قطار المساعدات الكويتية ينطلق من البوسنة الى إيران
(كونا) – واصلت مؤسسات الكويت المعنية بالعمل الإنساني خلال الأيام الماضية بذل جهودها لتخفيف وطأة المعاناة عمن يرزحون تحت نير العوز.
وانطلق قطار المساعدات خلال الأسبوع المنتهي أمس الجمعة من البوسنة مضمدا جراح اللاجئين والمهاجرين فيها ثم الى إيران مطمئنا متضرري الفيضانات ومخففا معاناة اليمنيين ومساهما في تعزيز الامن الغذائي في سوريا.
وفي هذا الصدد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي عن توزيع المساعدات الاغاثية على اللاجئين والمهجرين في البوسنة والهرسك بالتعاون مع الصليب الاحمر البوسني.
وقال رئيس بعثة الجمعية جاسم قمبر لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إن الفريق الميداني للجمعية وزع 5000 سلة غذائية ومواد النظافة والملابس والوجبات الساخنة على اللاجئين والمهجرين في البوسنة والهرسك في عدة مناطق منها توليزا وسيدرا وموستر وبوريسا.
وأضاف قمبر أن اللاجئين والمهجرين الموجودين حاليا في الأراضي البوسنية يبلغ عددهم حوالي 5 آلاف مهاجر أغلبهم من باكستان وسوريا وأفغانستان وإيران والعراق وذلك وفقا للأرقام الحكومية.
وذكر أن هؤلاء اللاجئين في أمس الحاجة للمساعدات الانسانية لاسيما الاطفال والنساء وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة مشيرا الى أن الفريق اطلع على احتياجاتهم كافة.
وأشاد بتعاون سفارة الكويت في البوسنة والهرسك والهلال الأحمر البوسني للتنسيق والتعاون لإيصال المساعدات لمستحقيها مبينا أن الجمعية ستواصل التنسيق خلال الفترة المقبلة مع السفارة الكويتية هناك والجهات المعنية لمضاعفة الجهود والنهوض بالمزيد من البرامج التي تقدم خدماتها لقطاع عريض من الفئات المستحقة للمساعدة والعون الإنساني.
ولفت إلى أن جمعية الصليب الأحمر في البوسنة والهرسك تعمل بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر والعديد من الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر مع المنظمة الدولية للهجرة والوكالات الأخرى لضمان حصول الناس على الغذاء الأساسي والمياه المأوى والإسعافات الأولية والدعم النفسي.
وأفاد بأن الأعمال الخيرية والإنسانية التي تقوم بها الكويت هي ركن أساسي ومنهج أصيل وثابت في سياسة الدولة الخارجية التي لها سجل حافل من المبادرات الخيرية والإغاثية.
وأوضح أن الهلال الأحمر الكويتي يجسد هذا المنهج بصورة واقعية في برامجه وأعماله وخدماته التي يقدمها للشعوب والدول المحتاجة للعون والمساعدة خاصة ما يقوم به من نشاط إغاثي وإنساني على الأرض للدول التي تتعرض للكوارث أو من صنع الانسان.
ومن طهران كشف القائم بأعمال سفارة الكويت لدى إيران بالإنابة فلاح الحجرف عن مساهمة مالية كويتية جديدة بنحو 75 الف دولار امريكي لمتضرري الفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة من ايران في ابريل الماضي.
وقال الحجرف في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان “دولة الكويت تعمل على الوفاء بواجبها الانساني من خلال ارسال مساعدات الاغاثة الى منكوبي الفيضانات في إيران”.
واضاف ان “المساهمة التي قدمتها بلادي الى برنامج الاغذية العالمي من شأنها ان تساعد على تقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة جراء الفيضانات”.
من جانبها قالت ممثلة برنامج الاغذية العالمي والمدير الاقليمي في ايران نيجار جيرماني ان “هذه المساهمات السخية المقدمة من قبل الكويت ستتيح تقديم الدعم لمقاطعة لورستان”.
واضافت جيرماني انه “على الرغم من انحصار مياه الفيضانات لكن لا يزال هناك العديد من الاسر في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية في تلك المناطق”.
وتحتوي الحصص الغذائية الطارئة على الارز وفاصوليا البنتو المعلبة وسمك التونة المعلب والعدس الاخضر والزيت النباتي والسكر والشاي والملح المعزز باليود وقد تم شراء جميع هذه السلع من السوق المحلي في ايران.
