إسبانيا.. الاشتراكيون يعززون هيمنتهم السياسية والشعبيون يصمدون
(كونا) — أظهرت نتائج رسمية اليوم الاثنين فوز الحزب الاشتراكي الاسباني في الانتخابات الأوروبية والإقليمية والبلدية التي أجريت معززا هيمنته على الخريطة السياسية الاسبانية بعد فوزه في الانتخابات العامة في أبريل الماضي. وجاء ذلك الانتصار بطعم المرارة لأن الاشتراكيين بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز فقدوا جوهرة التاج وهي بلدية العاصمة (مدريد) التي كانت يقودها ائتلاف يساري بدعم اشتراكي خلال السنوات الأربع الماضية.
وعجز الاشتراكيون عن انتزاع حكومة منطقة (مدريد) التي تتمتع بالحكم الذاتي من يدي الحزب الشعبي اليميني الذي يهيمن عليها منذ 25 عاما وذلك انه على الرغم من فوزهم في انتخابات المنطقة محققين 3ر27 بالمئة من الأصوات فإن التكتل اليميني المكون من الحزب الشعبي وحزب (ثيودادانوس) الليبرالي وحزب (بوكس) المتطرف يتجاوزن معا الأغلبية الساحقة المطلوبة في البرلمان الاقليمي.
وخسر الاشتراكيون منطقة (مدريد) في عام 1994 ولم يتمكنوا من استعادتها عقب ذلك وهي منطقة تخطى بموازنة تبلع 20 مليار يورو (4ر22 مليار دولار) ولديها صلاحيات شبه حصرية في قطاعات الصحة والتعليم والنقل. وأشارت النتائج التي أصدرتها وزارة الداخلية الاسبانية إلى أنه رغم ذلك فاز الحزب الاشتراكي في الانتخابات التي أجريت في 12 إقليما يتمتع بالحكم الذاتي وبعضها ذو أهمية رمزية كبيرة بالنسبة للشعبيين لكنه لن يتمكن من الحكم في ثلاثة منها على الأقل بسبب تفوق التكتل اليميني الثلاثي في برلماناتها من جهة وانحسار شعبية الائتلاف اليساري (أونيداس بوديموس) بشكل كبير مقارنة بمقارنة بانتخابات عام 2015 من جهة أخرى وهو الذي كان بإمكانه تقديم الدعم للاشتراكيين للقيادة معا. على الجانب الآخر تمكن الحزب الشعبي اليميني المحافظ من الحفاظ على ريادته للتكتل اليميني وعدم تراجع شعبيته لصالح حزب (ثيوادانوس) الليبرالي الموالي ليعزز بذلك زعامته للمعارضة على المستوى الوطني بعدما كان مني في الانتخابات العامة التي أجريت في أبريل الماضي بأسوأ نتيجة في تاريخه.
من جانب آخر أظهر حزب (بوكس) اليميني المتطرف الذي اخترق بقوة البرلمان الاسباني في أبريل الماضي تراجعا ملحوظا بعدما حصد 10 بالمئة من الأصوات في الانتخابات العامة في أبريل الماضي لكنه حقق ستة بالمئة من الأصوات في الانتخابات الأوروبية أمس الأحد.
لكن الحزب على الرغم من ذلك سيلعب دورا مهما في مساعدة الشعبيين على فرض حكمهم في عدد من الأقاليم والبلديات.
وبلغت المشاركة الانتخابية في الانتخابات البرلمانية الأوروبية 3ر64 بالمئة فيما بلغت 2ر68 بالمئة في الانتخابات البلدية و3ر67 بالمئة في الانتخابات الإقليمية.