أهم الأخبارمحليات

‮«‬السيف‮»‬‭ ..‬أهم‭ ‬شوارع‭ ‬الكويت‭ ‬القديمة‭ ‬والعصب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لاقتصادها

‮«‬كونا‮»‬‭: ‬يعد‭ ‬شارع‭ ‬السيف‭ ‬أهم‭ ‬وأطول‭ ‬شوارع‭ ‬الكويت‭ ‬القديمة‭ ‬إذ‭ ‬يضم‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬امتداده‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ (‬شرق‭) ‬إلى‭ (‬القبلة‭) ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬الشهيرة‭ ‬والمراكز‭ ‬التجارية‭ ‬والحرفية‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬العصب‭ ‬الرئيسي‭ ‬لاقتصاد‭ ‬البلاد‭ ‬ومصدر‭ ‬رزق‭ ‬للكويتيين‭ ‬في‭ ‬الماضي‭.‬

ويضم‭ ‬الشارع‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يبلغ‭ ‬طوله‭ ‬حوالي‭ ‬ستة‭ ‬كليومترات‭ ‬ويمتد‭ ‬من‭ ‬أقصى‭ ‬شرق‭ ‬المدينة‭ ‬القديمة‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬غربها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬المهمة‭ ‬مثل‭ (‬الفرضة‭) ‬وهو‭ ‬سوق‭ ‬الخضار‭ ‬والفواكه‭ ‬و‭(‬النقع‭) ‬ومفردها‭ ‬نقعة‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حوض‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬محاط‭ ‬بالصخور‭ ‬ويستخدم‭ ‬لرسو‭ ‬السفن‭ ‬الشراعية‭ ‬لحمايتها‭ ‬من‭ ‬الرياح‭ ‬والأمواج‭ ‬وأحيانا‭ ‬للقيام‭ ‬بصيانتها‭ ‬وإصلاحها‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ (‬العماير‭) ‬أي‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬بلغة‭ ‬أهل‭ ‬الكويت‭ ‬قديما‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬ذكر‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الكويتي‭ ‬محمد‭ ‬جمال‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬أسواق‭ ‬الكويت‭ ‬القديمة‭) ‬أن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المعالم‭ ‬الرئيسية‭ ‬للشارع‭ (‬قصر‭ ‬السيف‭) ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬ديوان‭ ‬الحاكم‭ ‬الذي‭ ‬بناه‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬الصباح‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1906‭ ‬ويقع‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬وشيد‭ ‬قبالته‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الجنوب‭ ‬قصرا‭ ‬آخر‭ ‬لسكناه‭ ‬تم‭ ‬ربطهما‭ ‬بجسر‭ ‬خشبي‭.‬

وأضاف‭ ‬جمال‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1917‭ ‬قام‭ ‬حاكم‭ ‬الكويت‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬سالم‭ ‬المبارك‭ ‬الصباح‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬بتجديد‭ ‬بناء‭ ‬القصر‭ ‬حيث‭ ‬بني‭ ‬من‭ (‬الآجر‭) ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يجلب‭ ‬من‭ ‬البصرة‭ ‬وقام‭ ‬على‭ ‬تشييده‭ ‬أساتذة‭ ‬متخصصون‭ ‬من‭ ‬بغداد‭ ‬ولحق‭ ‬بالقصر‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬الشمالية‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬ساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬رفعت‭ ‬في‭ ‬وسطها‭ ‬سارية‭ ‬تحمل‭ ‬علم‭ ‬الكويت‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ناحية‭ ‬شرق‭ ‬قصر‭ ‬السيف‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬كانت‭ ‬تقع‭ (‬نقعة‭ ‬الشاهين‭) ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬عمارة‭ ‬المرحوم‭ ‬شاهين‭ ‬الغانم‭ ‬وكان‭ ‬يصنع‭ ‬له‭ ‬فيها‭ ‬ابوام‭ ‬السفر‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكملها‭ (‬نقعة‭ ‬الشيوخ‭).‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬شارع‭ ‬السيف‭ ‬كان‭ ‬يضم‭ ‬أيضا‭ (‬سيف‭ ‬الطوب‭) ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬تضم‭ ‬عددا‭ ‬من‭ (‬العماير‭) ‬يليها‭ (‬الكنديسة‭) ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬آلة‭ ‬لتحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬للمساعدة‭ ‬على‭ ‬سد‭ ‬نقص‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬جلبها‭ ‬المرحوم‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬الصباح‭ ‬عام‭ ‬1914‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مدفع‭ ‬الإفطار‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬أيضا‭.‬

