محليات

“ذاكرة وطن”.. بوابة رقمية لخزائن التراث الثقافي الكويتي

(كونا) – لم تعد المكتبات مجرد مقرات وأرفف لحفظ الكتب ومطالعتها بالمفهوم “الكلاسيكي” إنما أصبحت في عصر الثورات التكنولوجية والتدفق المعلوماتي الهادر “بوتقة” لتجميع المعلومات لا سيما تلك المرتبطة بتراث الدول ونتاجها الثقافي والفني والعلمي وتأريخها ومن ثم إطلاقها في الفضاء الإلكتروني الرحب باعتبارها مصدرا موثوقا ومرجعا يمكن الارتكان إليه.

وفي حين باتت المنافسة على أشدها بين مختلف الجهات الرسمية والخاصة داخل الدولة الواحدة وجنوح الحكومات نحو “الرقمنة” و”المعاملات الإلكترونية” نظرا لما تضيفه من ميزات عمدت مكتبة الكويت الوطنية ذلك الصرح الثقافي الشامخ إلى خوض غمار المنافسة عبر مشروع ثقافي تكنولوجي ضخم أطلقت عليه اسم بوابة (ذاكرة وطن).

ويستهدف هذا المشروع الثقافي الذي أطلق في 11 يونيو الماضي توثيق وحفظ التراث والإنتاج الفكري والثقافي والإعلامي للكويت في مختلف أشكاله المقروءة والمسموعة والمرئية.

وتتسع المكتبة الرقمية التي خرجت للعلن خلال حفل افتتاح الدورة الثالثة للخبراء العرب والصينيين في مجال المكتبات ومراكز المعلومات لنحو نصف مليون كتاب يتم عرض ما نسبته خمسة في المئة فقط منها للمستخدمين من خارجها حفاظا على حقوق المؤلف التي تعد مكتبة الكويت الوطنية المسؤول الأول عن حمايتها وصونها.

وفي هذا الصدد قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل ل(كونا) اليوم الاثنين إن (ذاكرة وطن) تعد أبرز المشروعات الاستراتيجية للمكتبة الوطنية.

وأضاف العبدالجليل أن المكتبة الرقمية تأسست بغية التعريف بتاريخ الكويت عبر توفير العدد الأول من كل دورية محلية كاملا مع استكمال بقية الأعداد تباعا في المراحل القادمة من تطويرها.

وأوضح أن المكتبة تستهدف تقديم أفضل الخدمات للقاصدين والباحثين والدارسين لتعكس بذلك الصورة المشرقة للكويت التي عرفت بأنها بلد الثقافة والعلم والمعرفة انطلاقا من ريادتها في هذه المجالات.

وذكر أن الانتقال بمحتويات المكتبة إلى “الرقمنة” وخلق بيئة وقاعدة ثقافية تكنولوجية عبر استثمار ثورة المعلومات والاتصالات يعد أحد أهم الأهداف التي تأسست من أجلها (ذاكرة وطن) بالتعاون مع وزارة الإعلام و(الوطني للثقافة) ومركز البحوث والدراسات الكويتية وبنك الكويت المركزي وشركة نفط الكويت.

ولفت إلى أن العمل على هذا المشروع الضخم بدأ قبل نحو عامين بالتعاون مع إحدى أكبر الشركات المتخصصة في مجال خدمات المكتبات ومراكز المعلومات في منطقة الشرق الأوسط.

وأفاد بأنه أنه تم الاستعانة بهذه الشركة في وضع حجر الأساس للبنى التحتية لنظام “رقمنة المكتبة” وفق أحدث النظم التكنولوجية مع توفير البرامج اللازمة لتشغيل الماسحات الضوئية وتحميل الصور ومعالجتها.

وأشار العبدالجليل إلى أن التعاون مع الشركة المتخصصة المشار إليها آنفا شمل تدريب موظفي المكتبة على أعلى مستويات التدريب والتأهيل لتشغيل النظام والتعامل معه والعمل على تغذية المكتبة بالمصادر بشكل مستمر لضمان نموها.

