البرلمان اليمني يبدأ فصلا جديدا في ولايته تعزيزا للشرعية ومؤسساتها
“كونا” — استأنف البرلمان اليمني اليوم السبت جلساته برئاسة جديدة انتخبها في جلسة مكتملة النصاب ليبدأ فصلا جديدا ومختلفا في ولايته تعزيزا للشرعية ومؤسساتها الدستورية بعد أربع سنوات من التوقف الاضطراري الذي فرضه انقلاب ميليشيات الحوثي على الدولة ومؤسساتها بما فيها البرلمان.
وافتتح الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم أولى جلسات البرلمان اليمني التي عقدت في مدينة (سيؤون) بمحافظة (حضرموت) بحضور نائبه علي محسن صالح ورئيس الوزراء معين عبدالملك ورئيس البرلمان العربي مشعل السلمي ومبعوث امين عام مجلس التعاون الخليجي الفريق مدخل الهذلي وسفراء السعودية والامارات والبحرين وكوريا الجنوبية.
وعقد البرلمان جلسته الأولى بنصاب نيابي مكتمل وفقا للقانون الذي يشترط حضور (النصف+1) إذ حضرها (145) نائبا من أصل 301 بعد استبعاد الأعضاء المتوفين وعددهم 34 نائبا.
وانتخب أعضاء البرلمان بالإجماع سلطان البركاني رئيسا للمجلس كما انتخبوا ثلاثة نواب له وهم محمد الشدادي ومحسن باصرة وعبدالعزيز جباري.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح بارك هادي لليمنيين أول انعقاد دستوري صحيح لسلطتهم التشريعية منذ الانقلاب.
وأكد هادي أن اليمنيين استعادوا اليوم أهم مؤسساتهم في إحدى محطات نضالهم الطويلة لاستعادة حقوقهم المشروعة وعودة مؤسساته المسلوبة.
ودعا أعضاء مجلس النواب للقيام بدورهم التشريعي والرقابي في دعم السلطة التنفيذية لاستعادة الدولة وإنهاء “الانقلاب المشؤوم” وفضح الجرائم والكوارث التي تسببت بها ميليشيات الحوثي لليمنيين.
ودعا البرلمانيين المتغيبين للالتحاق بزملائهم للدفاع عن وطنهم “فلا يشرفهم البقاء خارج هذه المهمة”.
وعبر عن شكره للقيادة السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على كل الدعم والتسهيلات التي قدموها لانجاح عقد جلسات البرلمان. بدوره قال البركاني في كلمته ان اختيار (سيؤون) لعقد هذه الجلسات الاستثنائية جاء إعمالا للدستور والقانون بعدما صار من المستحيل عقدها في صنعاء التي حولتها ميليشيات الحوثي إلى “مرتع للعصابات والفوضى وترويع اهلها واذلال قادتها”.
وثمن الدور الأخوي الملتزم الذي تؤديه دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية لنجدة شعب تعرض لغزو العصابات القادمة من عصورٍ لا تنتمي إلى قوانين الإنسانية والحياة المعاصرة.
وشدد البركاني على استعادة الدولة والاصرار على تحقيق الانتصار الحاسم والنهائي على الانقلاب.
ودعا جماعة الحوثي الى أن تجنح إلى السلم وتتخلى عن العنف وأن تتحول الى مكون سياسي يمارس وجوده وحقوقه وفقا لمحددات القانون والدستور ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأكد عدم القبول بالانتقاص من سيادة الشعب اليمني على أرضه.
من جانبه ثمن رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي مشاركة النواب اليمنيين في هذه الجلسة التاريخية رغم الأعمال العدوانية التي قامت بها ميليشيات الحوثي ضد ممتلكات النواب وأسرهم.
وشدد على ضرورة العمل على تجريم هذه الأعمال ومحاسبة مرتكبيها.
وأشار الى أن البرلمان العربي لم يدخر جهدا في دعم سيادة وأمن واستقرار اليمن وسلامة شعبه ووحدة أراضيه وكان الملف اليمني بندا دائما على جدول أعماله.
ولفت إلى اصدار البرلمان العربي العديد من القرارات دعما للحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية بشأن تهديدات ميليشيات الحوثي لأمن دول الجوار ورفض تجنيد الأطفال والزج بهم في ساحات القتال.
وفي السياق هنأ السفير السعودي لدى اليمن محمد سعيد الشعب اليمني بانعقاد جلسة مجلس النواب بعدد فاق النصاب القانوني.
واعتبر ذلك خطوة تؤكد عزيمة الشعب اليمني على استعادة دولته وانهاء مشروع الميليشيات الحوثية المدعومة من ايران.
وأشار إلى أن دعوة الرئيس هادي ورئيس البرلمان للحوثيين للسلام والعمل كمكون سياسي ورفض ومواجهة ايران أعطت قوة وزخما يشير الى الجدية والرغبة الصادقة في استعادة الدولة وإعطاء الفرصة للعملية السياسية رغم توفر القوة.
بدوره أثنى السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر على جهود الرئيس هادي والحكومة اليمنية والتي تكللت بالافتتاح الناجح للدورة البرلمانية.
واعرب عن أمله أن تؤدي الإصلاحات التي تم الإعلان عنها إلى برلمان أقوى وأكثر تمثيلا لجميع اليمنيين، وأن تلعب دورا رئيسيا في إعادة إعمار اليمن.
ولفت إلى أن هذه الجلسة البرلمانية ترمز إلى التقدم في العملية السياسية التي ستقود الطريق نحو المصالحة الوطنية والتي يمكن أن تنهي الصراع وتضمن مستقبلا أكثر إشراقا لجميع اليمنيين.
يذكر أن مجلس النواب الحالي انتخب في ابريل 2003 لمدة ست سنوات تعذر بعدها اجراء الانتخابات عام 2009 بفعل الأزمات السياسية والأحداث التي شهدتها البلاد وصولا لانقلاب ميليشيات الحوثي على الدولة والشرعية عام 2014 وتبعاته المستمرة حتى اليوم.