هيئة الشباب تحتفل بختام النسخة الثانية من مشروع الوعي الوطني بالتعاون مع أمانة الأمة بمسرح مبنى صباح الأحمد في مجلس الأمة
أقامت وزارة الدولة لشؤون مساء اليوم الحفل الختامي للنسخة الثانية من مشروع الوعي الوطني بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس الأمة، وذلك في مسرح مبنى صباح الأحمد بمجلس الأمة، بحضور النائب يوسف الفضالة والنائبة والوزيرة السابقة د. معصومة المبارك.
وأكد النائب يوسف الفضالة حرصه على المشاركة في مثل هذه الفعاليات للوصول إلى الرؤى والأفكار وترجمتها على أرض الواقع.
وأشار الفضالة خلال كلمته في الحلقة النقاشية التي أقيمت في الحفل الختامي إلى تأسيس لجنة مؤقتة لتحسين بيئة الأعمال للعمل على إزالة المعوقات أمام الشباب في سوق العمل والمؤسسات الرسمية وتسهيل العمل الحر.
وأوضح أن اللجنة استطاعت تحريك المياه الراكدة على مدى سنين طويلة، مثمنا التعاون بين اللجنة البرلمانية والوزير النشيط وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الخدمات خالد الروضان في تحريك هذه الأمور، مبينا ان اللجنة ساهمت في حل الكثير من الأمور والعوائق إلا أنها لم تصل إلى الكمال.
وقال إن هذا الوطن والشعب الكويتي يستحق الكثير ويستحق العمل الدائم لتحقيق بعض الدين تجاهه، مشيراً إلى ان هناك بعض التشريعات التي تحققت من خلال اللجنة، منها التعديلات على صندوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة وقانون العمل الأهلي لترجمة المعاناة وتحقيق الكثير للشعب.
ولفت الفضالة إلى ما تحقق في اللجنة من قرارات لتحفيز العمالة الوطنية للعمل في القطاع الخاص ورخص الأعمال المنزلية والمشاريع المتنقلة، مؤكدا في الوقت ذاته أن آلية العمل في مجلس الأمة” صعبة بعض الشيء ولكن سنعمل على تسريعها بقدر المستطاع”.
وأكد أن التواصل مع الشباب مختلف عما كان عليه في الوقت السابق ويتم التخاطب مع جميع الفئات العمرية بسهولة بحكم التكنولوجيا الموجودة، مؤكدا في الوقت ذاته ان النواب لا يمثلون فئة عمرية معينة بل يعملون من أجل كل المواطنين.
وأكد الحاجة إلى التحرك السريع لانتشال البلد من الجمود الذي كانت تواجهه في السابق، مشيراً إلى تفكير الكثير من الشباب بالهجرة للخارج بسبب المشاكل التي يواجهونها.
وبين ان مثل هذه اللقاءات والحوارات مع الشباب في مجلس الأمة لم تكن موجودة في السابق، مبينا أنه وزملاءه النواب يحاولون عكس صدى هذه الحوارات داخل مجلس الامة وتحقيقها على أرض الواقع رغم بعض الصعوبات التي يواجهونها مع الحكومة.
وأكد مدير هيئة الشباب والرياضة وممثل الراعي الرسمي للحفل عبد الرحمن بداح المطيري أن أهم مشروع للشباب الكويتي هو الوعي الوطني، مشيراً إلى كلمات صاحب السمو أمير البلاد التي أكد خلالها سموه أن الوطن أمانة في أعناق الجميع مما يتطلب من الجميع النهوض بالبلد وتنميته.
وأكد المطيري ضرورة استثمار الطاقات الشبابية ومراجعة التشريعات والقوانين والموازنات لتحقيق تطلعات وطموحات الشباب، مشدداً على أن أي تطور لن يكون له أثر من دون المحافظة على الهوية الوطنية.
ولفت إلى أن صاحب السمو وضع الكويت على خارطة العالم كمركز للعمل الإنساني، مضيفاً أن الهيئة أعدت مادة علمية لتعزيز الهوية الوطنية لدى المؤسسات العسكرية من أجل استثمار الخبرات الموجودة في المؤسسة العسكرية في المجتمع المدني.
