أهم الأخبارمحليات

الغانم: روسيا تمثل ثراء الشرق والغرب وثراء التنوع البشري والمخزون الثقافي الهائل وثراء الشعر والرواية والقصة والموسيقى والعلم والتحدي

اكد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الامة‭ ‬مرزوق‭ ‬الغانم‭ ‬ان‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬وروسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬يرتبطان‭ ‬بعلاقات‭ ‬صداقة‭ ‬متميزة‭ ‬وأواصر‭ ‬ثقة‭ ‬متبادلة‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬مستوى‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬لتصل‭ ‬الى‭ ‬علاقات‭ ‬شراكة‭ ‬وتكامل‭.‬

وقال‭ ‬الغانم‭ ‬ان‭ ‬العلاقات‭ ‬الكويتية‭ ‬الروسية‭ ‬التي‭ ‬دشنت‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٦٣‬‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬اوج‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬اجواء‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬القسمة‭ ‬على‭ ‬اثنين‭ ( ‬فأنت‭ ‬اما‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ) ‬في‭ ‬اشارة‭ ‬الى‭ ‬صعوبة‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬الكويتية‭ ‬انذاك‭ .‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬القاها‭ ‬الرئيس‭ ‬الغانم‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬للمجلس‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الروسي‭ (‬الغرفة‭ ‬الاعلى‭ ‬للبرلمان‭ ‬الروسي‭) ‬وذلك‭ ‬بمناسبة‭ ‬الزيارة‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الغانم‭ ‬والوفد‭ ‬المرافق‭ ‬له‭ ‬حاليا‭ ‬لموسكو‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬من‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الفيدرالي‭ ‬فالنتينا‭ ‬ماتفيينكو‭.‬

وقال‭ ‬الغانم‭ ‬‮«‬‭ ‬منذ‭ ‬ذاك‭ ‬اليوم‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الروسية‭ ‬الكويتية‭ ‬وحتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬،‭ ‬والى‭ ‬أن‭ ‬يشاء‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬ظلت‭ ‬الكويت‭ ‬وروسيا‭ ‬ترتبطان‭ ‬بعلاقات‭ ‬صداقة‭ ‬متميزة‭ ‬،‭ ‬وأواصر‭ ‬ثقة‭ ‬متبادلة‭ ‬‮«‬‭ .‬

واضاف‭ ‬‮«‬‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬جهتنا‭ ‬نعترف‭ ‬ان‭ ‬مستوى‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬،‭ ‬لتصل‭ ‬الى‭ ‬علاقات‭ ‬شراكة‭ ‬وتكامل‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬واجبنا‭ ‬اليوم

كبرلمانات‭ ‬وممثلين‭ ‬للشعبين‭ ‬الروسي‭ ‬والكويتي‭ ‬‮«‬‭ .‬

وقال‭ ‬الغانم‭ ‬‮«‬‭ ‬زيارتنا‭ ‬اليوم‭ ‬،‭ ‬نوليها‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬تدشين‭ ‬علاقات‭ ‬أكثر‭ ‬متانة‭ ‬ورسوخا‭ ‬،‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬علاقات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬،وعلاقات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتنسيق‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬علاقات‭ ‬ثقافية‭ ‬وفنية‭ ‬وأكاديمية‭ ‬ورياضية‭ ‬وغيرها

لأننا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نستفيد‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬روسيا‭ ‬الناعمة‭ ‬من‭ ‬جامعاتها‭ ‬وكياناتها‭ ‬العلمية‭ ‬والتعليمية‭ ‬من‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الرياضية‭ ‬والشبابية‭ ‬من‭ ‬بناها‭ ‬التحية‭ ‬ثقافيا‭ ‬وفنيا‭ ‬‮«‬‭ .‬

وقال‭ ‬‮«‬‭ ‬أنا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬تامة‭ ‬،‭ ‬بأن‭ ‬الأفضل‭ ‬قادم‭ ‬بيننا‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬ادراك‭ ‬الجانبين‭ ‬بأهمية‭ ‬علاقاتنا‭ ‬الثنائية

وايمانا‭ ‬بحرص‭ ‬قيادتينا‭ ‬،‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬،‭ ‬وسمو‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬الاخذ‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الكويتية‭ ‬الروسية‭ ‬،‭ ‬الى‭ ‬مجالات‭ ‬أرحب‭ ‬وأوسع‭ ‬،‭ ‬لتصبح‭ ‬نموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬‮«‬‭ .‬

