الحكيم: الكويت أول من وقفت مع شعبنا في التغيير والتحرير
(كونا) -— أكد رئيس تحالف الإصلاح والإعمار ورئيس تيار الحكمة الوطني في العراق عمار الحكيم أن الكويت من أوائل الدول العربية التي وقفت مع الشعب العراقي في مرحلة التغيير والتحرير.
وأبدى الحكيم في لقاء مفتوح نظمته جمعية الصحفيين الكويتية مع وسائل الإعلام المحلية والعربية اليوم الأحد الرغبة في دخول الكويت حكومة وقطاعا خاصا للمشاركة في حصة من السوق العراقي الواعد.
وقال إن الكويت تتمتع باعتدال ومرونة كبيرة في سياساتها وعلاقاتها مع جميع الدول آملا قيام الكويت بدور في تخفيف حدة التوتر في المنطقة وتجنيبها مزيدا من الحروب والنزاعات وعدم الاستقرار.
ولفت إلى قدرة الكويت والعراق على بناء علاقات وتعاون ثنائي كبير بشتى المجالات وتجاوز الكثير من المشاكل والعراقيل بوجود القيادة السياسية الكويتية متمثلة بسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ومد الجسور بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
وشدد على الإرادة العراقية السياسية والرغبة في تقوية العلاقات مع الكويت مشيرا إلى أنه تلمس خلال زيارته الحالية للكويت تفاؤلا كبيرا من كل المسؤولين الكويتيين الذين التقى بهم وأن هناك تطورا مهما يحصل في مستوى العلاقات بين البلدين.
وعبر الحكيم عن سعادته والوفد المرافق له في هذه الزيارة السنوية في شهر رمضان المبارك للكويت ولقاء القيادة السياسية الكويتية وكبار المسؤولين في الدولة والتباحث حول أهم القضايا السياسية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وذكر أن العراق يخرج من عنق الزجاجة وآخذ في التعافي بعد انتصاره على ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بقواته المسلحة التي أصبحت أكثر خبرة بالتصدي لمثل هذه التحديات.
وأضاف أن العراق الواثق من نفسه يخرج من عنق الزجاجة بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبه في حربه مع ما يسمى تنظيم (داعش) من أجل تحرير الأرض والدفاع عن العرض وحقق هذا الهدف السامي بتحرير كامل الأراضي العراقية وطرد عناصر التنظيم الى الخارج.
وبين أن المدن العراقية من شمال البلاد إلى جنوبها أزالت الكثير من مظاهر التشدد الأمني المتمثلة في الجدران الأسمنتية والحواحز الأمنية وأصبح الناس يزاولون حياتهم بشكل طبيعي وفتحت المنطقة الخضراء أمام الزائرين بعد إغلاقها حوالي ستة عشر عاما.
وأوضح أن القوات المسلحة العراقية استطاعت تفكيك وإزالة البنية التحتية والمنظومة التي كان ما يسمى تنظيم (داعش) يشن هجماته من خلالها مثل مخازن الأسلحة ومصانع العبوات والأحزمة الناسفة إضافة الى منظومات استيراد المئات من العناصر المقاتلة والانتحارية التي كان يستقطبها التنظيم الإرهابي.
وقال الحكيم إن حالة الأمن التي بدأت تعم أرجاء العراق شجعت رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال الراغبين في الاستثمار على طرق الأبواب والتحدث جديا مع المسؤولين العراقيين لإتاحة الفرصة للاستثمار الأجنبي ومنح تسهيلات بهذا الشأن.
وأشار إلى أن الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إلى إيران والسعودية ومصر ثم إلى فرنسا وألمانيا أفضت إلى توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية والعقود بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.
وبين أن الحكومة العراقية وقعت في وقت سابق عقدا مع إحدى الشركات الألمانية قيمته 14 مليار دولار لتوفير 11 ألف ميغاوات من الكهرباء للعراق خلال مدة أربع سنوات اضافة الى عقد مع إحدى الشركات النفطية الأمريكية بقيمة 53 مليار دولار “وهذه العقود والاتفاقيات تستهدف التنمية والبنى التحتية للعراق وتوفير فرص العمل”.
وأشار إلى أن القوى العراقية تنطوي اليوم تحت تحالف إصلاح وإعمار تشترك فيه قوى سياسية من كل المكونات العراقية بعد معاناة طويلة من الاصطفافات الفئوية التي أضرت بالعراق سنوات طويلة إضافة إلى تحالف آخر هو تحالف البناء ويتميز أيضا بنفس التنوع السياسي ولكل منهما توجهه السياسي ومشروعه الوطني الخاص.
وبين أن ارتفاع أسعار النفط وتقليل الإنفاق العسكري سيؤديان إلى توفير موازنات مطلوبة للحكومة العراقية من أجل الإنفاق على المشاريع التنموية وإعادة اعمار المدن المحررة وغيرها من الاولويات وعلى رأسها مكافحة الفساد.
وأشار الحكيم الى الرغبة الاقليمية والدولية من الدول العربية والاتحاد الأوروبي وأمريكا وروسيا في المشاركة في المشاريع التنموية والاقتصادية العملاقة في العراق. مشددا على رغبة العراق في الانفتاح والسير بعملية خلق توازن في علاقاته الاقليمية والدولية وبناء منظومة علاقات استيراتيجية وثابتة في شتى المجالات.
واعتبر أن التصعيد الحاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران يمثل “هاجسا كبيرا للعراق ولدول المنطقة” مبينا أن لدى العراق “علاقات مهمة واستراتيجية مع هذين البلدين وهو يحاول توظيفها لتخفيف حدة التوتر بينهما وإيجاد سبل ومنافذ أخرى لحل هذه الأزمة الحاصلة وتجنيب المنطقة كوارث الحروب والنزاعات”.