واشاد المطيري بمؤسس مشروع الوعي الوطني المواطنة نور الهويدي التي أثرت المجتمع بهذه التجربة الفريدة والتي أصبحت تأخذ اتساعا وصدى أكبر بين الشباب في عامها الثاني.
وأكد حاجة الشباب الى المشاركة التي كلما ارتفعت نسبتها عرفت نسبة التمكين، مبينا ان استراتيجية الهيئة تعتمد بشكل أساسي على مشاركة الشباب وآرائهم وافكارهم.
وبين أن الهيئة قامت بتدريب ٤٥ شابا وشابة للعمل في برنامج الوعي الوطني، مشيراً إلى أن فصل الهيئة عن الرياضة وحصر اختصاصاتها بشؤون الشباب قضى على تداخل الاختصاصات والتركيز على تنفيذ البرامج الخاصة بالشباب.
وأكد سعي الهيئة لتحقيق مساحات تشكل برامج تنفيذية، لافتاً إلى أن أهم شريك فيها هو وزارة التربية وهي أكبر وعاء يضم الشباب وتم عمل برنامج (مكارم) لتنمية وتعزيز الأخلاق في المجالات المختلفة وكيفية تفعيلها من خلال برامج ميدانية عملية.
وأفاد بأن الهيئة طرحت عددا من الحلقات النقاشية التي تصب في إطار تمكين الشباب ووجدت نقاط تلاقي كبيرة مع القطاع الخاص للاستفادة المشتركة ومنها في الجانب الاجتماعي وتوفير الفرص الوظيفية للشباب وايجاد فكر مرن بعيد عن البيروقراطية الحكومية.
وبين مدير هيئة الشباب أن أهم ركيزة لتحقيق رؤية (كويت جديدة) هو الثروة الشباب، معربا عن تفاؤله بقدرة المشاريع الشبابية على المنافسة العالمية بما ينعكس عائده على المجتمع الكويتي بأكمله.
واشار إلى أن ٢٩ شركة استثمارية بدأت بفكرة ثم تحولت إلى مبادرة ثم إلى مشاريع، منوها بالتعاون مع صندوق المشاريع الصغيرة لتبني مشاريع الشباب.
وأكد أن موقع مجلس الأمة ومن خلال (ساهم في التشريع) ستكون من أكثر الوسائل التي ستفعل الافكار الشبابية على ارض الواقع.
ودعا جميع الشباب الى التقدم الى مجلس الشباب في الهيئة ليكون مساهما في صناعة القرار وان يكون سفيرا للكويت في المحافل الدولية.
واعتبر أنه تطور ملحوظ أن نرى شبابا في مجلس الأمة وفي المناصب الحكومية، الأمر الذي يدعو إلى تشجيع الشباب للمشاركة، مؤكدا تفاؤله بالوصول إلى رؤية الكويت ٢٠٣٥ بالشراكة مع القطاع الخاص.
بدورها، قالت مؤسسة ورئيسة برنامج الوعي الوطني نور الهويدي إن عنوان البرنامج وإقامته بمجلس الأمة ومسرح يحمل اسم صاحب السمو كلها معاني تدعو للفخر والاعتزاز.
وبينت الهويدي أنها رأت رد جزء من جميل الوطن من خلال مشروع الوعي الوطني الذي يسعى لوضع انجاز على أرض الواقع ورسالته خلق جيل واع لسياسة وطنية حقيقية لمستقبل أفضل.
وذكرت أن البرنامج يعتمد على إقامة محاضرات توعية بتاريخ الكويت وعلاقة الحاكم بالمحكوم وتعليم الشباب الكويتي التوازن بين الحقوق والواجبات ومنها حقوق وواجبات الموظفين في القطاعين العام والخاص وأهم القوانين بالدولة.
وبينت أنه تمت الاستعانة بالقيادات في الداخلية والدفاع لترجمة القوانين للشباب الكويتي، مؤكدة أن أهم شرط لنجاح المشروع هو ترجمة ثلاثة أمور وهي الوعي والاحترام والانجاز.
ومن جهتها، أشادت استاذة العلاقات الدولية بجامعة الكويت النائبة والوزيرة السابقة د. معصومة المبارك بالحضور المتميز والمشاركين والمشاركات بالبرنامج.
