رئيسة وزراء بريطانيا تنهي بتنحيها جدلا سياسيا أثر على “بريكسيت”
(كونا) – أنهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الجمعة بإعلانها التنحي عن زعامة حزب المحافظين الحاكم في السابع من الشهر المقبل فصلا طويلا من الجدال السياسي أثر سلبيا على إتمام خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت).
وجاءت خطوة تنحي ماي غير مفاجئة لأنها أعلنت في مارس الماضي انها ستتقدم باستقالتها من رئاسة الوزراء شريطة موافقة البرلمان على مسودة (بريكسيت) الا ان ذلك لم يحدث وتم رفض خطتها في ثلاث مداولات متتالية.
وقالت ماي في خطاب تنحيها ان البلاد بحاجة الى قيادة جديدة تتولى ملف (بريكسيت) برؤية أخرى للخروج باتفاق يحفظ مصالح البلاد بعد ان فشلت بإقناع البرلمان بالموافقة على خطتها.
واضطرت ماي الى طلب تمديد موعد الخروج الرسمي الذي كان مقررا في 29 مارس الماضي الى 12 ابريل الماضي ثم الى 31 اكتوبر المقبل حيث أصر النواب على رفض الاتفاق بصيغته الحالية بسبب الخلافات المرتبطة بمستقبل التجارة والجمارك عبر الحدود الإيرلندية التي تتمتع بوضع خاص.
وزادت الضغوطات بعد ذلك على ماي وتوالت الدعوات لها بالاستقالة بعد تعرض حزبها لخسائر كبيرة في انتخابات تجديد المجالس المحلية في إنجلترا وإيرلندا الشمالية التي جرت الأسبوع الماضي.
وشهدت حكومة ماي استقالة أكثر من عشرة وزراء منذ العام الماضي بسبب الخلافات المرتبطة بالخروج وكان من أبرز هؤلاء الوزراء وزير الخارجية بوريس جونسون ووزير الخروج من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيس وخليفته دومينيك راب وأحدثها وزيرة الدولة لشؤون البرلمان أندريا ليدسوم.
ويعني اعلان ماي استقالتها من زعامة حزب المحافظين الحاكم فتح الباب على مصراعيه لاختيار الحزب خليفة لها يتولى زعامة الحزب وتلقائيا رئاسة الوزراء.
بيد ان عملية اختيار الزعيم القادم لحزب المحافظين التي من المتوقع أن تبدأ في العاشر من يونيو المقبل ستجري في فترة لا تقل عن ستة أسابيع تبقى فيها ماي رئيسة الوزراء حتى يتم اختيار الحزب الزعيم الجديد.
ومن المتوقع ان تشهد خلافة ماي منافسة شرسة من مجموعة من أعضاء الحزب المخضرمين يتقدمهم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون وهو أحد كبار داعمي حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) ويحظى بدعم عدد كبير من أعضاء الحزب الحاكم.
ومن الاسماء المرشحة لخلافة ماي كذلك وزراء الخارجية جيريمي هانت والصحة مات هانكوك والبيئة مايكل غوف الى جانب وزيرة الدولة لشؤون البرلمان السابقة أندريا ليدسوم.
ويرى متابعون للشأن البريطاني فرصة نجاح بوريس جونسون هذه المرة بالفوز بسباق زعامة المحافظين كبيرة بعد ان انسحب عام 2016 ليفسح المجال امام تيريزا ماي لخلافة ديفيد كاميرون الذي استقال بعد قرار البريطانيين دعم (بريكسيت) في استفتاء 2016.
ومن المعروف ان ماي كانت من الجناح المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي وحاولت من خلال خلفيتها السياسية تحقيق اتفاق يحقق نتائج استفتاء 2016 ويبقى في الوقت نفسه على روابط وثيقة مع الاتحاد الأوروبي.
بيد ان هذه السياسة التي اثبتت فشلها وعدم شعبيتها داخل حزب المحافظين وأفقدتها دعم تحالف الديمقراطيين الوحدويين في ايرلندا الشمالية تبدو الآن بطاقة رابحة في يد الجناح المؤيد للخروج ولو بدون اتفاق مع بروكسل والذي يتزعمه بوريس جونسون.
وقد يؤدي تولي جونسون زعامة الحزب ورئاسة الوزراء الى تغيير جوهري في تعاطي الحكومة المقبلة في المفاوضات مع الأوروبيين وقد يعجل ذلك بخروج بريطانيا حتى قبل تاريخ ال31 من اكتوبر المقبل سواء بتعديل الاتفاق القائم او بإلغائه كلية.