وزير خارجية الإمارات: على المجتمع الدولي أن يتعاون لتأمين الملاحة الدولية
أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن من يحاول خلال الوقت الحالي أن يضعضع الاستقرار في المنطقة لا ينظر إلى الهدف الأسمى والأكبر فنحن دول تستطيع أن تضاعف من تطوير التنمية في منطقة الشرق الأوسط ولكن هناك أصوات التخلف والتطرف ومن يريد أن ينظر إلى الماضي ولا يريد أن ينظر إلى المستقبل، ومن يريد أن ينظر للنظرة العنصرية وليس للنظرة الإنسانية، ومن يعتقد أنه أفضل من الآخرين وأسمى منهم وأن تراثه أرقى من تراثهم.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نائبة رئيس الوزراء للإصلاح القضائي ووزيرة خارجية بلغاريا إيكاترينا زاهاريفا، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى بلغاريا إن “هذه الأنظمة الفاشية والفكر الفاشي من يريد تدمير منطقتنا ولذلك نحن نعتمد على أصدقاء مثل بلغاريا وأصدقاء عدة لنا في العالم ليس للمواجهة المسلحة ولكن للمواجهة الفكرية لنشر التنوير والتسامح ونشر النجاح.. فأكبر تحد لأهل الظلام هو النجاح.. فلنعمل سوياً”.
وأضاف أنه “تم التطرق خلال اللقاء إلى التطورات التي حدثت خلال الفترة الأخيرة سواء في منطقة الخليج العربي أو بحر عمان، إضافة إلى الهجمات التي وقعت على المملكة العربية السعودية من قبل الجماعات الحوثية عبر استهداف محطتي ضخ أنابيب النفط ومطار أبها المدني وما أسفر عنه الأمر من إصابة مدنيين”.
وتابع: “نحن في منطقة صعبة ولكن بها الكثير من الموارد الضرورية للعالم سواء كان غازاً أو نفطاً ونريد أن تكون تدفقات هذه الموارد آمنة وطبيعية من أجل استقرار الاقتصاد العالمي وأيضاً علينا أن نؤمن شعوبنا واقتصاداتنا”.
العمليات التخريبية
وأوضح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أنه “بالنسبة لنا فإن الهجمات التي وقعت على 4 ناقلات نفط داخل المياه الإقليمية لدولة الإمارات فالأدلة التي جمعناها نحن وزملاؤنا من دول أخرى تشير بوضوح إلى أنها عملية تفجير من خارج السفينة تحت مستوى المياه والتقنية التي تم استخدامها والتوقيت والمعلومات التي جمعت قبل العملية واختيار الأهداف بدقة بحيث لا يتم غرق أو تسريب نفط من هذه السفن.. هذه القدرات غير موجودة عند جماعات خارجة عن القانون.. بل عملية منضبطة تقوم بها دولة، ولكن إلى الآن لم نقرر أن هناك أدلة كافية تشير إلى دولة بالذات”.
وأكد أنه “على المجتمع الدولي أن يتعاون من أجل تأمين الملاحة الدولية وتأمين وصول الطاقة”، لافتاً إلى أن “المنطقة التي شهدت تفجيراً منذ أيام أو الشهر الماضي هي منطقة مليئة بالناقلات”.
وقال: “عندما وقع الاعتداء الشهر الماضي كان عدد السفن في تلك المنطقة التي حدث فيها التفجير نحو 184 سفينة بين سفن نفط وشحن وغيرها فهذا تهديد حقيقي للملاحة الدولية ..وعلينا أن نعمل سويا لتجنيب المنطقة التصعيد وإعطاء فرصة لصوت الحكمة”.
وأضاف وزير الخارجية الإماراتي: “علينا أن نعمل سوياً لنزع هذا الاحتقان وكنا نأمل أن تنجح مساعي رئيس الوزراء الياباني وأن تستمر المحاولات، فوزير خارجية ألمانيا كان متواجد قبل بضعة أيام في المنطقة ونأمل أن نرى إطاراً أوسع للتعاون مع إيران ونعتقد أن اتفاق “الخمسة زائد واحد” كان فيه خطآن، الخطأ الأول عدم مشاركة دول المنطقة في هذا الحوار وحماية هذا الاتفاق والخطأ الثاني عدم احتوائه لمواضيع مثل الصواريخ البالستية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.
وأشار إلى أن “الأمان الحقيقي للاستقرار يكون استقرار دول المنطقة مجتمعة بمظلة دولية لسبب أن المنطقة هي الشريان الأساسي للطاقة في العالم ولا نريد أن يكون هذا تكرار في المنطقة بين فترة وأخرى لكي نزدهر ونستقر”.
كما أوضح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن “العلاقة بين الإمارات وبلغاريا تقوم على الثقة وهناك رغبة وفرص لتطويرها وسنعمل جاهدين سوياً لتنميتها والبحث عن آفاق جديدة للتعاون”، مضيفاً “علينا العمل بجد من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين لاسيما في الجانب الاقتصادي والاستثماري والسياحي بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين”.