ومن عدن أكد رئيس لجنة الإغاثة في (الجمعية الكويتية للإغاثة) جمال النوري أن المساعدات الإنسانية التي قدمتها الكويت أسهمت في تخفيف معاناة اليمنيين بما حظيت به من دعم وتشجيع كبير من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والحكومة الكويتية.
وقال النوري في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) خلال زيارته لليمن إن “المساعدات الكويتية الحكومية والشعبية التي قدمت خلال السنوات الماضية كانت مطلوبة للغاية وذهبت للمكان المناسب لتسهم في إنقاذ أرواح واستقرار أسر ومعالجة مرضى وساعدت الناس على العيش بكرامة”.
وأضاف أن الكويت ومن موقعها كمركز عالمي للعمل الانساني تبنت جهودا إغاثية فاعلة ومستمرة في تخفيف معاناة اليمنيين مبينا أن الدعم الحكومي والشعبي لليمن لم يتوقف منذ بداية الأزمة حتى اليوم.
وأشار إلى أن الحكومة الكويتية خصصت دعما بقيمة 100 مليون دينار لحملة (الكويت بجانبكم) لدعم قطاعات الصحة والتعليم والمياه الايواء والغذاء وسبل العيش منذ عامين معربا عن أمله في مواصلة هذا الدعم للعام الثالث.
وأوضح أن الجمعيات الخيرية الكويتية تقدم ما تقدر عليه لمواجهة الأزمة الانسانية سواء من خلال المنحة الحكومية السخية أو من خلال الجمعيات والمساعدات والدعم الشعبي.
وأكد أن الوضع الإنساني لايزال صعبا ويحتاج مزيدا من جهود الإغاثة الطارئة والمستدامة.
ولفت أن الأزمة الانسانية تتفاقم بشكل ملحوظ مع استمرار موجات النزوح تبعا لاستمرار الحرب إذ أصبح النازحون بوضع شبه دائم ما يعني أن الحاجة مستمرة لجهد إغاثي أكبر ولمشاريع تنموية أكثر.
وقال رئيس لجنة الإغاثة إن زيارة وفد (الجمعية الكويتية للإغاثة) إلى اليمن تهدف لتقييم الأوضاع الانسانية والاحتياجات في مختلف المناطق اليمنية وتحديد أولويات العمل الانساني للمرحلة القادمة.
وأشار إلى أن الوفد زار محافظات (حضرموت) و(مأرب) و(الجوف) و(شبوة) و(عدن) و(لحج) و(أبين) و(تعز) و(الحديدة) واطلع على الجوانب المهمة للتدخل والدعم الانساني في محاولة لتحديد الأولويات المناسبة والأكثر جدوى ضمن حدود الميزانية المخصصة.
ولفت إلى أن الجمعية تنسق في مختلف مشاريعها مع الجهات المعنية في الحكومة اليمنية مشيرا إلى لقاءاته بعدد من الوزراء والمحافظين لتحديد أولويات محافظاتهم المشاريع الانسانية.
وأوضح أن هناك صعوبة في الوصول إلى المناطق الخاضعة للحوثيين مبينا أن الجمعية تتعامل مع اليمنيين جميعا كأشقاء يعيشون تحت وطأة الظروف القاسية وتحاول مع شركائها الوصول إليهم وتقديم الاغاثة دون تمييز.
وأشار إلى أن هناك تقبلا وتقديرا كبيرا لدى اليمنيين في جميع المحافظات تجاه الكويت مبينا أنهم ينظرون إلى الكويت بشكل إيجابي على الاسهامات الانسانية والتنموية القائمة منذ عقود والمستمرة حتى الآن ويقابلوننا بالحفاوة والترحاب والتقدير.
وعبر عن سعادته لرؤية مشاريع كويتية صحية وتعليمية قائمة في مختلف المحافظات اليمنية منذ السبعينات والثمانينات تؤدي وظيفتها إلى اليوم موضحا أن تدخل الكويت واسهاماتها كانت مناسبة جدا لخدمة الأجيال المتعاقبة في معظم المشاريع التي نفذتها في اليمن.
وفي سياق الموازنة بين المشاريع الإغاثية والتنموية أكد النوري أن المساهمات الإغاثية بالسلات الغذائية والمياه والايواء للمخيمات “لازالت تشكل الجانب الأكبر لتدخلنا الإنساني”
وأشار إلى أن التدخل الإغاثي لا يكون مكلفا لكنه لا يدوم ويبقي جهدا مستمرا ما يجعل الحاجة أكبر لمشاريع تنموية.
