ترامب داعماً للرئيس المصري للبقاء في السلطة: يؤدي مهمة عظيمة
(رويترز) – أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي ووصفه بأنه ”رئيس عظيم“ يوم الثلاثاء، رغم مخاوف مشرعين أمريكيين بشأن سجله في مجال حقوق الإنسان وسعيه للبقاء في السلطة حتى عام 2034 واعتزام مصر شراء أسلحة روسية.
واقترح البرلمان المصري تعديلات دستورية تهدف إلى السماح للسيسي بالبقاء في السلطة حتى عام 2034 في خطوة انتقدها مشرعون أمريكيون بارزون وجماعات حقوقية فضلا عن انتقادهم لقمع حقوق الإنسان في مصر.
ولدى سؤاله عما إذا كان يدعم جهود السماح للسيسي بالبقاء المحتمل في السلطة لخمسة عشرة سنة أخرى، أبلغ ترامب الصحفيين ”أعتقد أنه يؤدي مهمة عظيمة. لا أعرف شيئا عن هذه الجهود. يمكنني أن أبلغكم بأنه يؤدي مهمة عظيمة… رئيس عظيم“.
ووصل السيسي إلى السلطة بعد أن أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي عضو جماعة الإخوان المسلمين عام 2013 في أعقاب احتجاجات حاشدة على حكمه. وانتخب السيسي رئيسا في العام التالي.
وأشرف منذ ذلك الحين على حملة ضد المعارضة الإسلامية والليبرالية يصفها نشطاء بأنها الأسوأ في تاريخ مصر الحديث.
ولم يتطرق ترامب، الذي أشار إلى السيسي بأنه ”صديقي“، إلى مسألة حقوق الإنسان أثناء حديثهما مع الصحفيين.
وفي بيان صدر في وقت لاحق شدد على التزام ترامب تجاه مصر، أشار البيت الأبيض إلى المسألة في النقطة الخامسة قائلا ”تشجع الولايات المتحدة الحكومة المصرية على أن تفسح مجالا للمجتمع المدني وتحمي حقوق الإنسان“.
*الإشادة بالعلاقات مع مصر
لمصر، أكبر دولة عربية سكانا، أهمية استراتيجية للولايات المتحدة بسبب معاهدة السلام المبرمة مع إسرائيل وسيطرتها على قناة السويس وهي ممر مائي حيوي للتجارة العالمية والجيش الأمريكي.
وخصص الكونجرس الأمريكي 1.4 مليار دولار كمساعدات لمصر خلال العام المالي الجاري وهو نفس المبلغ الذي قدمه للقاهرة العام الماضي، بحسب تقرير لمؤسسة الأبحاث التابعة للكونجرس.
وبينما لا يزال هناك دعم مستمر للمساعدات لمصر، أبدى أعضاء بالكونجرس مخاوف بالغة بشأن ما ورد عن توقيع مصر صفقة بملياري دولار مع روسيا لشراء أكثر من عشرين مقاتلة سوخوي إس.يو-35 وأسلحة لهذه الطائرات.
ولم يرد ترامب على سؤال بشأن عزم مصر شراء الأسلحة الروسية وهو ما قد يعرض البلاد لعقوبات أمريكية. وقال ”تم إحراز تقدم كبير فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وأمور أخرى مع مصر“.
وأضاف للصحفيين بينما كان السيسي يقف إلى جانبه قبل الاجتماع في المكتب البيضاوي ”لم تكن لدينا علاقات أفضل بين مصر والولايات المتحدة مما نحن عليه الآن“.
ورد السيسي عبر مترجم ”أنا بوجه لفخامة الرئيس كل الشكر والتقدير على ذلك هذا الفضل يرجع لفخامة الرئيس ودعمه لمصر في المجالات المختلفة“.
وفي رسالة نشرت يوم الاثنين، قال أعضاء بارزون بمجلس الشيوخ أيضا إن مصر ”اعتقلت ظلما أكثر من 12 أمريكيا“ ودعوا للإفراج عنهم. كما أثاروا ”مخاوف بالغة بشأن تقلص الحقوق السياسية وحقوق الإنسان“.
ووقع على الرسالة الموجهة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، جيم ريش الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وكبير الأعضاء الديمقراطيين في اللجنة السناتور بوب مينيديز إلى جانب 15 عضوا آخر بالمجلس.
وخلال جلسة بالكونجرس، طلب باتريك ليهي، أكبر عضو ديمقراطي في لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، من بومبيو تفسير سبب المديح الذي يكيله ترامب لزعماء شموليين.
وقال ”ربما بوسعك أن تفسر لماذا يلقي ديكتاتور مثل الرئيس المصري السيسي الترحيب في البيت الأبيض. ولماذا يكال المديح للرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس التركي (رجب طيب) أردوغان باعتبارهم زعماء أقوياء ويُعامل ولي العهد السعودي (الأمير محمد بن سلمان) على أنه صديق وحليف لا يمكن الاستغناء عنه“.
وشكك بومبيو في أن إدارة ترامب تتعامل بحرص مع قضايا حقوق الإنسان وأشاد بتحركات مصر لدعم إسرائيل. وقال ”لم نكن خجولين بأي شكل“.
ولم يتسن الوصول للسفارة المصرية لطلب التعقيب.
وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب والسيسي ناقشا قضايا المياه. وجاء في البيان ”هذه القضايا المعقدة ينبغي تناولها من خلال المفاوضات وباحترام أفضل الممارسات الدولية“.
ولم يشر البيان إلى قضية محددة لكن مصر سبق وانتقدت السد الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل قائلة إنه سيقلص حصتها من مياه النيل والتي تحتاج إليها بشدة في الشرب والري والصناعة.