الكويت تحتفل غدا بالعيد الوطني ال 58 في ظل قائدها أمير الحكمة والإنسانية
“كونا” — تعيش الكويت أبهج أيامها احتفالا بعيدها الوطني الذي يصادف يوم غد الاثنين واكتست مناطقها وشوارعها ومختلف مرافقها بأثواب الزينة والأعلام فرحا بذكرى بزوغ فجر الاستقلال قبل 58 عاما وتحديدا في عام 1961.
وتتزامن هذه الذكرى الغالية على قلوب الكويتيين مع فرحة الأعياد الوطنية متمثلة بالذكرى ال 28 للتحرير (26 فبراير) والذكرى ال 13 لتولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في البلاد (29 يناير) وسط التفاف الشعب حول قيادته الحكيمة.
ولعل المتتبع لتاريخ الكويت يعلم أن التاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت كان في 19 يونيو عام 1961 في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه لكن في عام 1963 تم ترحيله إلى يوم 25 فبراير ودمجه مع عيد جلوسه رحمه الله.
وبدأت الكويت أوائل عام 1962 بتدعيم نظامها السياسي بإنشاء مجلس تأسيسي يتولى إعداد دستور يبين نظام الحكم على أساس المبادئ الديمقراطية المستوحاة من واقع الكويت وأهدافها.
وكان من أبرز ما أنجزه ذلك المجلس مشروع الدستور الذي صادق عليه الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله في نوفمبر 1962 لتدخل البلاد مرحلة الشرعية الدستورية إذ جرت أول انتخابات تشريعية في 23 يناير عام 1963.
وتوضح المادة السادسة من الدستور أن نظام الحكم في الكويت ديمقراطي السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين في الدستور.
ومنذ فجر الاستقلال حتى اليوم أنجزت الكويت الكثير على طريق النهضة الشاملة ومضت على هذا النهج في الارتقاء والتقدم على خطى الآباء والأجداد وتابعته همم الرجال من أبنائها خلف قيادتها الرشيدة.
ومنذ استقلالها تسعى الكويت إلى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقا وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفا في إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو امن واستقرار العالم ورفاه ورقي الشعوب كافة.
ومع احتفال الكويتيين بهذه المناسبة الوطنية يشاركهم العالم بالتهنئة للقيادة الحكيمة والتي أدت دورا كبيرا في خدمة القضايا الإنسانية وتقديم المساعدات للمحتاجين وحل الخلافات بين الأشقاء.
ويدرك المتابع لدور الكويت السياسي إقليميا وعالميا نجاح السياسة الدبلوماسية لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في نصرة القضايا العادلة للشعوب وحماية الدولة من أي تأثير يهدد كيانها والوصول بها إلى بر الأمان في ظل محيط مضطرب بالمشاكل والتهديدات.
ومن نافل القول إن سمو الأمير رعاه الله يسعى دائما إلى تعزيز العلاقات بين الدول وتطوير الصلات بين مجتمعاتها ورأب الصدع ولطالما سعى لأن تكون الكويت الوسيط المقبول من جميع الجهات الذي يمثل صوت العقل والحكمة والاتزان لتسهم في إبقاء المنطقة المحيطة بها خصوصا والعالم عموما ينعم بالأمن والأمان والاستقرار.
ولم يقتصر نجاح سمو الأمير عند السياسة الخارجية فقط بل استمر هذا العطاء والنجاح على الصعيد الداخلي إذ حرص سموه على تبني رؤية شاملة وعميقة للتنمية في الكويت تشمل مختلف القطاعات في الدولة وعلى رأسها القطاع الاقتصادي.
ويضع سمو أمير البلاد الشباب في مقدمة اهتماماته ويحث على تشجيع القطاع الخاص وفتح فرص العمل الحر أمام الشباب وقد شمل سموه برعايته في 10 أكتوبر عام 2018 انطلاق اعمال المؤتمر الثاني لمشروع (كفو) الذي يسعى للاهتمام بالشباب وإشراكهم في قيادة التنمية.
وتستمر مسيرة العطاء لسمو أمير البلاد إذ يعمل جاهدا لجعل الكويت منارة اقتصادية بارزة ومنبعا للديمقراطية إذ أقر خطة التنمية لبناء مشاريع حيوية تنهض بالبلاد وتحولها إلى مركز مالي وتجاري عالمي جاذب للاستثمار مع تنويع مصادر الدخل لصنع مستقبل مشرق بتنفيذ مشاريع ضخمة.
ومن أبرز تلك المشاريع على سبيل المثال لا الحصر مدينة صباح الأحمد البحرية ومركز عبدالله السالم الثقافي ومركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ومدينة الكويت لرياضة المحركات ومدينة الجهراء الطبية ومبنى الركاب الجديد رقم 4 في مطار الكويت الدولي بالإضافة إلى مستشفى جابر الأحمد وجسر الشيخ جابر الأحمد وغيرها.
وأولى سموه اهتماما كبيرا بالوحدة الوطنية وحرص على التأكيد على تكاتف وتعاون أهل الكويت فيما بينهم ونبذ الفرقة والسعي نحو العمل الجاد لبناء كويت الغد تحت ظل المحبة والتسامح.
ولم تغب عن سموه اللفتات الإنسانية داخليا وخارجيا إذ أمر سموه في 18 فبراير 2018 بتسديد ديون الغارمين المحبوسين من مواطنين ومقيمين على نفقة سموه الخاصة تزامنا مع احتفالات الكويت الوطنية وكذلك أمر بمكرمة مالية من نفقته لأبنائه اليتامى في 19 فبراير العام الماضي.
وعلى الصعيد الخارجي تبوأت الكويت نتيجة لسياسات سمو أمير البلاد ورؤيته الحكيمة القائمة على زمام المبادرات في العمل الخيري الإنساني مركزا مرموقا بين دول العالم خلال السنوات العشر الماضية استحقت عليه أن يتم اختيارها من الأمم المتحدة (مركزا للعمل الإنساني) وأميرها (قائدا للعمل الإنساني).
وبهذا يحق للكويت والكويتيين الفرح والاحتفال بهذا اليوم الوطني المجيد لما يمتلكون من قائد وأب وحكيم ومن شعب وفي ومخلص ملتف دائما حول قيادته الرشيدة في أرض تسودها المحبة والإخاء.