ماليزيا تبحث عن فرص لدخول الأسواق العالمية للأزياء المحتشمة
«كونا»: تشهد تجارة الأزياء المحتشمة اهتماما ملحوظا في الأسواق ومنصات الموضة العالمية بشكل متسارع الامر الذي حدا بالشركات في ماليزيا الى البحث عن فرص لإثبات نفسها في هذه التجارة المتنامية.
ولا تقتصر الازياء المحتشمة على النساء فحسب بل ان للرجال أيضا نصيب من اهتمام شركات الأزياء في العالم وإن كان بشكل أقل لأنهم لا يخضعون لقيود عديدة مقارنة بالنساء.
وفي هذا السياق يقول مدير قسم أنماط الحياة في هيئة تنمية التجارة الخارجية الماليزية أبوبكر يوسف إن «هذه الأزياء تعتبر احد القطاعات المهمة في صناعة الحلال بعد قطاع الأغذية والمشروبات».
وأضاف خلال منتدى (الأزياء المحتشمة) الذي عقد ضمن أعمال (المعرض الدولي للحلال) الذي اقيم اخيرا في ماليزيا «لقد أدركت الدول الغربية أهمية هذه الأزياء من خلال النزعة الاستهلاكية والقوة الشرائية للحلال حيث تتسابق شركات عالمية معروفة للحصول على مكانة في هذا القطاع وهو ما يحتم إيجاد علامات تجارية إسلامية بارزة في عالم الموضة والأزياء».
وأشار إلى أن الأزياء المحتشمة تعد من القطاعات الناشئة والمهمة في صناعة الحلال إلى جانب قطاع السياحة الحلال والعلامات التجارية العالمية مضيفا أن ذلك يدل على مدى تغير الأنماط السلوكية والاستهلاكية للمسلمين وإقبال غير المسلمين إلى هذه الصناعة.
من جهتها قالت مديرة المنتدى ماهاني واني في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاحد أن ماليزيا لديها جميع الإمكانيات في دخول الأسواق العالمية للأزياء المحتشمة وذلك لما تتمتع به من ثقافات متعددة تساعدها على إنتاج تصميمات إبداعية في هذا المجال.
وأوضحت واني أن أقمشة (الباتيك) المستخدمة في ملابس الأعراق الملايوية والصينية وكذلك الساري الهندي ستكون محط أنظار الأزياء الماليزية المحتشمة موضحة ان بلادها تمتلك نظاما بيئيا مواتيا لترويج تلك الأزياء في الأسواق العالمية.
وحول مفهوم الأزياء المحتشمة رأت واني أن «بعض النساء يفضلن عدم إظهار أجزاء من جسدهن ويردن تغطيتها بطريقة أنيقة من مبدأ الموضة الأخلاقية» مضيفة أن هذا التوجه لفت العديد من مصممات الأزياء وحفزهن على إنتاج الأزياء المحتشمة.
وأشارت إلى أن القوة الشرائية والاستهلاكية لتلك الأزياء جعلتها من الأسواق الواعدة في الموضة العالمية مفيدة أن بعض الدراسات توقعت أن تصل قيمة تجارة الأزياء المحتشمة إلى حوالي 484 مليار دولار في غضون السنوات المقبلة.
وأضافت أن الأزياء المحتشمة هي نوع من انواع الأزياء التي ليست حكرا على المسلمين فحسب بل تشمل غير المسلمين أيضا.
اما المحاضر في كلية الأزياء بالجامعة التكنولوجية الماليزية فيزرال حميد قال في تصريح مماثل ل (كونا) ان الأزياء المحتشمة تعتبر واحدة من تصنيفات عديدة في صناعة الأزياء العالمية موضحا أن هذه الموضة قد تظهر وتختفي حسب النزعة الاستهلاكية تماما مثل موضة ملابس الشوارع أو الملابس الرسمية.
وأشار حميد إلى أن جمال الأزياء المحتشمة نابع من معتقد ديني يحث على الاحتشام معتبرا بأن تحويل هذا المعتقد إلى موضة هي قيمة مضافة في عالم الأزياء تجني من ورائها الشركات مليارات الدولارات في جميع أنحاء العالم.
وأكد أن هذه الأزياء تستهدف السوق العالمي وليس الإسلامي فحسب حيث لم تعد مجرد التزام ديني بل أصبحت رمزا عالميا للإبداع في اختيار أنماط الحياة التي تمس البشر موضحا أن الغرض من الفنون والأزياء هو التعريف بهوية التصميمات والقصة الإبداعية التي تقف وراءها.
يذكر ان الإنفاق في الأزياء الإسلامية جاء في المرتبة الثانية ضمن قائمة إنفاق المسلمين على أنماط الحياة العامة لعام 2017 حيث بلغت 270 مليار دولار من أصل القائمة البالغة 1ر2 تريليون دولار وذلك وفقا لتقرير الاقتصاد الإسلامي العالمي لعام 2017-2018.
وتصدرت الأغذية والمشروبات قائمة إنفاق المسلمين على أنماط الحياة العامة بقيمة 3ر1 تريليون دولار وفي المرتبة الثالثة جاء الإعلام والترفيه بقيمة 209 مليار دولار ثم السياحة والسفر بقيمة 177 مليار دولار ثم المستحضرات الطبية بقيمة 87 مليار دولار ثم مستحضرات التجميل بقيمة 61 مليار دولار.
وكانت ماليزيا استضافت معرض الحلال الدولي (ميهاس) ال 16 خلال الفترة مابين 3 وحتى 6 أبريل الجاري بمشاركة أكثر من 1000 شركة من 40 دولة تستعرض وتقدم حوالي 5ر1 مليون منتج وخدمة متعلقة بصناعة الحلال.