“اونروا” تناشد المانحين عدم نسيان محنة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا
(كونا) – ناشدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الدول المانحة التي ستجتمع في بروكسل غدا الخميس عدم نسيان محنة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ومواصلة التبرع بنفس المستوى التي تعهدت به العام الماضي.
وقال المفوض العام لوكالة (أونروا) بيير كراهينبول في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) “سأكون ممتنا للغاية اذا استطاع كل متبرع الحفاظ على مستوى مساهمته خلال هذا المؤتمر لدعم أونروا بشكل عام”.
وقال كراهينبول الموجود في العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في مؤتمر بروكسل الثالث حول دعم مستقبل سوريا والاقليم “طلبنا المتواضع لصانعي القرار وصناع الرأي هو أن نستمر في النظر في وضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا باهتمام كبير”.
وأشار إلى أن الصراع السوري تسبب في معاناة وصدمات هائلة على مدار السنوات الثماني الماضية.
وأوضح أن اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم 560 ألفا في سوريا شخص يتمتعون بالاكتفاء الذاتي إلى حد كبير قبل الصراع وكانوا يرسلون أطفالهم إلى مدارس الأونروا منذ فترة الخمسينيات ويستخدمون خدمات الوكالة الصحية فيما كان البعض يستطيع تغطية احتياجات أسرهم بشكل مستقل لافتا إلى أن فئة قليلة هي التي كانت تعتمد على المساعدات الإنسانية الطارئة.
وأضاف أن التقديرات تشير إلى تراجع عددهم حاليا إلى نحو 440 ألفا وأن أكثر من 95 بالمئة منهم يعتمدون كليا على المساعدات الإنسانية لتوفير سبل الحياة.
كما وصف الوضع بالنسبة لأولئك الذين فروا إلى لبنان وعددهم حوالي 28000 ألف وإلى الأردن وعددهم حوالي 17000 بأنه صعب للغاية.
وقال كراهينبول “لا نريد التشديد على المعاناة والاضرار فحسب ولكن أيضا على قوة وتصميم المجتمع وهذا أمر سينعكس على طلابنا”.
وأوضح “لدينا 50000 ولد وبنت في التعليم في سوريا وعلى الرغم من كل الأضرار والدمار الذي لحق بالمدارس استمرت أونروا في التكيف لإيجاد طرق جديدة لدعم التعليم وعدم التخلي عن هذه الفئة “.
وأكد أن قرار الولايات المتحدة العام الماضي بخفض تمويل (أونروا) أدى إلى أشد أزمة مالية واجهتها الوكالة الأممية على الإطلاق مشيرا إلى أنه تسبب بعجز قدره 440 مليون دولار في الميزانية.
وأضاف “الشيء المهم هو أننا تمكنا من التغلب على هذا العجز بالكامل من خلال زيادة 40 دولة في تمويلها لأونروا العام الماضي”.
وتابع “كانت لدينا تعبئة ملحوظة من الاتحاد الأوروبي ومن دول الخليج. لم نتلق أموالا من دول الخليج اكثر مما تلقينا العام الماضي”.
وأوضح “لقد كانت دول الخليج وعلى وجه الخصوص الكويت بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر شريكا سخيا على المدى البعيد.. لقد ساهمت كل واحدة من الدول الأربع بمبلغ 50 مليون دولار لأونروا العام الماضي “.
وقال إن (أونروا) حشدت العام الماضي تمويلا بقيمة 2ر1 مليار دولار مضيفا “وإذا حافظ كل مانح على مساهمته فسنغطي ميزانية هذا العام لتمويل الخدمات الأساسية الحيوية للوكالة”.
ولفت إلى أن الكويت بدأت في زيادة مساهمتها لوكالة (أونروا) بالتزامن مع ترؤسها المؤتمرات المتعلقة بدعم الشعب السوري مشيرا في هذا الصدد إلى استضافة الكويت ثلاثة مؤتمرات دولية لدعم الوضع الإنساني للسوريين في أعوام 2013 و2014 و2015.
وأوضح “كان هناك دور كبير للكويت وأعرف مقدار الاهتمام الذي تبديه الدولة ومشاركتها في الاستجابة للكثير من أوجه الأزمة”.
وثمن الدور والدعم اللذين قدمتهما الكويت ممثلة في سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء والشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية “ونحن ممتنون جدا لذلك”.
وقال “هذه رسالة قوية لأن هذا المزيج من التضامن بين الدول الأوروبية والآسيوية والخليجية ساعدنا في وقت الأزمة الشديدة”.
وأضاف “بالنسبة لي كانت هذه رسالة قوية للغاية خاصة بالفلسطينيين بأنهم ليسوا في طي النسيان.. لقد استجاب العالم بأسره لهذا التحدي وهذا من شأنه أن يحدث اختلافا كبيرا في جهودنا “.
كما أكد كراهينبروهول أنه شعر بالارتياح الشديد بعدما أكد الإعلان الختامي للقمة العربية الأوروبية الأولى التي عقدت في مصر في فبراير الماضي دعمها المالي والسياسي لوكالة (أونروا).
ويعقد مؤتمر بروكسل الثالث حول دعم مستقبل سوريا والاقليم في الفترة بين 12 و14 مارس الجاري.
ومن المقرر أن يعقد في ختام اللقاء مؤتمر لوزراء الخارجية للإعلان عن تعهداتهم حيال دعم الوضع الإنساني للسوريين.