الكويت تحتفل غدا بذكرى تولي سمو الشيخ نواف الأحمد أحد مؤسسي الكويت الحديثة ولاية العهد
«كونا»: يصادف يوم غد الأربعاء الذكرى ال 13 لتولي سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ولاية العهد بعد أن اختاره حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله عضيدا وسندا في استكمال مسيرة البناء والنهضة.
ويعتبر سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حفظه الله أحد مؤسسي الكويت الحديثة الذين ساهموا في إرساء دعائم الدولة وشاركوا في عمليات النهضة والبناء التي شهدتها عقب الاستقلال.
ولم يكن ال 20 من فبراير عام 2006 يوما عاديا في تاريخ الكويت إذ بايع مجلس الأمة الكويتي سمو الشيخ نواف الأحمد بالإجماع في جلسة خاصة بعد أن أدى سموه اليمين الدستورية وليا للعهد أمام المجلس.
وكان سمو أمير البلاد قد أصدر أمرا أميريا في السابع من الشهر ذاته بتزكية سمو الشيخ نواف الأحمد لولاية العهد نظرا إلى ما عهد في سموه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب فضلا عن توافر الشروط المنصوص عليها في الدستور وأحكام قانون توارث الإمارة لدى سموه.
ويعكس اختيار سمو الشيخ نواف الأحمد لولاية العهد حكمة وحنكة حضرة صاحب السمو أمير البلاد ورؤيته الثاقبة وبصيرته النافذة إذ إن بصمات سمو الشيخ نواف الأحمد الواضحة في وزارات الدفاع والداخلية والشؤون والحرس الوطني وإنجازاته الكثيرة أهلته لأن يكون مسؤولا ناجحا وقائدا بارزا.
ولعل الإجماع الشعبي والبرلماني والسياسي على مبايعة سمو الشيخ نواف الأحمد وليا للعهد جاء من معرفة أبناء الكويت بشخص سموه ومعايشته لهم بجميع أمورهم واهتمامه البالغ بمشاكلهم وأضاء ذلك مسيرته بنور الحب والوفاء والولاء من أهل الكويت.
كما كان إجماعهم على مبايعة سموه وليا للعهد تتويجا لحب سموه لكل أهل الكويت وحبهم لسموه وذاته التي تتصف بصفات إنسانية تميزها الرحمة والتواضع والعدل بين الناس وعمل الخير داخل الكويت وخارجها.
فسموه يضع أهل الكويت في قلبه وينزلهم منزلة عالية في نفسه لهذا يحرص على أن تكون جهوده رافدا من روافد مصالحهم ولا يتوانى في دعم تطلعاتهم وطموحاتهم نحو المستقبل الزاهر.
ويزخر التاريخ السياسي والعملي لسمو الشيخ نواف الأحمد والممتد أكثر من نصف قرن من الزمن بجهود واضحة لجعل مكانة الكويت بين الدول المتقدمة والمتطورة وقد أضحى عطاؤه وخبرته في المجالات التي تولى قيادتها محل احترام وتقدير من الجميع.
ومنذ استقلال البلاد مطلع الستينيات كان لسموه بصمة في العمل السياسي ففي 21 فبراير عام 1961 عينه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله محافظا لحولي وظل في هذا المنصب حتى 19 مارس عام 1978 عندما عين وزيرا للداخلية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله حتى 26 فبراير 1988 عندما تولى وزارة الدفاع.
وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1991 تولى سمو الشيخ نواف الأحمد حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ابتداء من 20 أبريل 1991 حتى 17 أكتوبر 1992.
وفي 16 أكتوبر 1994 تولى سموه منصب نائب رئيس الحرس الوطني واستمر في هذا المنصب حتى 13 يوليو 2003 عندما تولى وزارة الداخلية ثم صدر مرسوم أميري في 16 أكتوبر العام ذاته بتعيين سموه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية وبقي في هذا المنصب حتى تعيينه وليا للعهد في عام 2006.
ومن أبرز إنجازات سمو الشيخ نواف الاحمد قبل توليه ولاية العهد تحويل منطقة حولي التي كانت عبارة عن قرية إلى مركز حضاري وسكني يعج بالنشاط التجاري والاقتصادي وأصبح العمران الحديث ينمو في أرجائها وبقية مناطق المحافظة.
