العاهل المغربي وبابا الفاتيكان يؤكدان اهمية الحوار بين الاديان لاحلال السلام
جاء ذلك في خطابين ألقاهما العاهل المغربي وبابا الفاتيكان خلال مراسم الاستقبال الرسمي الذي خصص للبابا في ساحة (مسجد حسان) بالرباط بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها البابا للمغرب.
ودعا العاهل المغربي في خطابه الى تعزيز الحوار بين الاديان السماوية لتظل “جسورا متميزة ونيرة” لافتا الى أن الديانات السماوية وجدت للانفتاح على بعضها البعض وللتعارف فيما بينها في سعي دائم للخير المتبادل.
وشدد على ان التطرف سواء كان دينيا أو غير ذلك مصدره انعدام التعارف المتبادل والجهل بالآخر موضحا ان التعارف المتبادل “يعني رفض التطرف بكل اشكاله” مشيرا الى ان التحديات في هذا الاطار “تستمد خطورتها من خيانة الرسالة الإلهية وتحريفها واستغلالها وذلك من خلال الانسياق وراء سياسة رفض الآخر”.
واشار الملك محمد السادس الى ان القيم التي ترتكز عليها الديانات التوحيدية تساهم في ترشيد التظام العالمي وتحسينه وفي تحقيق المصالحة والتقارب بين مكوناته.
واكد في هذا السياق حرص المغرب على التشبث الدائم بروابط “الأخوة التي تجمع ابناء ابراهيم عليه السلام كركيزة اساسية للحضارة المغرببة الغنية بتعدد وتنوع مكوناتها” لافتا الى التلاحم الذي يجمع ببن المغاربة بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم.
ومن جانبه دعا البابا فرانسيس في خطابه امام آلاف الحاضرين الى تعزيز الحوار بين الاديان والتعارف المتبادل ومواجهة التطرف من خلال تضامن جميع المؤمنين وكذا الدفاع عن حرية “المعتقد”.
واوضح ان التطرف الذي غالبا ما يقود الى العنف و”الارهاب” يمثل “اساءة الى الدين والى الله نفسه” مؤكدا اهمية توفير تنشئة ملائمة للقيمين الدينيين.
وكان البابا فرانسيس قد وصل الى المغرب في وقت سابق اليوم في اطار زيارة رسمية للمملكة تستغرق يومين بدعوة من العاهل المغربي أجرى خلالها مع الملك محمد السادس ووقعا معا على “نداء القدس” كما زار معهد المرشدين والمرشدات الدينيين.
وتأتي زيارة بابا الفاتيكان للمغرب بعد زيارته لدولة الامارات العربية المتحدة وبعد 34 عاما على زيارة يوحنا بولس الثاني التاريخية للمغرب عام 1985 حيث تم التوافق على تعزيز الحوار بين الاسلام والمسيحية وترسيخ قيم الامن والسلام والتعايش بين الشعوب والامم على اساس القيم والمبادئ الانسانية المشتركة.