اليابان تعيد افتتاح رمز لإعادة الإعمار بمساعدة الكويت
“كونا”.. أعادت اليابان اليوم السبت افتتاح مجمع رياضي لكرة القدم باعتباره رمزا لإعادة الإعمار بعد تعرضها لكارثة طبيعية في 2011 وذلك من خلال مشروع ترميم ضخم قدمت فيه الكويت مساهمات كبيرة.
وأقيم حفل إعادة افتتاح (جي فيلدج) التي تعد أحد أكبر مجمعات كرة القدم في المنطقة الشمالية الشرقية في اليابان بحضور الأميرة اليابانية هيساكو ووزير التعمير هيروميتشي واتانابي وسفير الكويت لدى اليابان حسن زمان بالاضافة إلى شخصيات أخرى.
واضطرت السلطات اليابانية إلى إغلاق المجمع الذي يمتد بين مدينتي (ناراها) و(هيرونو) في عام 2011 جراء زلزال قوي بلغت شدته حوالي تسع درجات على مقياس ريختر تبعه موجات مد بحري عاتية (تسونامي) ما أدى إلى سقوط حوالي 20 ألف شخص بين قتيل ومفقود بالإضافة إلى حدوث انهيارات في منشآت نووية.
ولا يبعد المجمع سوى 20 كم فقط من محطة (فوكوشيما دايتشي) النووية المتوقفة عن العمل ونتيجة لذلك تم تعليق انشطة مجمع (جي فيلدج) المختص بتدريبات كرة القدم حتى يوليو الماضي عندما أعيد فتحه جزئيا بعد توقف دام سبع سنوات.
وفي أعقاب الكارثة وبتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قدمت الكويت تبرعا بخمسة ملايين برميل من النفط الخام بقيمة حوالي 500 مليون دولار للمساعدة في إعادة الإعمار بعد الزلزال في المناطق الأكثر تضررا بما فيها (فوكوشيما).
ووجهت محافظة (فوكوشيما) 4ر15 مليار ين ياباني (حوالي 138 مليون دولار) من المساعدات إلى العديد من المشروعات مثل دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة المتضررة من الحادث النووي وترميم الممتلكات الثقافية وإعادة بناء منازل ضحايا الكارثة.
ووفقا لحكومة محافظة (فوكوشيما) فإنها خصصت تبرع الكويت بنحو ثلاثة مليارات ين ياباني (نحو 27 مليون دولار) لترميم (جي فيلدج) من خلال بناء مبنى جديد يتكون من ثمانية طوابق واستمرار الأنشطة الترويجية للقرية لإعادة افتتاحها.
ويتم عرض لوحة تحمل امتنانا للكويت في المجمع تقول “أصبح هذا المشروع ممكنا بالتبرع الذي قدمته الكويت من خلال جمعية الصليب الأحمر الياباني للتعافي من زلزال شرق اليابان الكبير وتسونامي في عام 2011.” وقال حاكم (فوكوشيما) ماساو أوشيبوري في كلمة القاها خلال الحفل إن (جي فيلدج) افتتحت لأول مرة في عام 1997 كأول مركز تدريب كرة قدم وطني في اليابان وعملت على تشجيع الرياضة وتنشيط المنطقة المحلية حيث تم استخدامه كمعسكر تدريبي للفريق الوطني الياباني لكرة القدم لكأس العالم وللبطولات الوطنية المختلفة وللمعسكرات التدريبية لمختلف الفرق الكبرى وجذب حوالي نص مليون شخص سنويا حتى وقوع الأزمة النووية عام 2011.
وستقام أولمبياد طوكيو العام المقبل تحت شعار (أولمبياد إعادة الإعمار) وسط مساعي من الحكومة اليابانية لإظهار جهود إعادة إعمار البلاد من كارثة 2011 أمام العالم.
واشار أوشيبوري إلى أن (جي فيلدج) ستكون نقطة انطلاق الشعلة الأولمبية مضيفا “سنكون سعداء بإرسال رسالة في الداخل والخارج تفيد بأنه يمكن التغلب على أي صعوبات”.
ومن جانبه أكد وزير التعمير هيروميتشي واتانابي أن اليابان تتقدم بثبات على طريق إعادة الإعمار مشيرا إلى انه “بعد الانطلاق من (جي فيلدج) ستسير الشعلة في جميع أنحاء البلاد وأتمنى أن تصبح الشعلة الأولمبية لمحة عن الأمل لتضيء المناطق المنكوبة”.
وعلى صعيد متصل أعرب سفير الكويت لدى اليابان حسن زمان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بعد الحفل عن سعادته بالمشاركة في الحفل التاريخي بدعوة من محافظ فوكوشيما قائلا “حدث اليوم فرصة ممتازة ويسعدنا أن نساعد في إعادة إعمار اليابان”..
واضاف “أن تبرع الكويت لليابان الذي تم تقديمه بمبادرة من صاحب السمو أمير البلاد لعب دورا مهما في تحقيق إعادة فتح (جي فيلدج)” مشيرا إلى أن مساهمات الكويت تأتي كونها دولة صديقة لليابان.
وبعد الافتتاح الكامل أصبحت مرافق (جي فيلدج) متاحة للاستخدام على مساحة 49 هكتارا بما في ذلك 10 ملاعب لكرة القدم وستاد يتسع لنحو خمسة آلاف شخص وملعب للتدريب يمكن استخدامه في جميع الأحوال الجوية وقاعة للمحاضرات بالإضافة إلى مبنى سكن مخصص.