وتطرق‭ ‬الغانم‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬الى‭ ‬التواصل‭ ‬التاريخي‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وبين‭ ‬الروس‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬اخرى‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يفصل‭ ‬بين‭ ‬الفضاءين‭ ‬الإسلامي‭ ‬والروسي‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬ان‭ ‬مناطق‭ ‬التداخل‭ ‬الجغرافي‭ ‬والتاريخي‭ ‬والثقافي‭ ‬بينهما‭ ‬متشابكة‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬يصعب‭ ‬معه‭ ‬ان‭ ‬ترسم‭ ‬حدوده‭ ‬بدقة‭ ‬‮«‬‭.‬

واستدرك‭ ‬الغانم‭ ‬‮«‬‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬،‭ ‬يظل‭ ‬السؤال‭ ‬،‭ ‬لماذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬حواجز‭ ‬،‭ ‬وقلة‭ ‬اندماج‭ ‬،‭ ‬وتفهم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬،‭ ‬وصور‭ ‬متخيلة‭ ‬غير‭ ‬دقيقة‭ ‬،‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬؟‭ ‬عن‭ ‬الشرق‭ ‬الأسطوري‭ ‬الخرافي‭ ‬المترع‭ ‬بقصص‭ ‬الصحراء‭ ‬والسحر‭ ‬والعجائب‭ ‬وعن‭ ‬روسيا‭ ‬الجليدية‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬روح‭ ‬‮«‬‭ .‬

وتساءل‭ ‬الغانم‭ ‬‮«‬‭ ‬كيف‭ ‬تسنى‭ ‬لأمتين‭ ‬عظيمتين‭ ‬متجاورتين‭ ‬أن‭ ‬تعيشا‭ ‬غربة‭ ‬الفهم‭ ‬للآخر‭ ‬،‭ ‬وتنظرا‭ ‬لبعضهما‭ ‬للأسف‭ ‬،‭ ‬بالعين‭ ‬الكولونيالية‭ ‬الغربية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬اختزلت‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬القسوة‭ ‬والخشونة‭ ‬والإرهاب‭ ‬والتخلف‭ ‬،‭ ‬واختزلت‭ ‬الروس‭ ‬في‭ ‬البرودة‭ ‬والانكفاء‭ ‬وغموض‭ ‬العزلة‭ ‬؟‭ ‬‮«‬‭ .‬

واضاف‭ ‬‮«‬‭ ‬وسؤالي‭ ‬التالي‭ ‬الملحق،‭ ‬ماذا‭ ‬فعلنا‭ ‬نحن‭ ‬كعرب‭ ‬ومسلمين‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬،‭ ‬وكروس‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬،‭ ‬لننفض‭ ‬غبار‭ ‬هذه‭ ‬الغربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بيننا‭ ‬؟،‭ ‬وهي‭ ‬بالمناسبة‭ ‬غربة‭ ‬افتراضية‭ ‬وغير‭ ‬حقيقية‭ ‬‮«‬‭ .‬

واستطرد‭ ‬الغانم‭ ‬‮«‬‭ ‬أقول‭ ‬غير‭ ‬حقيقية‭ ‬لأننا‭ ‬كأبناء‭ ‬للحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬،‭ ‬وبرغم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬،‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬وعينا‭ ‬الجمعي‭ ‬،‭ ‬القبسات‭ ‬القرآنية‭ ‬عند‭ ‬بوشكين‭ ‬،‭ ‬وشهرزاد‭ ‬عند‭ ‬كورساكوف‭ ‬،‭ ‬والحاج‭ ‬مراد‭ ‬عند‭ ‬تولستوي‭ ‬،‭ ‬وآلاف‭ ‬الثيماتالإسلامية‭ ‬والعربية‭ ‬والإنسانية‭ ‬عموما‭ ‬في‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬الروسي‭ ‬‮«‬‭ .‬