وحين أسندت إلى سموه حقيبة وزارة الداخلية كان الهاجس الرئيسي له هو حفظ الأمن والاستقرار للوطن والمواطنين وحرص على مجاراة العصر ومواكبة التقدم العالمي في مجال الأمن إذ عمل على تطوير وتحديث كافة القطاعات الأمنية والشرطية وتوفير الإمكانات المادية للنهوض بالمستوى الأمني وإدخال الأجهزة الأمنية الحديثة ورسم استراتيجية منظومة أمنية متكاملة لمكافحة الجريمة وضرب أوكارها في مختلف مناطق وحدود الكويت.
وحرص سموه على الاستفادة من الثورة المعلوماتية في العالم من خلال توظيف تطبيقاتها التكنولوجية المتقدمة في عمل الأجهزة الأمنية المختلفة مثلما فعل بكل الوزارات التي تولى مسؤوليتها.
كما وضع سمو الشيخ نواف الأحمد استراتيجية أمنية دقيقة لمنظومة شاملة تحمي الحدود برا وبحرا اذ ترصد المنظومة الإدارية كل شبر من أرض الوطن فيما تغطي القواعد البحرية المياه الإقليمية والجزر أما المراكز الحدودية فتغلق الطرق أمام المتسللين وضبط كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار البلاد.
وخلال توليه وزارة الدفاع حقق سمو الشيخ نواف الأحمد نقلة نوعية فيها من خلال تطوير العمل بشقيه العسكري والمدني وتم تحديث وتطوير معسكرات الوزارة ومدها بكل الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية.
وترك سموه بصمات إنسانية واضحة حين تولى حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية إذ سارع إلى اتخاذ قرارات انسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين كما برهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والأرملة والمسن والعامل.
وعندما تعرضت البلاد إلى محنة الغزو عام 1990 ساهم سمو الشيخ نواف الأحمد في القرارات الحاسمة لمواجهة الاحتلال وجند كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير دولة الكويت وأدى دورا في قيادة المقاومة وتأمين وصول الشرعية للمملكة العربية السعودية الشقيقة إلى جانب قيادته للجيش.
وحققت الرؤية الأمنية الثاقبة لسموه ثمارها وخصوصا في التعامل مع الحوادث الإرهابية في البلاد كالتي حدثت في يناير عام 2005 حيث قاد سموه بنفسه المواجهة ضد الإرهابيين وكان موجودا في مواقع تلك الأحداث لاستئصال آفة الإرهاب في البلاد من جذورها.
وعلى الصعيد الإقليمي أولى سمو الشيخ نواف الأحمد أهمية كبرى لأمن دول الخليج العربي فمن خلال مشاركته في اجتماعات وزراء الداخلية للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي تم تحقيق قدر كبير من التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن في الدول الشقيقة بهدف مجابهة المخاطر التي تهدد المنطقة ودولها وعلى رأسها الإرهاب.
وأكد سموه أن الأمن العربي وحدة واحدة وكل لا يتجزأ وانطلاقا من هذه الرؤية الاستراتيجية كانت مشاركات سموه في اجتماعات وزراء الداخلية العرب التي أسفرت عن إجماع عربي على محاربة الإرهاب ودعم جهود العمل الأمني المشترك وأهمية تبني الحلول العلمية الشاملة لمواجهة مخاطر الإرهاب والمخدرات وغسيل الاموال والفساد وسائر القضايا الامنية الاخرى.
وكان سموه حفظه الله خير العضيد والمساند لأخيه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله في جهود المصالحة الخليجية وجهود المصالحة اليمنية.
ويرى سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح أن القوة والمنصب يجب أن يسخرا لنصرة الضعيف والمظلوم وان الناس سواسية تحت القانون ودائما ما يشدد على أن البلد مسؤولية الجميع.
وتخللت عام 2018 أحداث بارزة أبرزها منح سموه قلادة الكنعانيين الكبرى من الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارته الرسمية للكويت.
ويتميز سمو الشيخ نواف الأحمد بالحرص الشديد على تعزيز الفضائل والقيم والإيمان بأهمية وحدة وتكاتف أبناء الكويت جميعا إيمانا بأن قوة الكويت في وحدة أبنائها وأن تقدمها وتطورها مرهون بتآزرهم وتلاحمهم وإخلاصهم في العمل.