وأكدت المبارك إعجابها بهذا البرنامج وصعوبة ما يجيش في الصدور عن الوطن وأهمية زرع الوعي الوطني الحقيقي وليس بالمجاملة.
وبينت ان الوعي الوطني حاجة ملحة ليس فقط في الكويت بل جميع الدول تسعى لتعزيز الوعي الوطني في النفوس، مشددة على أن الوطن ليس جنسية أو قطعة أرض بل ولاء وانتماء وتفاني في خدمة الوطن في السراء والضراء والعمل على رفع اسم الوطن في كل المجالات.
وشددت على ان الحاجة ماسة وضرورية لتعزيز تماسك المجتمع وتحريك كل الطاقات فيه وخصوصا الشباب الذين يمثلون الحاضر والمستقبل والدفاع عن الوطن وحدوده ووجوده وكرامته، داعية المبادرين بمواصلة جهودهم في إعداد نسخ أخرى للمشروع وتوسيع رقعة المستفيدين منه.
وأوضحت أن الدستور الأميركي يعلم للطلبة منذ الحضانة والروضة، مطالبة وزارة التربية بتطعيم المناهج بما يفقه الطلبة بالأمور المتعلقة بالدستور والقوانين.
وطالبت المواطنين بالعمل في الداخل والخارج لخدمة الكويت وأن يكونوا سفراء للكويت في سلوكياتهم وتصرفاتهم.
وأكدت أن صاحب السمو نموذج بارز بالعمل الوطني، مضيفة أن سموه عمل بإخلاص لإبراز اسم الكويت حتى حصلت الكويت على مركز العمل الانساني ولقب بسموه بقائد العمل الإنساني، وهذا بفضل العمل الانساني للكويت وقائدها على مدى عقود طويلة.
وأكدت أن هذا الامر يفرض على الكويتيين العمل لتعزيز هذه المكانة بالأعمال الانسانية.
وحذرت المبارك من خطورة تغليب الانتماءات الفردية والفئوية على الانتماءات الوطنية، مشيرة إلى أن البعض من الموظفين والمراجعين يعتمدون في مراجعاتهم في الدوائر الرسمية على الانتماءات الفردية وليس على حقوقهم وواجباتهم كمواطنين.
ومن جانبه، ألقى عبد العزيز العتيبي نيابة عن المشتركين في البرنامج كلمة أكد فيها أن مشروع الوعي الوطني حقق لهم الوعي في الكثير من الامور القانونية والدستور والحقوق والواجبات، معتبرا انها تجربة قيمة.
ورأى أن المواطنة بالفعل ليست وثيقة جنسية بل هي انتماء يتجسد بالأفعال والمحافظة على الكويت ودستورها وعكس صورة مشرفة للكويت في الداخل والخارج.
وتوجه بالشكر للقائمين على البرنامج على الجهود الكبيرة التي قاموا بها، منوها بحجم الفائدة والوعي الذي تحقق لدى المشاركين.
ومن ناحيته، أوضح الإعلامي عبد الوهاب العيسى أن الجيل الحالي وجد في ظروف صعبة في ظل تطورات إقليمية واقتصادية وتحديات مستقبلية كثيرة ومنها التوقعات بعجز الميزانية في المستقبل.
وبين أن الكويت نهضت وبدأت في ظل تحديات كالتي يواجهها الجيل الحالي، معربا عن ثقته بقدرة الجيل الحالي على ضمان ديمومة الكويت لثلاثمائة عام قادمة.
وأكد ان الكويت بشبابها وقطاعها الخاص قادرون على مواجهة التحديات ويجب ألا ينتظروا الحكومة والنواب لكسر الاحتكار وان ينطلقوا بأحلامهم في فضاء الحرية.
وبين أن كويت المستقبل لن تقوم الا بالمشروعات الصغيرة التي ستكون صمام الأمان لكويت المستقبل.
وفي الختام قامت النائبة والوزيرة السابقة د. معصومة المبارك بتكريم بعض الشخصيات والجهات المشاركة، كما قامت رئيسة المشروع نور الهويدي بتكريم الدكتورة معصومة المبارك.