زعماء دوليون يؤبنون الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي
(كونا) — أبن قادة تونس وفرنسا والجزائر وفلسطين وليبيا واسبانيا ومالطا اليوم السبت الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي الذي وافته المنية الخميس الماضي واقامت تونس جنازته الرسمية بمشاركة العديد من الشخصيات الدولية.
وفي هذا السياق افتتح الرئيس التونسي المؤقت محمد الناصر موكب التأبين الذي بثه التلفزيون التونسي الرسمي وقال في كلمة له “فارقتنا يوم عيد الجمهورية التي قضيت حياتك في خدمتها وصياغة مكاسبها والدفاع عن قيمها وبعد ان قضيت عمرا في خدمة الشعب والوطن والدولة”.
واضاف الناصر “ناضلت وأنت في عنفوان الشباب في صلب الحركة الوطنية الدستورية بقيادة زعيمها الراحل الحبيب بورقيبة ونجحت في مختلف المسؤوليات التي تقلدتها كوزير للداخلية وللخارجية والدفاع ومن ثم رئيسا لمجلس النواب”.
وشدد على ان الفقيد “تحمل مسؤوليات كبرى في تونس ليترك فيها اثرا لا يمحى وبصمات لا تنسى في نضال لا ينسى لترسيخ علوية القانون وهيبة الدولة .. كما كان رجل دولة بامتياز ومتحيزا لمبادئ الدولة ونجح في تأمين الانتقال الديمقراطي واستقرار تونس وتنظيم أول انتخابات حرة وديمقراطية فيها عام 2011″.
واكد الناصر ان السبسي كان حريصا على انجاح الخيار الديمقراطي وأن يكون الوفاق الوطني محركا لهذا الخيار كما نجح في خلق التوازن السياسي وأحدث تعديلا ايجابيا للمشهد السياسي ورسخ أسس الديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة”.
من جهته ألقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كلمة في موكب تأبين الرئيس الراحل بقصر قرطاج اكد فيها انه تعلم من مرافقة الرئيس الراحل الكثير وذلك لما يتميز به من حكمة وفطنة.
من جانبه قال الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح “إن الجزائريين والجزائريات يتقاسمون مع الشعب التونسي المصاب الجلل الذي الم بالعائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة” معتبرا “ان الفقيد هو خسارة للجزائر والعرب والمسلمين وكافة محبي السلام عبر العالم وليس خسارة لتونس فقط”.
وذكر بن صالح “عرفناه أيام المحنة وكان الى جانبنا وناصر قضيتنا.. وعرفناه بعد الاستقلال وكان من الذين هندسوا من أجل تمتين العلاقات بين البلدين” مضيفا “ربطتني به صلة قديمة آخرها بعد خروجه من المستشفى حيث تبادلنا وجهات النظر حول قضايانا المشتركة”.
بدوره تقدم رئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له بالتعازي الى عائلة الفقيد والى الشعب التونسي كافة “الذي فقدته الأمة العربية والإسلامية وفقدته فلسطين كتونس”. واشار عباس الى ان الرئيس التونسي الراحل “هو الذي حمى تونس وحافظ على استقرارها وديمقراطيها في أصعب الظروف وهو خليفة الحبيب بورقيبة رائد الواقعية السياسية في التاريخ المعاصر وصاحب الفضل في استضافة تونس للفلسطينيين على أرضها”.
واعرب في هذا المجال عن قناعته التامة بأن الشعب التونسي سيحافظ على الإرث الوطني الذي تركه كل من السبسي وبورقيبة لتونس “التي لها في قلوبنا منزلة خاصة ولا ننسى أبدا وقوفها مع فلسطين”.
من جانبه قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج “نستذكر كلمات الراحل بأننا نحن شعب واحد في بلدين .. لقد عمل ليلا ونهارا لخدمة بلاده”.
واضاف “لقد فقدنا احد العظماء الذين انجبتهم تونس .. الباجي قايد السبسي رجل ورمز لكل من لا يعرفه ويعرف مسيرته ونجاحاته في كل الميادين”.
يذكر ان الرئيس الباجي قايد السبسي وافته المنية الخميس الماضي في المستشفى العسكري بتونس العاصمة عن عمر ناهز 93 عاما.