صور مواقع التواصل الجميلة تؤثر سلبا على الحالة النفسية
مواقع التواصل الاجتماعي باتت كالسجن الذي حجزنا داخله بارادتنا، فهي الملجأ لنا في كل آن وكل حين لا يمكن تمضية اليوم من دونها.
وبات تصفح مواقع التواصل الاجتماعي اول شيء نفعله عندما نفتح اعيننا، وقبل ان نلقي تحية الصباح على احبتنا او نتناول القهوة. نسارع لمعرفة اخر الاخبار ومن علق او ترك بصمة اعجاب على صفحاتنا، واكثر ما يستهوينا على هذه المواقع هي الصور الجميلة سواء للطعام او رحلات السفر او الثياب والماكياج وغيرها.
ويبدو ان لهذه الصور الجميلة بعدا “غير جميل” يمكن ان ينعكس سلبا على الحالة النفسية للمرء، كون البعض قد يشعر بالنقص عندما يقارن نفسه وحياته مع الدرجة العالية من الجمال والمثالية التي تبدو عليها صور الاخرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
والحقيقة ان تلك الصور تتطلب وقتا طويلا للمونتاج والتعديل كي تظهر في تلك الصورة المثالية، الا اننا قلما ما نتنبه لهذا الامر ونجعل من هذه الصور مصدر تعاسة لنا. كونها تضغط علينا لجهة محاولة الوصول للمثالية الافتراضية، وفي حال عدم القدرة على تحقيق ذلك فاننا نصاب بالاحباط والاكتئاب.
انعكاس الصورالجميلة السلبي على الصحة النفسية
الصور الجميلة على مواقع التواصل الاجتماعي، هي ليست سوى فخ نقع فيه مرارا وتكرارا لكسب اعجاب واهتمام الاخرين بما نفعله في حياتنا والقدر الهائل من الجمال والمثالية التي نحاول اوهام انفسنا والاخرين بها، في حين انها قد تنقلب علينا وعلى الاخرين بتأثيرات سلبية حسبما يؤكد خبراء الطبي النفسي.
تأثير مواقع التواصل الاجتماعي السلبي على الصحة
ويشير خبراء علم النفس الى ان وهم العالم الافتراضي، له اعباء نفسية وجسدية كبيرة، خاصة لجهة الاثبة بالاحباط من كمالية حياة الاخرين فيما ينظر البعض لحياتهم على انها عادية ومملة وخالية من اي معنى.
وعندما يقيس الشخص سعادته في الحياة الواقعية بالسعادة التي تعكسها صور وقصص الحياة الافتراضية، فانه يشعر بالنقص وعدم القدرة على تحقيق ذاته في اي مجال، وهو ما قد ينعكس سلبا لجهة جلد الذات والعزلة والوحدة وصولا الى الاكتئاب الشديد ومحاولة الانتحار.
ليس ذلك فحسب، بل ان منصات التواصل الاجتماعي باتت كمحكمة لا ترحم للكثيرين، حيث يتم اخضاع الناس لمحاكمات غير عادلة حول اوزانهم وثيابهم وطريقة وضعهم للماكياج وصولا للامور الاخطر والاعمق ومنها التذكير بالفشل والتدخل في الحياة الاجتماعية والزوجية وحتى الحميمة، ما يجعل المرء معرضا للتعنيف الدائم حتى من دون قصد.
ولا يمكن ان نغفل عن التأثير السلبي لمنصات التواصل الاجتماعي لجهة قلة الانتاجية وانعدام التركيز وعدم القدرة على التواصل الشفهي مع الاخرين. اضافة للاصابة بالارق وقلة النوم بسبب التركيز الدائم على الهواتف الذكية لمتابعة كافة المستجدات في الحياة الافتراضية.