وأوضح أن التدخل الصحيح يقتضي أن يكون هناك استجابة لها ديمومة أكبر تضمن استمرار سلسلة الحياة العادية للمجتمع المتضرر من الصراعات أو الكوارث.
وبين أن تلك الاستجابة توفر الحماية للمجتمع وتساعد أفراده على الاعتماد على أنفسهم في العيش بكرامة عوضا عن الدعم بسلات غذائية ومياه لا تغني عن الحاجة المستمرة لها. وثمن النوري دعم الحكومة الكويتية للعمل الانساني في اليمن ومختلف الدول مبينا أن الدور الانساني لسمو الأمير المعروف على الصعيد الدولي انعكس على مختلف المستويات والوزارات والمؤسسات الحكومية.
وأوضح أن جميع الوزارات لا تتوان عن المساعدة عندما يطلب منها ذلك كوزارة الصحة أو وزارة الدفاع حينما يطلب منها المساعدة في نقل المساعدات مبينا أن مختلف الجهات الحكومية تسخر إمكانياتها وجهودها لتسهيل الأعمال الانسانية.
وأشار الى وجود حالة انسجام بين القيادة والمجتمع الكويتي الذي يحب الخير والعطاء ويزداد الأمر أثناء الأزمات حيث يشارك الجميع بمن فيهم الطبقة الوسطى والوافدون في الحملات التي تدعو لها مختلف الجمعيات. وقال النوري إن استقرار الأوضاع في اليمن شجع الجمعية على افتتاح مكتب في اليمن للتواصل وتنسيق العمل مع الحكومة اليمنية والشركاء المحليين.
وأضاف أن الجمعية عملت خلال الأعوامالسابقة مع (الهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة) التي تشكلت من عدة جمعيات محلية لتقوم بدور مكتب للجمعية معربا عن شكره للهيئة لنشاطها المتميز خلال السنوات الماضية.
ولفت الى أن (الجمعية الكويتية للإغاثة) تنسق مع الأشقاء في السعودية والامارات ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية وتشارك في الاجتماعات الدورية لتنسيق الجهود في مختلف الأنشطة الإنسانية. وفي السياق نفسه دشنت (جمعية الهلال الأحمر الكويتي) مشروعي توزيع أجهزة تشخيص طبي وحضانات الأطفال الخدج على عدد من المستشفيات والمراكز الصحية بمدينة (تريم) في محافظة (حضرموت) اليمنية.
ويتضمن المشروع الأول الذي دشن في المركز الصحي بمنطقة (السويري) في (تريم) توزيع جهاز فحص الدم الشامل (CBC) وجهاز الأشعة التلفزيونية على عدد من المستشفيات والمراكز الصحية المستهدفة بتنفيذ من (شبكة استجابة للأعمال الإنسانية والإغاثية).
كما افتتح (الهلال الأحمر الكويتي) مشروع توزيع حضانات الأطفال الخدج للمستشفيات بتوزيع ست حضانات لمستشفى (تريم) بالتعاون مع (مجمع الافنيوز) وذلك في إطار الاهتمام المشترك بالمجال الصحي في اليمن.
وثمن وكيل محافظة (حضرموت) عصام الكثيري خلال تدشين المشروعين الدعم الكبير التي تقدمه دولة الكويت في شتى المجالات وخاصة دعمها للقطاع الصحي.
وأعرب عن تقديره البالغ ل(جمعية الهلال الأحمر الكويتي) على دعمها المتواصل والمستمر مبينا أن هذا الدعم سيسهم في تحسين الخدمات الطبية في المستشفيات والمراكز المستهدفة وتخفيف معاناة المواطنين وإنقاذ أرواح كثير من الأطفال.
بدوره أوضح مدير عام (جمعية الهلال الأحمر الكويتي) عبدالرحمن العون أن المشروع يأتي ضمن حملة (الكويت بجانبكم) الهادفة لمساندة الشعب اليمني وتخفيف معاناته في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وأكد حرص الكويت و(الهلال الأحمر الكويتي) على دعم الأشقاء في اليمن موضحا أن هذه المشاريع ستسهم في تعزيز الخدمات الصحية في مستشفى (تريم) والمرافق الصحية الأخرى المستهدفة.
