سمو أمير البلاد يلقي كلمة الكويت في القمة العربية الأوروبية الأولى
ألقى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كلمة دولة الكويت في القمة العربية الأوروبية الأولى التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية وهذا نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة
معالي السيد دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
أصحاب المعالي والسعادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني في البداية أن أعرب عن بالغ سعادتي لهذا اللقاء التاريخي الأول الذي ينعقد بين الدول العربية والدول الأوروبية في هذه المدينة الجميلة كما أود أن أتقدم بالشكر والتقدير للأشقاء والأصدقاء قادة الدول العربية والأوروبية على تلبيتهم للدعوة لهذا الاجتماع واستجابتهم بالمشاركة فيه والتي تعبر عن حرصهم على تحقيق الاهتمام والتطوير للعلاقات العربية الأوروبية كما لا يفوتني أن أتقدم لأخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة على دعوته لنا وعلى الحفاوة وكرم الضيافة التي حظينا بها.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
لقد مرت منطقتنا بمراحل تاريخية مختلفة كان التفاعل الحضاري وغيرها فيها واضحا وجليا حيث تأثيرات المنطقة العربية واضحة وظاهرة على هياكل الحضارة الأوروبية وبالمثل نرى بوضوح تأثيرات النهضة الأوروبية والحضارة الأوروبية جليا وواسعا على مؤسسات المنطقة العربية الفكرية والتعليمية والسياسية كما أن لدينا فضاء مشتركا وبحار مشتركة وتواصل جغرافي على الأرض وكلها عوامل تعزز من تفاعلنا وتوطد من تعاوننا وتمكننا من خلق آليات التنسيق والسعي لشراكة نستطيع من خلالها دعم وتطوير علاقاتنا وتوسيع آفاقها لتحقيق المصالح المشتركة لدولنا على كافة المستويات الاقتصادية والتعليمية والطاقة والاستثمار.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
إننا نثق بأن مستقبل تعاوننا واعدا فحجم التبادل التجاري بين دولنا جاوز الثلاثمائة وستة وعشرون ونصف مليار دولار واليوم نشهد تطورا وارتقاء بمستوى تعاوننا إلى مستويات أعلى كما أننا على ثقة أيضا بأننا قادرون على اللحاق بما فاتنا خلال السنوات الماضية من إنجازات على صعيد التعاون المشترك وفي جميع المجالات.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
كلنا يدرك حجم الأخطار والتحديات التي نواجهها لما نمر به من ظروف أمنية وسياسية واقتصادية صعبة وهي ظروف تحتم علينا دعوتكم للعمل معنا لمواجهتها إيمانا منا بالدور البارز والحيوي الذي تلعبه المجموعة الأوروبية على المستوى الدولي في تعاملها مع العديد من القضايا والمسائل التي تمثل تحديات مشتركة لنا جميعا ولعل من أبرزها قضايا الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
ننظر بإعجاب إلى الدور المتميز الذي تقوم به المجموعة الأوروبية في التصدي للعديد من الملفات الساخنة على الساحة الدولية حيث أن الدور الأوروبي في مواجهة ظاهرة الإرهاب يعد دورا مميزا وكان لنا شرف التعاون والتفاعل معه لما يمثله ذلك من تحد مشترك وتهديد مباشر لأمننا واستقرارانا جميعا.
كما أن الدور الذي تقوم به المجموعة الأوروبية على الصعيد الإنساني يعد دورا متقدما ورائدا حيث أن عطاء الدول الأوروبية تميز بالسخاء دائما في تلبية الاحتياجات الإنسانية للمجتمعات البشرية وقد لمسنا ذلك في المسارعة في تلبية العديد من النداءات التي أطلقتها الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة في العمل الإنساني ولقد كان لنا أيضا شرف التعاون والمشاركة مع المجموعة الأوروبية في تقديم الدعم للعديد من الأوضاع الإنسانية للكوارث والأزمات التي تمر بها دول منطقتنا والمناطق الأخرى في العالم وفي سياق الحديث عن الدور الأوروبي لا بد لنا من الإشارة إلى أنه وبرغم الدور المتميز والمتقدم للمجموعة الأوروبية حيال القضية الفلسطينية إلا أننا نتطلع إلى أن نرى تفاعلا ومبادرات أكبر وأكثر مع هذه القضية المركزية وسعيا إلى جعلها في صدارة اهتمامات المجتمع الدولي لأننا ندرك أن ما نراه اليوم من بؤر توتر واحتقان في منطقتنا إنما هو بسبب تجاهل هذه القضية وعدم الوصول إلى الحل العادل والشامل الذي يتطلع إليه أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق بل وأبناء الأمة العربية بأسرها.
وفي الختام لا يفوتني أن أتقدم إلى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبوالغيط وإلى الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية السيدة فدريكا موغريني وإلى جهازيهما على ما بذلوه من جهود مقدرة في الإعداد لهذا اللقاء الهام.
أكرر الشكر لكم جميعا متمنيا لأعمال لقائنا الأول كل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.