المستشارة الألمانية توجه انتقادات “شديدة اللهجة” للسياسة الامريكية
“كونا” — وجهت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اليوم السبت انتقادات شديدة اللهجة لسياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب على عدة اصعدة ابرزها ازمات الشرق الاوسط والعلاقات مع روسيا والملف النووي الايراني والخلافات التجارية ونفقات حلف شمال الاطلسي (ناتو).
واستهلت ميركل خطابا ألقته في الدورة ال 55 ل(مؤتمر ميونيخ للأمن) بتحذير الادارة الامريكية من تدمير هياكل النظام العالمي قائلة “ليس مسموحا لنا بتدمير هذا النظام نظرا للتحديات والازمات الكبيرة التي تواجهنا”.
وعلى صعيد الازمات الامنية الدولية حذرت ميركل من انسحاب امريكي سريع من سوريا وافغانستان متسائلة “هل القرار الامريكي بالانسحاب السريع من سوريا قرار جيد ام ان هذا القرار سيساعد ايران وروسيا على الاستحواذ على مزيد من التأثير في سوريا .. هذا ما يجب علينا ان نناقشه مع الامريكيين”.
وحذرت ميركل كذلك من الانسحاب من افغانستان قائلة ان حكومة بلادها احتاجت لوقت طويل من اجل اقناع الرأي العام الالماني بالتدخل في افغانستان.
وعن ملف الخلافات التجارية مع الولايات المتحدة قالت ميركل ان اعتبار واشنطن السيارات الأوروبية وتحديدا الألمانية خطرا على الامن القومي الامريكي شيء لا يمكن لحكومتها ان تتفهمه.
واتبعت “هذه السيارات يتم صناعتها على الاراضي الامريكية ففي ولاية كارولاينا الشمالية يوجد اكبر مصنع للمجموعة الألمانية لصناعة السيارات (بي ام دبليو) وهذا المصنع موجود في ولاية امريكية وليس في ولاية (بافاريا) مسقط رأس هذه المجموعة” مناشدة الادارة الامريكية اجراء مشاورات لحل هذه المسألة.
وحذرت ميركل من مغبة قطع العلاقات مع روسيا ورأت ان “القيام بذلك سيعني اننا نترك الساحة الروسية بالكامل للصينيين”.
على الصعيد ذاته دافعت ميركل عن خط انابيب الغاز الروسي الألماني (نورد ستريم 2) ووصفت انتقادات الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية لهذا الخط بأنها “ليست محقة”.
واضافت ان “هذا الخط لن يجعل اوروبا اكثر اعتمادا على امدادات الغاز من روسيا كما تقول الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية ابرزها بولندا”.
واستدركت بالقول “في اوقات الحرب الباردة كنا نستورد الغاز الروسي ولهذا لا اعرف لماذا لا نريد استيراد هذا الغاز في الوقت الحاضر ولماذا لا نريد اعتبار روسيا شريكا”.
وناشدت المستشارة الألمانية الصين المشاركة في انقاذ معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى (اي ان اف).
وكانت الولايات المتحدة قد اعلنت في ال2 من فبراير الجاري انسحابها من الاتفاقية التي وقعتها مع الاتحاد السوفيتي سابقا في عام 1987 الامر الذي تلاه انسحاب روسي منها.
وعلى صعيد الخلافات مع الولايات المتحدة بخصوص نفقات حلف شمال الاطلسي (ناتو) قالت ميركل ان بلادها مستعدة لاستثمار مزيد من الاموال في الحلف وفي جيشها قائلة انها ملتزمة بمخرجات اتفاق الحلف في عام 2014 في (ويلز).
واكدت ميركل ان ألمانيا سترفع استثماراتها العسكرية بحلول عام 2025 لتعادل 5ر1 في المئة من اجمالي ناتجها المحلي.
وعلى صعيد الاتفاق النووي مع ايران دافعت المستشارة عن هذا الاتفاق مؤكدة في الوقت ذاته ان الاوروبيين والامريكيين متفقون على ضرورة ممارسة الضغوطات على الحكومة الايرانية رغم اختلاف وجهات نظرهم بخصوص اليات هذه الضغوطات.