وفي روما أعلنت منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) حصولها على مساهمة مالية جديدة من الكويت تبلغ قيمتها ثلاثة ملايين دولار لدعم الزراعة ومكافحة الجوع في سوريا والمساعدة في تعزيز أمنها الغذائي والتغذوي.
وقالت المنظمة في بيان ان الكويت و(فاو) عززتا شراكتهما لمساعدة المزارعين والرعاة السوريين على التعافي وتعزيز أمنهم الغذائي والتغذوي بمساهمة مالية كويتية تبلغ ثلاثة ملايين دولار لمساعدة حوالي 20 ألفا من السكان الأكثر ضعفا وعائلاتهم.
واكد المدير العام المساعد لمنظمة (فاو) عبدالسلام ولد أحمد أن “من شأن مساهمة الكويت السخية في الوقت المناسب تحقيق عدة أهداف بعيدة المدى في سوريا بتكثيف جهود (فاو) لدعم المجتمعات التي تعاني انعدام الأمن الغذائي وإطلاق أنشطة تعزيز صمود المجتمعات الزراعية مع تحسين الأمن الغذائي والتغذية”.
وأفاد ان الكويت و(فاو) على صعيد أوسع تعملان بشكل متزايد لمكافحة الجوع وسوء التغذية ومساعدة المجتمعات المنكوبة في منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا وخارجها في دول مثل اليمن والصومال وجنوب السودان ونيجيريا.
وأوضح أن مساهمة الكويت ستساعد نحو 20 ألفا من المزارعين والرعاة الضعفاء وعائلاتهم لاسيما تلك التي تعولها نساء في درعا والسويداء ودير الزور وحماة عن طريق تقديم بذور الخضراوات وأدوات الري والأعلاف بالإضافة إلى دعم إعادة تأهيل مشاتل محاصيل الأعلاف والتدريب على الممارسات الزراعية الأفضل.
واكد ولد احمد أن شراكة الكويت مع (فاو) “تعكس الطموح المشترك المتمثل بتعزيز القدرة على الصمود وتحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا في سوريا” حيث تسعى المنظمة الدولية إلى بناء القدرة الإنتاجية للأسر الزراعية الأكثر تضررا في المناطق الريفية من خلال توفير المدخلات الزراعية والتدريب الفني المكثف.
وأشار الى أن الأزمة المطولة المصحوبة بموجة الجفاف الأكثر حدة منذ عقود تسببت في إضعاف الإنتاج الزراعي السوري بشدة ما أدى إلى وجود أكثر من ستة ملايين شخص يواجهون الجوع ويكافحون بشكل متزايد لإطعام أسرهم مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية. وعلى الصعيد المحلي اكد مدير ادارة الشباب والمتطوعين في جمعيه الهلال الاحمر الكويتي الدكتور مساعد العنزي ان التطوع لزيارة المرضى ودور الرعاية الاجتماعية فرصة كبيرة لكسب الخبرة وللمساهمة في مساعدة المجتمع.
وقال العنزي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الجمعية أعدت برنامجا لشهر اغسطس الجاري لزيارة المتطوعات دور الرعاية الاجتماعية والمستشفيات لتلبية متطلبات المرضى وعائلاتهم.
واضاف ان تسابق متطوعات الجمعية على ادخال الفرحة الى قلوب المرضى في عدد من المستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية في الكويت ضمن مشاريع الدعم النفسي يعد موقفا إنسانيا ملفتا. وذكر ان من ضمن المستشفيات التي ستزورها المتطوعات الاميري والجهراء وبن سينا والرازي والفروانية وزين اضافة الى دور الرعاية الاجتماعية.
وأعرب عن شكره للفريق التطوعي على هذه البادرة الاجتماعية وحرصه على تنفيذ مثل تلك البرامج الدورية وتفعيل الجانب التطوعي للجميع. كما ثمن حسن تعاون المستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية باتاحة الفرصة للقيام بهذه المبادرة لمحاولة إسعاد من يرقدون على الأسرة البيضاء موضحا أن هذه الزيارة تأتي ضمن برامج الجمعية الدورية.
واكد ان التطوع يحدث تغييرا كبيرا في حياة الآخرين وإحراز الرضا الشخصي من خلال بذل العطاء للمجتمع مشيرا الى ان أبواب الجمعية مفتوحة لاستقبال المتطوعين والمتطوعات من كافة الاعمار.