صحف ألمانية: لو نجح ترامب في الجولان سيأتي الدور على الضفة
انشغلت الصحف الألمانية في تعليقاتها باعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان والتصعيد مع حماس. وتناولت آثار ذلك كله على المنطقة والقضية الفلسطينية وموقف نتنياهو في الانتخابات وموقف حماس من الفشل في تحسين وضع سكان غزة.
ربطت صحف ألمانية في تعليقاتها بين اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، والانتخابات المزمعة في إسرائيل وعلاقة ذلك بالقضية الفلسطينية والصراع مع حماس وكذلك موضوع حل الدولتين.
وكتبت صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” تقول: “الموقف الاستراتيجي لن يتغير فيه شيء. (…) والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو ما إذا كان إعلان ترامب سيحقق المقصد المفترض، أي: مساعدة نتنياهو في الحملة الانتخابية. قطعاً، سيكون رئيس الوزراء الإسرائيلي ممتنًا في الوقت الحالي لأي عنوان رئيسي يصرف عنه (إلى حد ما) مزاعم الفساد الموجهة له. (…) ترامب، الذي لا يزال هناك من يستهين بإحساسه بالتوقيت السياسي، قد ضرب عصفورين بحجر واحد. فهو يدعم رجله في القدس، كما يمكنه أيضا أن يُلَمِّع نفسه من جديد في بلده (أمريكا) كصديق لإسرائيل، بينما يواجه الديمقراطيون حاليًا مشكلة تخص معاداة السامية “.
أما صحفية “راينبفالتس”، التي تصدر في لودفيغسهافن فقالت: “ترامب يقول الآن للعالم عليكم الاعتراف بأن مرتفعات الجولان تنتمي لإسرائيل “ولو نجح (ترامب) بخصوص ضم الجولان، فإن الخطوة القادمة ربما تكون الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية”. وتؤكد الصحيفة “كلا، هذا ليس حكيما، كما أنه مخالف للقانون الدولي”.
وتتحدث صحيفة “ميتلدويتشه تسايتونغ” من مدينة هاله عن “نهاية حل الدولتين” فكتبت تقول: “الاحتجاجات الغاضبة من تركيا وإيران وسوريا تعطي مؤشراً على تهديد بالمزيد من زعزعة استقرار المنطقة. خطوة ترامب تأتي لصالح المتطرفين الإسلامويين، والأسوأ هو أن الموافقة على ضم الأرض يمكن أن يشجع اليمين الإسرائيلي، بتحويل حلمهم، بضم الضفة الغربية المكتظة بالسكان، إلى واقع. وقد يكون ذلك النهاية الختامية لحل الدولتين وربما يتسبب في اندلاع حرب جديدة”.
أما أوغسبورغر ألغماينه فنبهت إلى أهمية الجولان بالنسبة لوجود إسرائيل وكتبت: “الملاحظة بعقلانية (تظهر أن) الرئيس الأمريكي يتبع السياسية الواقعية فقط: فلو تخلت إسرائيل عن الجولان لكانت أيامها معدودة. فسلسلة التلال على الحدود مع سوريا هي البوابة المثالية لأعداء إسرائيل، الميليشيات الإيرانية في سوريا والفيالق التي توجهها وكذلك حزب الله اللبناني، الذي تموله طهران أيضًا. على الرغم من أن الهجوم الصاروخي الأخير من قطاع غزة على تل أبيب يبدو أنه يشير إلى عكس ذلك: لم يعد الصراع الفعلي في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإنما بين إسرائيل وإيران- نظام يظهر بعدوانية متزايدة وله هدف واضح: إزالة إسرائيل من على الخريطة السياسية”.
ونبهت “هانوفرشه تسايتونغ” إلى خطورة قرار ترامب من عدة نواح، حيث كتبت تقول: “ضرب ترامب بالقانون الدولي عرض الحائط بشكل منفرد والتدخل بشكل صارخ في حملة انتخابية أجنبية، لا ينتهك كل قواعد الدبلوماسية فقط، وإنما هو قرار بغيض بشكل خاص، لأنه يتدخل لصالح سياسي مراوغ، مهدد الآن باتهامات في قضايا فساد وخيانة أمانة وغش. (سلوك ترامب) يشكل خصوصا مخاطر هائلة على الشرق الأوسط: فجيران إسرائيل سيشق عليهم قبول تحول الحدود دون رد فعل”.
“التصعيد لصالح نتنياهو وحماس”
وعن التصعيد بين غزة وإسرائيل كتبت صحيفة “شتراوبينغر تاغسبلات” تقول: “صاروخ قطاع غزة طار داخل البلاد ولم يتم اعتراضه من قبل منظومة الدفاع الجوي” القبة الحديدية “، وهذا يضع نتنياهو تحت ضغط، وقبل أسبوعين من الانتخابات يتساءل الكثيرون عما إذا كان أمن البلاد في يديه هو في أياد أمينة حقًا، أو ما إذا كان من الأفضل أن يتركه لمنافسه، الجنرال السابق بيني غانتس. وبإمكان نتنياهو أن يتباهي باعتراف ترامب بالجولان كأرض إسرائيلية، لكن ذلك سيجعل الوضع أكثر تعقيداً”.
أما صحيفة “فرانكفورتر روندشاو” فكتبت تقول: “بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستكون الانتخابات التي تجرى في 9 أبريل/ نيسان بمنزلة أكون أو لا أكون (…) ويمكن للصراع مع غزة أن يصنع السباق. وعلى كلٍ فالقضايا المرفوعة ضد نتنياهو جعلته في حالة من الذعر، لذلك كله ربما يميل إلى فرد اليد شديدة البأس في غزة، خاصة وأن الطلب بعدم السماح لحماس لتسبب ضيقا (لإسرائيل) بعد ذلك، يزداد شعبية بين الإسرائيليين. العلامات تشير إلى التصعيد. أما الفاتورة فيدفعها غالبا المدنيون الإسرائيليون والفلسطينيون.
غير أن “هيسيشه نيدرزيكسيشه الغماينه”، التي تصدر في مدينة كاسل نبهت إلى أن التصعيد قد يكون مناسبا من وجهة نظر حماس أيضا، فكتبت تقول: “بسبب الانتخابات البرلمانية المقبلة يقع نتنياهو تحت ضغط هائل خصوصا من قبل معسكره القومي المحافظ، من أجل أن يقوم أخيراً بإضعاف حماس بشكل حاسم. لأن المنظمة المسلحة، التي هي في الوقت نفسه الحزب الحاكم (في غزة)، هي من وجهة النظر الإسرائيلية المسؤول عن كل ما يحدث في غزة، حتى لو لم تكن هي من أطلق الصواريخ. نتنياهو، المرهق بسبب قضية فساد، يرى نفسه مطالبا الآن خصوصا بإظهار الصرامة. وحماس أيضا ربما يأتي التصعيد في الوقت الحالي مناسبا لها. فلا شيء يبدو الآن أكثر ملائمة من منظورها لتشتيت الانتباه عن فشلها الذاتي، من خلال إلقاء كل اللوم على العدو إسرائيل، ورميها بأنها السبب في العيش المزري لسكان الشريط الساحلي (غزة)”.