أوبر تشتري كريم في صفقة بقيمة 3.1 مليار دولار للهيمنة بالشرق الأوسط
“رويترز” – تدفع أوبر تكنولوجيز العالمية لتطبيقات حجز السيارات 3.1 مليار دولار لشراء منافستها في الشرق الأوسط كريم، لتهيمن في منطقة شديدة التنافسية قبيل طرح عام أولي مرتقب
وقالت أوبر في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين إنها ستدفع 1.4 مليار دولار نقدا و1.7 مليار دولار في صورة أوراق قابلة للتحويل كي تستحوذ على كريم بالكامل. والاتفاق الذي طال انتظاره ينهي مفاوضات متقطعة على مدى تسعة أشهر ويمنح أوبر نصرا هي في أمس الحاجة إليه بعد أن تخارجت من عدة استثمارات في الخارج.
وقالت أوبر إن الأوراق القابلة للتحويل ستصبح أسهما في أوبر بسعر يعادل 55 دولارا للسهم وهو ما يزيد نحو 13 بالمئة على سعره في أحدث جولة تمويل قادتها مجموعة سوفت بنك قبل أكثر من عام.
وقالت الشركتان إن كريم ستصبح وحدة مملوكة بالكامل لأوبر لكن ستحتفظ بالعلامة التجارية الخاصة بها وتطبيقها، في البداية على الأقل. وسيستمر مؤسسو كريم، مدثر شيخة وماجنوس أولسون وعبد الله إلياس، في الشركة.
لكن ستجري تغييرات على مجلس إدارة كريم لتشغل أوبر ثلاثة مقاعد وكريم مقعدين. وسيضم المجلس شيخة الرئيس التنفيذي لكريم وأولسون. ورفض متحدث باسم أوبر الكشف عن أسماء من ستعينهم الشركة بمجلس الإدارة.
وبموجب الصفقة تستحوذ أوبر على حصص جميع المستثمرين الخارجيين في كريم وسيتحول سهم كريم إلى سهم في أوبر.
وجمعت كريم أقل من 800 مليون من مستثمرين وبلغت قيمتها ملياري دولار كما في أكتوبر تشرين الأول. ومن بين مستثمري كريم شركة صناعة السيارات الألمانية دايملر وشركة ديدي أكبر مزود لتطبيقات حجز سيارات الأجرة في الصين وشركة الإنترنت اليابانية راكوتين وشركة الاستثمار السعودية المملكة القابضة.
وقالت الشركتان إن من المتوقع إغلاق الصفقة في الربع الأول من 2020 ويعني ذلك أن الأثر سيظهر في أرباح أول ربعين تصدرهما أوبر كشركة مدرجة لكن من المحتمل الكشف عنه في إفصاح الطرح الأولي الذي من المتوقع ألا يقل تقدير قيمة الشركة فيه عن 100 مليار دولار.
ويخضع الاتفاق لموافقة الجهات التنظيمية بما في ذلك مسؤولو مكافحة الاحتكار في الدول التي تعمل بها كريم والتي قد تمنع إتمام الصفقة أو تحمل الشركتين على تعديل الشروط.
أشهر من المفاوضات
للاتفاق أهمية خاصة لأوبر بعدما أحاطت الشكوك بقدرتها على المنافسة كشركة تطبيقات سيارات أجرة بعد بيع أنشطتها في الصين وروسيا وجنوب شرق آسيا إلى منافسين محليين عقب تكبدها خسائر فادحة.
ووصف الرئيس التنفيذي لأوبر دارا خسروشاهي في بيان الصفقة مع كريم بأنها ”لحظة مهمة لأوبر“.
كانت أوبر حريصة على التوصل إلى اتفاق قبل أن تبدأ الشركة جولة ترويجية حيث تلتقي بالمستثمرين في أسواق الأسهم قبل الإدراج في بورصة نيويورك. وتتيح الصفقة لأوبر إعلان هيمنتها على منطقة نامية لتطبيقات سيارات الأجرة خارج الولايات المتحدة.
تعمل أوبر في أكثر من 70 دولة لكنها تواجه منافسة محتدمة في أمريكا اللاتينية والهند وقواعد صارمة في أوروبا.
وقالت مصادر لرويترز إن المحادثات بين الشركتين بدأت منذ الصيف الماضي على الأقل لكنها لم تصل لمرحلة جدية حتى نهاية العام. واحتدمت المنافسة بين الشركتين لسنوات لاجتذاب السائقين والركاب مما دفعهما لتقديم خصومات ودعم وخفض الأسعار بشكل مصطنع.
وعلى مدار العام الماضي توسعت كريم في أنشطتها سريعا وأطلقت خدمة توصيل طلبات ليرتفع تقييمها لنحو المثلين مما ضغط على أوبر لزيادة سعر عرض الشراء.
وقالت مصادر إن كريم بدأت تستطلع اهتمام المستثمرين بجولة تمويل جديدة قُرب نهاية العام الماضي حين تحركت أوبر بقوة لشراء الشركة.
تكنولوجيا الشرق الأوسط في دائرة الضوء
يأتي الاستحواذ بعد أن اشترت أمازون شركة سوق.كوم للتجارة الإلكترونية التي مقرها دبي مقابل 580 مليون دولار في 2017 بحسب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، مما يلقي الضوء على مشهد التكنولوجيا الوليد في الشرق الأوسط.
تأسست كريم في 2012، ولها حضور أكبر من أوبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان وتركيا حيث تعمل في 98 مدينة مقارنة مع حوالي 23 موقعا لأوبر.
وقال سام بلاتيس الرئيس التنفيذي لدى مينا كاتاليستس ”حدوث اندماج بين أوبر وكريم يسلط الضوء على الفرص الهائلة لتطبيقات حجز سيارات الأجرة في الشرق الأوسط“.
وقال ديفيد تشاو الذي شارك في تأسيس شركة الاستثمار دي.سي.إم والمستثمر في كريم ”هذا أول تخارج ’يونيكورن‘ في الشرق الأوسط وهو دليل على ما ينتظر المنطقة“. وشركات اليونيكورن هي الشركات الصاعدة البالغ رأسمالها مليار دولار أو أكثر.
ورحب بالصفقة مستثمرو الشرق الأوسط في كريم، ومن بينهم مجموعة الطيار السعودية والمملكة القابضة المملوكة للأمير السعودي الوليد بن طلال والاتصالات السعودية وصندوق إس.تي.في السعودي.
وقال الطيار إنها ستتخارج من الاستثمار مقابل 1.78 مليار ريال سعودي وتتوقع نتيجة لذلك ربحا إجماليا 1.34 مليار ريال في 2019.
وقالت المملكة القابضة إنها ستبيع حصتها مقابل 1.25 مليار ريال تشمل 564 مليون ريال نقدا وسندات قابلة للتحويل في أوبر بقيمة 685 مليون ريال.
وقالت الاتصالات السعودية التي استثمرت بشكل غير مباشر من خلال صندوق رأسمال مغامر تابع لها إنها ستحصل على 274 مليون ريال نقدا وفي صورة أوراق قابلة للتحويل.
وبلغت إيرادات أوبر العام الماضي 11.3 مليار دولار، وإجمالي الحجوزات 50 مليار دولار. لكن الشركة خسرت 3.3 مليار دولار، دون حساب مكاسب بيع وحداتها الخارجية في روسيا وجنوب شرق آسيا.