محتجون يهشمون نوافذ المجلس التشريعي في هونج كونج في ذكرى العودة للصين
(رويترز) – حاول محتجون اقتحام المجلس التشريعي في هونج كونج يوم الإثنين في الذكرى السنوية لعودة هونج كونج إلى حكم الصين، واستخدموا عربة معدنية صغيرة وأعمدة معدنية لتحطيم نوافذ المبنى وسط غضب إزاء مشروع قانون مثير للجدل يسمح بتسليم المشتبه بهم للصين لمحاكمتهم.
ووقف أكثر من مئة من أفراد الشرطة يرتدون الخُوذ ويحملون الهراوات خلف الزجاج المهشم بينما كانت مجموعة صغيرة من المحتجين تحطم النوافذ قبيل احتجاج مزمع بمناسبة ذكرى عودة المستعمرة البريطانية السابقة لحكم الصين في عام 1997.
وكانت الشرطة قد انقضت على محتجين في وقت سابق وضربت عددا منهم بالهراوات وهم يسقطون على الأرض، واستخدمت رذاذ الفلفل في محاولة لتفريق حشود تجمعت بالقرب من موقع يستعد مسؤولون لتنظيم مراسم فيه لإحياء الذكرى.
ووصل عدد المحتجين أحيانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إلى أكثر من مليون شخص خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم من كاري لام الرئيسة التنفيذية لهونج كونج المدعومة من بكين في أكبر تحد شعبي للرئيس الصيني شي جين بينغ منذ تولى منصبه عام 2012.
ويخشى المعارضون لمشروع قانون التسليم، الذي اضطرت الحكومة لتعليقه، من أن يكون تهديدا لحكم القانون في هونج كونج ويطالبون بإلغائه وبتنحي لام. ومن شأن مشروع القانون في حالة إقراره أن يسمح بإرسال أشخاص إلى البر الرئيس الصيني ليمثلوا أمام محاكم يسيطر عليها الحزب الشيوعي.
وعادت هونج كونج إلى الصين بموجب صيغة ”بلد واحد ونظامين“ والتي تتيح للإقليم التمتع بحريات لا ينعم بها الوطن الأم بما في ذلك حرية التظاهر ونظام قضائي مستقل.
وتنفي الصين التدخل ولكن كثيرين من سكان هونج كونج يعتبرون مشروع قانون التسليم أحدث خطوة في سعي حثيث نحو سيطرة الصين على الإقليم.
واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق بعض المتظاهرين، ومعظمهم طلاب يرتدون ملابس سوداء وخُوذ وأقنعة ويحملون مظلات.
وبدأ آلاف المحتجين في التجمع في متنزه فيكتوريا في درجات حرارة تصل إلى 33 درجة مئوية للمشاركة في احتجاج سنوي من المتوقع أن يجتذب حشودا كبيرة مع حالة الغضب من مشروع قانون التسليم.
وأصاب المحتجون مجددا بعض مناطق المدينة بالشلل إذ احتلوا شوارع بعد أن أغلقوها بحواجز معدنية وألواح خشبية.
وظهرت لام علنا لأول مرة منذ أسبوعين تقريبا في حفل لرفع العلم بمناسبة ذكرى تسليم هونج كونج لبكين بموجب اتفاق لضمان حكمها الذاتي.
وقالت لام، التي بدا عليها الإرهاق، إن الحكومة بحاجة لتغيير أسلوب الحكم وتعهدت بتقديم المزيد للشبان.
وأضافت ”ما حدث في الشهور القليلة الماضية أدى إلى خلافات ونزاعات بين الشعب والحكومة. جعلني ذلك أدرك، بوصفي سياسية، أن علي تذكير نفسي دوما بالحاجة لإدراك المشاعر العامة بدقة“.
وأدى الغضب من مشروع القانون إلى إحياء حركة احتجاج بعد أن فقدت الزخم عقب اخفاق مظاهرات مطالبة بالديمقراطية في 2014 في إجبار الصين على تقديم تنازلات وأدت إلى اعتقال مئات النشطين.
وأجبرت المظاهرات التي شهدتها هونج كونج في الآونة الأخيرة الحكومة على إغلاق مكاتبها في عدة مناسبات وأدت إلى حالة فوضى بسبب إغلاق المتظاهرين الطرق ومحاصرة المقر الرئيسي للشرطة.