ولفت إلى حرص مكتبة الكويت الوطنية على توافق نظام (ذاكرة وطن) مع جميع الأجهزة التي يمكنها الاتصال بالشبكة العنكبوتية (كمبيوتر مكتبي – أجهزة لوحية – نقال) لتحقيق هدفها بأن تكون أرشيفا متكاملا لجميع أوعية المعلومات مثل الكتب والمجلدات والموسوعات والدوريات الكويتية القديمة والنادرة والمخطوطات والوثائق التاريخية والخرائط التي ظهر فيها اسم الكويت ومن قبله (القرين) و(كاظمة) في جميع الأطالس العالمية بأعلى جودة.

وبالإضافة إلى العدد الضخم من الكتب والمطبوعات والمخطوطات تضم (ذاكرة وطن) في محتواها نحو نصف مليون صورة ومادة فيلمية سمعية وبصرية تعرض بالكامل ومجانا لجميع المستخدمين كما أنها توفر نظام تصفح واسترجاع المعلومات والبحث بوساطة الكلمات أو الجمل ضمن محتواها بما يساعد الباحثين والدارسين في بلوغ ضالتهم.

وتزخر المكتبة الرقمية بقسم خاص لمجموعات الإصدارات الوطنية من الطوابع البريدية “بدءا من أول طابع بريدي هندي حمل ختم الكويت عام 1923 مرورا بأول طوابع وطنية حملت صورة أمير البلاد الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح (1895 – 1965) وذلك في عام 1958 وما تلاها من إصدارات بريدية وثقت العديد من المناسبات والأحداث” بحسب المسؤول الثقافي.

وتحتوي المكتبة كذلك على قسم خاص بالعملات والنقود والمسكوكات التذكارية الوطنية الذهبية والفضية التي يصدرها بنك كويت المركزي في المناسبات الوطنية وجميعها نسخ طبق الأصل.

وحرصا من القائمين على مكتبة الكويت الوطنية لتوفير أقصى درجات الاستفادة من المشروع الوليد يسمح نظام المكتبة للمستخدمين من خلال قاعة (المطالعة الإلكترونية) تصفح محتوى الكتاب بالكامل أو تصوير أجزاء منه أو تحميلها لغرض “البحث والتعليم” وفقا للعرف الدولي الذي أقرته المنظمة الدولية للملكية الفكرية.

من جانبها قالت مسؤولة (المعمل الرقمي) في المكتبة اختصاصي أول تصنيف وثائق ومعلومات الدكتورة أمل عبدالوهاب ل(كونا) إن محتويات (ذاكرة وطن) صنفت بحسب النوع (كتب- مخطوطات- وثائق- خرائط… إلخ” وذلك بغية التسهيل على الباحثين والمهتمين.

وأضافت أن نافذة (ذاكرة وطن) تتميز بإتاحة استخدام تقنية التعرف الضوئي على الحروف (أو.سي.آر) التي تمكن المتصفح من البحث في المحتوى بالكلمة المطلوبة ومن ثم الوصول إلى الكتب والإصدارات التي وردت بها بما يسهل عملية البحث والقراءة بشكل كبير جدا.

وفي ما يتعلق بعمل (المعمل الرقمي) باعتباره المغذي الرئيس للمكتبة أفادت عبدالوهاب بأن المعمل يحتوي على أحدث أجهزة المسح الضوئي التي تسطتيع تصوير وتحميل نحو 3 آلاف صفحة في الساعة الواحدة.

وذكرت أن آلية العمل في المعمل تسير وفق منهجية محددة تبدأ بتصوير الكتب أو الخرائط أو المخطوطات عبر الماسحات الضوئية وتحميلها إلى البرنامج المخصص لتعديل وترميم الصفحة والتحكم في جودتها وألوانها وحجمها ومن ثم جمعها على هيئة كتاب رقمي بصيغة (بي.دي.إف) ورفعها في فضاء (ذاكرة وطن) ليبحر المتصفح في عالم من الفكر والثقافة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.