابية في الانفاق الرأسمالي “واستطعنا ان نحافظ على نفس القدر من الانفاق المسجل بالعام الماضي واعتقد ان الانفاق الرأس مالي هو الانفاق الذي يكون ذا قيمة مضافة في الاقتصاد الوطني ويجب ان نحافظ على نسبة ايجابية في هذا الصدد.
وقال الوزير الحجرف ان الكويت مؤمنة بأن الاصلاحات المالية والاقتصادية يجب ان تلبي احتياجات الدولة وتحافظ على ديمومة مواردها واستدامتها مشيرا إلى “تم خلال المنتدى الرابع للمالية العامة للدول العربية الاستماع لتجارب الدول الشقيقة الخليجية والعربية وهي تجارب من الممكن ان نستفيد منها”.
واضاف ان هناك تحديات مشتركة للدول العربية اهمها المحافظة على نمو ايجابي في الاقتصاد وتوفير فرص العمل ومكافحة الفساد والحرص على ضبط المصروفات والانفاق الحكومي.
واشار إلى ان مديرة الصندوق الدولي كريستين لاغارد سلطت في كلمتها التي القتها امام المنتدى الضوء على هذه التحديات مضيفا “وبالطبع نحن في الكويت نبذل جهودا كبيرة من خلال برنامج الاستدامة المالية الذي تتبناه الحكومة لضبط الانفاق وضبط المصروفات وتفعيل دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني واعتقد ان هذه المواضيع تستحوذ على اهتمام حكومي كبير”.
واوضح ان الحكومة الكويتية قامت بالإعلان عن ميزانيتها (2019/2020) الشهر الماضي وتم فيها تخفيض المصروفات الحكومية بنسبة 26 بالمئة تقريبا “حيث كانت تقديرات الجهات الحكومية تبلغ 5ر30 مليار دينار كويتي (100 مليار دولار) واستطعنا ان نخفضها الى 5ر22 مليار دينار (74 مليار دولار) وهذا التخفيض جاء بسبب وجود سياسات تقوم بها وزارة المالية لضبط الانفاق الحكومي”.
واكد ان هذا الانخفاض وقدره ثمانية مليارات دينار (3ر26 مليار دولار) يؤكد جدية وزارة المالية في تخفيض المصروفات مشددا على ضرورة ان تكون هناك تقديرات مدروسة لميزانية الجهات الحكومية المختلفة فيما أشاد بنفس الوقت بالتعاون المثمر مع كافة تلك الجهات لتطبيق الاصلاحات المالية التي ترجوها الدولة.
وعن اهمية المشاركة في المنتدى الرابع للمالية العامة للدول العربية قال الوزير الحجرف ان وزارة المالية الكويتية حريصة على التواجد بهذه الفعالية للاحتكاك بوزراء المالية المشاركين لاسيما الخليجيين لمعرفة استراتيجيات الدول المصدرة للبترول في مواجهة الاختلالات الهيكلية في الميزانية العامة التي تحدث لديها نتيجة تذبذب اسعار النفط عالميا.
وشارك في اجتماعات المنتدى بجانب الوزير الحجرف محافظ البنك المركزي الكويتي محمد الهاشل حيث تم الاطلاع عن كثب على جهود الدول الخليجية والعربية في ترشيد الميزانية العامة ومناقشة الحلول التي من شأنها ضمان استدامة الموارد المالية وتنميتها الى جانب حضور القنصل العام الكويتي في امارة دبي والامارات الشمالية ذياب الرشيدي.