وأشار‭ ‬جمال‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬شرق‭ (‬الكنديسة‭) ‬كان‭ ‬يقع‭ (‬سيف‭ ‬معرفي‭) ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬العماير‭ ‬التابعة‭ ‬للشيوخ‭ ‬وأصحاب‭ ‬السفن‭ ‬والتجار‭ ‬تليها‭ ‬المدرسة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجعفرية‭ ‬ثم‭ ‬المستوصف‭ ‬السوري‭ ‬ثم‭ ‬يلي‭ (‬سيف‭ ‬معرفي‭) ‬شرقا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النقع‭ ‬متصلة‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬يحيطها‭ ‬سور‭ ‬واحد‭ ‬وعند‭ ‬أقصى‭ ‬الشرق‭ ‬تقع‭ (‬نقعة‭ ‬دسمان‭) ‬وتعتبر‭ ‬آخر‭ ‬نقعة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬وتنتهي‭ ‬بطرف‭ ‬سور‭ ‬الكويت‭.‬

وبالنسبة‭ ‬للجهة‭ ‬الجنوبية‭ ‬من‭ ‬شارع‭ ‬السيف‭ ‬القديم‭ ‬أوضح‭ ‬جمال‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يوجد‭ (‬عيش‭ ‬ابن‭ ‬عمير‭) ‬مقابل‭ ‬مدخل‭ ‬قصر‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ -‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الجنوب‭ ‬وهو‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬توزيع‭ (‬العيش‭) ‬أو‭ ‬الأرز‭ ‬بالمجان‭ ‬على‭ ‬الفقراء‭ ‬والمحتاجين‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬التوجه‭ ‬شرقا‭ ‬من‭ (‬عيش‭ ‬ابن‭ ‬عمير‭) ‬في‭ ‬شارع‭ ‬السيف‭ ‬توجد‭ ‬مكاتب‭ ‬شركة‭ ‬النفط‭ ‬تليها‭ ‬مدرسة‭ ‬السيد‭ ‬حسين‭ ‬باقر‭ ‬الطبطبائي‭ ‬وشرقا‭ (‬كشك‭ ‬سلمان‭ ‬الحمود‭ ‬الصباح‭) ‬ثم‭ (‬المستوصف‭ ‬الشرقي‭).‬

وقال‭ ‬إنه‭ ‬على‭ ‬الشارع‭ ‬ذاته‭ ‬تقع‭ ‬مدرسة‭ (‬السعادة‭ ‬للأيتام‭) ‬و‭ (‬بيت‭ ‬ديكسون‭) ‬منزل‭ ‬الكولونيل‭ ‬ديكسون‭ ‬الوكيل‭ ‬السياسي‭ ‬البريطاني‭ ‬المعتمد‭ ‬لدى‭ ‬الكويت‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1929الى‭ ‬1936‭ ‬ثم‭ (‬المستشفى‭ ‬الأميري‭) ‬تليه‭ ‬القنصلية‭ ‬البريطانية‭ ‬ثم‭ (‬قصر‭ ‬دسمان‭).‬

وذكر‭ ‬جمال‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬القبلة‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬الغربية‭ ‬لقصر‭ ‬السيف‭ ‬تبدأ‭ ‬بمبنى‭ ‬الجمارك‭ ‬يليها‭ ‬مخفر‭ ‬الشرطة‭ ‬ثم‭ ‬الفرضة‭ ‬وتوجد‭ ‬بها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العماير‭ ‬والنقع‭ ‬والمقاهي‭ ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬ديوان‭ ‬المرحوم‭ ‬أحمد‭ ‬الغانم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مقرا‭ ‬للعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬وعلاج‭ ‬المرضى‭.‬

وأفاد‭ ‬بأنه‭ ‬بعد‭ (‬ديوان‭ ‬الغانم‭) ‬تأتي‭ (‬المدرسة‭ ‬الأحمدية‭) ‬ثم‭ (‬اليسرة‭) ‬وهو‭ ‬ساحل‭ ‬صخري‭ ‬طويل‭ ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬أيضا‭ (‬المستشفى‭ ‬الأمريكاني‭) ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مطلا‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ (‬الوطية‭) ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬ساحلية‭ ‬خالية‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أماكن‭ ‬صخرية‭ ‬ورملية‭.‬

وأشار‭ ‬جمال‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬المتابعة‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬الجنوبية‭ ‬مقابل‭ ‬شارع‭ ‬السيف‭ ‬والاتجاه‭ ‬غربا‭ ‬يأتي‭ ‬مرتفع‭ (‬بهيته‭) ‬ثم‭ ‬مكتب‭ ‬شركة‭ (‬حمال‭ ‬باشي‭) ‬الخاصة‭ ‬بنقل‭ ‬البضائع‭ ‬من‭ ‬البواخر‭ ‬إلى‭ ‬الفرضة‭ ‬ثم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحال‭ ‬التجارية‭ ‬فالعماير‭ ‬حتى‭ ‬تأتي‭ ‬بناية‭ ‬الخرافي‭ ‬والمتروك‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أول‭ ‬بناية‭ ‬شيدت‭ ‬من‭ ‬الطابوق‭ ‬والاسمنت‭ ‬والخرسانة‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬يليها‭ ‬الطريق‭ ‬المؤدي‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬وسمي‭ ‬ب‭(‬الشارع‭ ‬الجديد‭) ‬وهو‭ ‬شارع‭ ‬عبدالله‭ ‬السالم‭ ‬حاليا‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.