وقال‭ ‬مستدركا‭ ‬‮«‬‭ ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬قاتل‭ ‬الله‭ ‬السياسة‭ ‬،‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬أرادت‭ ‬لنا‭ ‬كعرب‭ ‬ومسلمين‭ ‬ان‭ ‬نكون‭ ‬وقودا‭ ‬لعداء‭ ‬دائم‭ ‬وتخاصم‭ ‬مستمر‭ ‬،‭ ‬طيلة‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬للجميع‭ ‬أخطاؤه‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭ ‬المختلفة‭ ‬،‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬أرادت‭ ‬ان‭ ‬تقطع‭ ‬كل‭ ‬حبال‭ ‬الوصل‭ ‬الإنساني‭ ‬،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مناطق‭ ‬اتفاق‭ ‬او‭ ‬اختلاف‭ ‬،‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬حقنت‭ ‬وعينا‭ ‬الجمعي‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬،بكل‭ ‬الصور‭ ‬المشوهة‭ ‬عن‭ ‬الانسان‭ ‬،‭ ‬وقرينه‭ ‬الآخر‭ ‬‮«‬‭ .‬

وتطرق‭ ‬الغانم‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬الى‭ ‬ملف‭ ‬الارهاب‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬‭ ‬ان‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬الكويت‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتعددة‭ ‬،‭ ‬وربما‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬الملفات‭ ‬الحاحا‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬ملف‭ ( ‬الإرهاب‭ ) ‬وهو‭ ‬ملف‭ ‬متحرك‭ ‬ومتغير‭ ‬،‭ ‬عابر‭ ‬للثقافات‭ ‬والقارات‭ ‬،‭ ‬وغير‭ ‬محصور‭ ‬برقعة‭ ‬جغرافية‭ ‬بعينها‭ ‬‮«‬‭ .‬

واضاف‭ ‬‮«‬‭ ‬هو‭ ‬الارهاب‭ ‬الذي‭ ‬طالنا‭ ‬،‭ ‬وطال‭ ‬روسيا‭ ‬،‭ ‬وطال‭ ‬قارات‭ ‬العالم‭ ‬كلها‭ ‬،‭ ‬ولطالما‭ ‬تحدثنا‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬التعاطي‭ ‬الشامل‭ ‬مع‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬،‭ ‬وعدم‭ ‬اللجوء‭ ‬فقط‭ ‬الى‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬المحضة‭ ‬،‭ ‬وضرورة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬جذورها‭ ‬ومسبباتها‭ ‬بشكل‭ ‬عميق‭ ‬‮«‬‭ .‬

وقال‭ ‬‮«‬‭ ‬ان‭ ‬اليأس‭ ‬والفقر‭ ‬،‭ ‬وغياب‭ ‬الأمل‭ ‬وضياع‭ ‬الهوية‭ ‬،‭ ‬والتباينات‭ ‬الطبقية‭ ‬وغياب‭ ‬الحكم‭ ‬الرشيد‭ ‬،‭ ‬والقمع‭ ‬والظلم‭ ‬وشيوع‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والتعنصر‭ ‬،‭ ‬كلها‭ ‬محركات‭ ‬ومحفزات‭ ‬لظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬‮«‬‭ .‬

واوضح‭ ‬الغانم‭ ‬‮«‬‭ ‬عند‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الإرهاب‭ ‬،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتعاطى‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬العوامل‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬وبطريقة‭ ‬جدية‭ ‬‮«‬‭ .‬

وقال‭ ‬‮«‬‭ ‬ان‭ ‬أولى‭ ‬علاجات‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬هو‭ ‬الإحساس‭ ‬بالعدل‭ ‬واشعار‭ ‬الانسان‭ ‬بأنه‭ ‬محمي‭ ‬،‭ ‬وبأنه‭ ‬مهم‭ ‬،‭ ‬وبأنه‭ ‬الوسيلة‭ ‬والغاية‭ ‬معا‭ ‬،‭ ‬اشعار‭ ‬الانسان‭ ‬بأنه‭ ‬مندمج‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬معزول‭ ‬وبانه‭ ‬متشابه‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬مختلف‭ ‬عنه‭ ‬وبأنه‭ ‬كامل‭ ‬الحقوق‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬يعاني‭ ‬عقد‭ ‬النقص‭ ‬والتهميش‭ ‬والاضطهاد‭ ‬‮«‬‭ .‬

واضاف‭ ‬‮«‬‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬المشاعر‭ ‬مفقودة‭ ‬عند‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬،‭ ‬ولعل‭ ‬أكثر‭ ‬منطقة‭ ‬تتجلى‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬المشاعر‭ ‬السلبية‭ ‬هي‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬،‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬تسلب‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬طفولتهم‭ ‬ومن‭ ‬الشباب‭ ‬طموحاتهم‭ ‬وتطلعاتهم‭ ‬ومن‭ ‬النساء‭ ‬حقهن‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬،‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬يوميا‭ ‬،‭ ‬استهداف‭ ‬البشر‭ ‬والشجر‭ ‬والحجر‭ ‬‮«‬‭ .‬

