حل لغز تحرك القطب المغناطيسي الشمالي بسرعة كبيرة
“ديلي ميل”.. يحمي المجال المغناطيسي للأرض الكوكب من الإشعاع الشمسي القاتل والمدمر، ومن دونه يمكن للرياح الشمسية تجريد الأرض من محيطاتها وجوها، لكن هذا المجال المغناطيسي للكوكب ليس ثابتا.
ويشير نموذج جديد إلى أن أسرار المجال المغناطيسي تقع عميقا تحت السطح، حيث يختلط كل من النيكل السائل والحديد في لبّ الأرض الخارجي.
وتوضح الدراسة الجديدة أن الحركة المتموجة للمعادن السائلة في اللب الخارجي تخلق المجال المغناطيسي الذي ترتكز عليه الأقطاب المغناطيسية الشمالية والجنوبية.
وعندما تكون هناك تغييرات في توزيع المعادن السائلة، فإنها تؤدي إلى تغييرات في المجال المغناطيسي كذلك، ما يؤثر على هجرة القطب الشمالي المغناطيسي، والذي كان يتحرك بوتيرة متسارعة في السنوات الأربعين الماضية بمعدل 30 ميلا في السنة.
وتصعب طبيعة المجال المغناطيسي على العلماء التنبؤ بسلوكه وتطوره، وهو أمر ضروري للأنظمة الملاحية والأنشطة البشرية الأخرى.
وتجعل الهزات المغناطيسية الأرضية، التي تشير إلى التغيرات المفاجئة في المجال المغناطيسي للأرض، الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للعلماء لتتبع حركة الحقل.
ولذلك، قامت مجموعة من العلماء الآن، بتقديم نموذج جديد لهذه التحولات غير المتوقعة.
ومن خلال الدراسة التي نشرت في مجلة “Nature Geoscience”، استخدم الباحثون أجهزة كمبيوتر عملاقة لمحاكاة ظروف لب الأرض والتنبؤ بتطور المجال المغناطيسي، وتقدم النتائج التي توصلوا إليها، تفسيرا محتملا للهزات غير المتوقعة في المجال المغناطيسي.
وطور معدا الدراسة والجيوفيزيائيان، جوليان أوبرت وكريستوفر فينلاي، المحاكاة الحاسوبية بحسابات بلغت قيمتها 4 ملايين ساعة.
ووجد العالمان أن هناك جيوبا عرضية من الحديد السائل الساخن والخفيف في القلب. وعندما تكون هذه الجيوب أكثر سخونة وأخف وزنا من السائل المحيط، فإنها ترتفع بسرعة وتطلق موجات مغناطيسية تسبب الهزات المغناطيسية الأرضية المفاجئة.
ويعتقد أوبرت وفينلاي أن طراز الكمبيوتر الخاص بهم يمكن أن يساعد في التنبؤ بالهزات المغناطيسية الأرضية وتأثيراتها على تطور المجال المغناطيسي.