الكويت تعرب عن ارتياحها للجهود الدولية والإقليمية لدفع عملية السلام الأفغانية
(كونا) – أعربت الكويت عن ارتياحها للجهود الدولية والإقليمية لدفع عملية السلام الأفغانية مؤكدة أن الوقت الحالي يمثل فرصة سانحة ومهمة للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع في أفغانستان.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي القاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي أمام جلسة مجلس الأمن حول أفغانستان مساء أمس الاثنين.
وأشار العتيبي إلى جهود دفع عملية السلام الأفغانية بما في ذلك الدور المهم الذي يلعبه الممثل الخاص للولايات المتحدة زالماي خليل زاد في مفاوضاته الحالية مؤكدا دعم الكويت لكافة الجهود الدولية التي من شأنها ان تساهم في توحيد الصفوف وتحقيق المصالحة الوطنية بين كافة الأطراف في أفغانستان.
وقال العتيبي “إن المتابع للوضع في افغانستان يدرك تماما بأن هذا البلد يمر حاليا بمرحلة انتقالية دقيقة ما بين انعقاد الانتخابات البرلمانية في شهر اكتوبر الماضي وقرب موعد الانتخابات الرئاسية في شهر يوليو القادم”.
وأعرب عن الامل بان تسهم الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المقبلة في اجراء المزيد من المشاورات السياسية التي من شأنها ان تؤدي الى خفض حدة التوتر ما بين كافة الاطراف وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية ضمانا وحرصا لاختيار المرشح المناسب لرئاسة افغانستان للمرحلة المقبلة.
وأشار العتيبي الى ان الاستعداد لتلك الانتخابات الرئاسية سيتطلب مضاعفة الجهود والتحضيرات التي تستند على الدروس المستقاة من الانتخابات البرلمانية المنعقدة في شهر اكتوبر الماضي معربا عن ارتياحه لما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الجهود المبذولة للاستعداد للانتخابات الرئاسية وكيفية معالجة التحديات التي واجهتها الانتخابات البرلمانية والحاجة الماسة للتمسك بانعقاد الانتخابات الرئاسية في 20 يوليو المقبل.
وأوضح “ان الحديث عن الانتخابات الرئاسية يدفعنا للانتقال الى مسألة المصالحة الوطنية كجزء آخر مهم من ضمن العملية السياسية في أفغانستان فقد لاحظنا بارتياح تسارع الجهود في النصف الثاني من العام 2018 تجاه عملية المصالحة السياسية”.
وأشار إلى ان حكومة أفغانستان واصلت أعمالها التحضيرية لإجراء حوار سلمي بين الأفغان بالإضافة الى صدور مرسوم رئاسي في 12 ديسمبر الماضي بإنشاء مجلس استشاري رفيع المستوى للمساهمة في دفع ذلك الحوار الوطني.
وذكر العتيبي انه في الوقت الذي تؤكد فيه الكويت دعمها المتواصل لأمن وسيادة واستقرار أفغانستان فإنها تتابع بقلق استمرار تأكيد تقرير الامين العام على عدم استقرار الوضع الأمني في افغانستان حيث يستمر الصراع بين الحكومة الافغانية والقوات المناوئة لها في معظم ارجاء البلاد.
وأوضح ان الامم المتحدة سجلت أكثر من 22 ألف حادثة أمنية في افغانستان خلال 2018 موضحا أن هذه الارقام تؤكد استمرار صعوبة المهمة الملقاة على عاتق الحكومة الافغانية والمجتمع الدولي لاسيما في ظل استمرار توسع سيطرة حركة طالبان على العديد من المراكز والقرى ومواصلة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شن هجمات ارهابية على المدنيين العزل.
وشدد العتيبي على ان “الجميع يدرك ما تسببت به تلك الهجمات الارهابية في سقوط العديد من الضحايا المدنيين حيث سجلت بعثة الامم المتحدة للمساعدة في افغانستان سقوط 10993 من الضحايا المدنيين ما بين قتيل وجريح جراء اعمال العنف خلال العام الماضي فقط ويعتبر ذلك العدد من الضحايا الاكثر ارتفاعا منذ بدء بعثة الامم المتحدة للمساعدة في احصاء عدد الضحايا في عام 2009”.
وأضاف “ترى الكويت ان الوقت الحالي يمثل فرصة سانحة ومهمة للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع في أفغانستان مؤكدين مرة أخرى بأن أي عملية سلام يجب ان تشمل كافة الاطراف المعنية وصولا الى توافق بالآراء فيما بينهم”.
واكد العتيبي أهمية ان تتيح اي عملية سلام فرصة مشاركة دول الجوار لما سيساهم في تحقيق توافق إقليمي في الآراء بشأن الاستقرار في أفغانستان.
وأوضح أن “التاريخ خير دليل بأن لا حل دائم وشامل لأي أزمة كانت دون انخراط كافة اطياف المجتمع وجميع دول الجوار برغبة سياسية صادقة في دعم وتأييد الجهود الرامية لضمان تحقيق السلام الدائم”.