وقال‭ ‬الغانم‭ ‬‮«‬‭ ‬هناك‭ ‬تتجلى‭ ‬سياسة‭ ‬الكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬،‭ ‬هناك‭ ‬تتم‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬،‭ ‬ممارسات‭ ‬التهميش‭ ‬والالغاء‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتراث‭ ‬،‭ ‬هناك‭ ‬يتعامى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬ويغض‭ ‬الطرف‭ ‬،‭ ‬وكأن‭ ‬لا‭ ‬شي‭ ‬يحدث‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬‭ .‬

وقال‭ ‬الغانم‭ ‬‮«‬‭ ‬وما‭ ‬دمت‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬مأساة‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬عاما‭ ‬،‭ ‬أجد‭ ‬لزاما‭ ‬علي‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬على‭ ‬اننا‭ ‬نتطلع‭ ‬دوما‭ ‬الى‭ ‬مواقف‭ ‬متقدمة‭ ‬وداعمة‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬عربية‭ ‬،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬تشغل‭ ‬فيه‭ ‬روسيا‭ ‬مقعدا‭ ‬دائما‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬محفل‭ ‬أممي‭ ‬آخر‭ ‬‮«‬‭ .‬

وقال‭ ‬‮«‬‭ ‬نحن‭ ‬نتوقع‭ ‬دائما‭ ‬موقفا‭ ‬روسيا‭ ‬مبدئيا‭ ‬وصلبا‭ ‬إزاء‭ ‬قضايانا‭ ‬العربية‭ ‬المختلفة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬،‭ ‬ولعل‭ ‬آخر‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬الروسي‭ ‬الواضح‭ ‬والمبدئي‭ ‬الذي‭ ‬نتطلع‭ ‬اليه‭ ‬دائما‭ ‬ونتوقعه‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬الأحادي‭ ‬بسيادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬هضبة‭ ‬الجولان‭ ‬السورية‭ ‬المحتلة‭ ‬‮«‬‭ .‬

واضاف‭ ‬‮«‬‭ ‬ان‭ ‬الموقف‭ ‬الروسي‭ ‬القاطع‭ ‬برفض‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الأحادي‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬محل‭ ‬تقديرنا‭ ‬وامتناننا‭ ‬،‭ ‬لأننا‭ ‬ننظر‭ ‬لروسيا‭ ‬كثقل‭ ‬سياسي‭ ‬عالمي‭ ‬،‭ ‬وعليها‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬والامن‭ ‬الدوليين‭ ‬‮«‬‭ .‬

وكان‭ ‬الغانم‭ ‬قد‭ ‬استهل‭ ‬خطابه‭ ‬امام‭ ‬المجلس‭ ‬الفيدرالي‭ ‬الروسي‭ ‬بتحية‭ ‬روسيا‭ ‬والشعب‭ ‬الروسي‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬،‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬حضرة‭ ‬الثراء‭ ‬،‭ ‬ثراء‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬معا

ثراء‭ ‬التنوع‭ ‬البشري‭ ‬من‭ ‬الباسيفيكي‭ ‬الى‭ ‬البلطيق‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬أقصى‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬الكوكب‭ ‬الى‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‭ ‬ثراء‭ ‬المخزون‭ ‬الثقافي‭ ‬الهائل‭ ‬والضخم‭ ‬لروسيا‭ ‬،‭ ‬ثراء‭ ‬الشعر‭ ‬وبوشكين‭ ‬،‭ ‬ثراء‭ ‬الرواية‭ ‬وديستيوفسكي،‭ ‬ثراء‭ ‬القصة‭ ‬وتشيخوف‭ ‬،‭ ‬ثراء‭ ‬الموسيقى‭ ‬وتشايكوفسكي‭ ‬،‭ ‬ثراء‭ ‬العلم‭ ‬والتحدي‭ ‬وغاغارين‭ ‬‮«‬‭ .‬

وقال‭ ‬‮«‬‭ ‬ولأنك‭ ‬في‭ ‬حضرة‭ ‬هذا‭ ‬الغنى‭ ‬الثقافي‭ ‬،‭ ‬فأنت‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬تحية‭ ‬اعجاب‭ ‬وتقدير‭ ‬وثناء‭ ‬لهذه‭ ‬الأمة‭ ‬الثرية‭ ‬،‭ ‬روسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬‮«‬‭.‬‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.