ميركل تجلس على كرسي أثناء عزف النشيد الوطني غداة نوبة ارتجاف جديدة
(أ ف ب) – شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس على أنها تعتني بصحتها وذلك بعد بقائها جالسة على كرسي أثناء عزف نشيدين وطنيين خلال مراسم رسمية، في تعديل نادر للبروتوكول لتجنب تعرضها على ما يبدو لنوبة ارتجاف تكررت ثلاث مرات في أقل من شهر.
ووسط تساؤلات عن صحة ميركل بعد تعرضها لثلاث نوبات ارتجاف علنا في أقل من شهر، اختارت المستشارة عدم المجازفة.
وبعد استقبالها رئيسة وزراء الدنمارك الجديدة ميتي فريديريكسن في باحة مقر المستشارية، سارت ميركل مبتسمة مع ضيفتها إلى منصة حيث جلستا قبل عزف النشيدين الوطنيين.
وردا على أسئلة الصحافيين عما إذا كانت زارت الطبيب بخصوص نوبات الارتجاف وبشأن نتائج أي فحوص طبية، رفضت ميركل الخوض في التفاصيل.
وقالت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فريديريكسن “أولا يمكنكم اعتبار أنني أدرك مسؤوليات منصبي وبالتالي أتصرف وفقا لذلك في ما يتعلق بصحتي”.
وأضافت “ثانيا، يمكنكم القول إنني كإنسان، يهمني كثيرا شخصيا أن أكون بصحة جيدة وأن أعتني بصحتي”.
وقالت فريديريكسن التي كانت تقف إلى جانبها إنها وجدت المستشارة قوية كما كانت “قبل أن آتي إلى برلين اليوم”.
– تعايش مع الأمر
وجاء القرار غير العادي بوضع كرسيين خلال المراسم، غداة مراسم مماثلة شوهدت خلالها المستشارة وهي ترتجف للمرة الثالثة.
والأربعاء تعرضت ميركل لنوبة ارتجاف لدى عزف النشيدين الوطنيين خلال استقبال رئيس الوزراء الفنلندي انتي رين.
وبعد ساعة عقدت مؤتمرا صحافيا مقررا وقالت للصحافيين إن صحتها لا تدعو الى القلق.
وعزت الحادث إلى رد فعل نفسي متعلق بالقلق الناجم عن أول أزمة ارتجاف قبل أقل من شهر.
وقالت ميركل التي تتم الأسبوع المقبل عامها الخامس والستين “هناك تحسن ويجب أن أتعايش مع هذا الأمر لفترة”.
واضافت “تماما كما جاءت (نوبة الارتجاف) يوما ما ستذهب أيضا”.
ونوبة الارتجاف الأربعاء كانت واضحة وإن أقل شدة من النوبة الأولى في حزيران/يونيو.
يومذاك بدت ميركل تهتز واقفة تحت الشمس في منتصف النهار إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي كانت تقيم له مراسم استقبال.
ونسبت نوبة الارتجاف الأولى إلى التجفاف. لكنها تعرضت لنوبة ثانية بعد أسبوع في أواخر حزيران/يونيو، قبل ساعات قليلة من موعد إقلاع طائرتها إلى اليابان للمشاركة في قمة مجموعة العشرين.
وسعى المسؤولون للتقليل من أهمية الارتجاف المتكرر وشددوا على أن ميركل في صحة جيدة لكنهم رفضوا الرد على أسئلة مفصلة بشأن وضعها الصحي.
– إعطاء مؤشر
لكن العديد من وسائل الإعلام قالت إنه يتعين على ميركل أن تبدي مزيدا من الشفافية إذا أرادت الحد من التكهنات.
وقالت صحيفة سودويتشه تسايتونغ إن الشرح الذي قدمته ميركل يكشف “خشيتها من احتمال إثارة شكوك الناس بقوتها وقدرتها، وخصوصا أنها أقرت بأنها سمحت بأن تجرى لها فحوص. أي هي نفسها تساورها شكوك”.
وقالت إن على ميركل أن تقول بوضوح ما إذا كانت خضعت لفحوص طبية لمعرفة سبب نوبات الارتجاف.
واضافت “الأمر يتعلق بإعطاء مؤشر الى أنها تتعاطى مع صحتها بجدية”.
وعنونت بيلد أكبر الصحف الالمانية الخميس “الامر (الارتجاف) لا يتوقف” مع صورة لميركل وسط تساؤل وسائل الاعلام عن الوضع الصحي للمستشارة التي تحكم المانيا منذ نحو 14 عاما.
وكثيرا ما توصف ميركل بأنها الزعيمة الأكثر نفوذا في الاتحاد الأوروبي وأقوى نساء العالم. وكانت قد أعلنت انها ستنسحب من السياسة عندما تنتهي ولايتها في 2021.