أبو الغيط: يؤكد أهمية الأسس السليمة للعلاقات مع دول الجوار
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اهمية أن تنطلق العلاقات العربية مع دول الجوار الجغرافي على أسس سليمة وأن تحتل أولوية رئيسة على أجندة الفكر الاستراتيجي العربي في جانبه النظري وتطبيقاته العملية.
جاء ذلك في كلمة لأبو الغيط اليوم الاثنين لدى افتتاح ندوة ينظمها البرلمان العربي تحت عنوان (نحو بناء استراتيجية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي).
وأكد ابو الغيط في هذا السياق أهمية مسألة التعامل مع دول الجوار الجغرافي على طاولة البحث الفكري والحوار العملي مبينا أن الحوار المباشر يعد السبيل الأنجع والجسر الأقصر “من حيث المبدأ”.
وشدد على أهمية تناول هذه “المعضلات جميعا بصورة تستجيب لشواغل الجميع وتحقق مصالح الجميع وعلى وجه التحديد مع الدولتين الجارتين للعالم العربي إيران وتركيا”.
واعتبر أبو الغيط أن “الدول العربية تأخرت كثيرا في تناول موضوع علاقاتها مع دول الجوار بصورة معمقة تتجاوز الجاري من الأحداث أو الطارئ من القضايا الى ما هو استراتيجي ومستقبلي وبعيد المدى”.
وأوضح أن أي تعامل مع الجوار الاقليمي لكي يكون نافعا ومجديا “لابد أن يسبقه اتفاق بين الدول العربية على أولويات أمنها القومي وتوافق واضح حول منطلقاتها الاستراتيجية الرئيسة”.
وعلى صعيد العلاقات العربية مع الجوار الأوروبي اشار ابو الغيط الى أن الحوار بين الجانبين مستمر منذ سبعينيات القرن الماضي في ظل مصالح راسخة وقواسم مشتركة وأطر مؤسسية ممتدة سواء على الصعيد المتوسطي أو الأوروبي العام.
واعتبر أن “اختراقا مهما” تحقق أخيرا بانعقاد القمة العربية – الأوروبية الأولى بشرم الشيخ في فبراير الماضي التي مهدت الطريق لحوار صريح وبناء يخاطب شواغل الطرفين مؤكدا ضرورة أن يشمل هذا الحوار قضايا تهم الطرفين وألا يتأسس على قضية بعينها كالهجرة غير النظامية.
وحول العلاقات مع الجوار الافريقي قال أبو الغيط انها “تحتاج الى دفعة تنشطها وتبث الحياة في أوصالها” مشيرا الى أن أربع قمم عربية – افريقية قد عقدت الى اليوم.
واعتبر العلاقات مع الجوار الافريقي “ما زالت بعيدة عن المستوى الاستراتيجي المأمول في ضوء كون عشر دول عربية أعضاء في الاتحاد الافريقي” مؤكدا أهمية الجوار الافريقي المتزايدة على الاصعدة الأمنية أو السياسية أو الاقتصادية.
وعن اسرائيل “بوصفها دولة جوار بيننا وبينها قضية واضحة ومحددة هي القضية الفلسطينية” أكد ابو الغيط قبولها “كطرف اقليمي طبيعي في حال اختارت السبيل الوحيد المعقول والمقبول من جانب الدول العربية لحل هذه القضية”.
وجدد التأكيد على ان الحل يتمثل في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية منوها بأن ذلك هو جوهر مبادرة السلام العربية.
وشدد على أنه “إذا ماطلت اسرائيل وراوغت من أجل قنص ثمار السلام من دون دفع ثمنه العادل فإن قبولها كطرف اقليمي نقيم معه علاقات طبيعية سيظل بعيد المنال”.