محليات

“الشاوي” مهنة قديمة في الكويت تلاشت مع التطور والحداثة

(كونا) – الشاوي كلمة مستوحاه من (الشاه) في اللغة العربية وكانت تطلق قديما على راعي الغنم الذي يسرح بها في الصحراء حيث اعتمد الكويتيون في الماضي على الماعز والاغنام لتزويدهم باللبن ما جعل معظم العائلات تحتفظ بها في بيوتها.

وقد اعتاد الناس في الكويت قديما على أخذ أغنامهم إلى الشاوي صباح كل يوم ليسرح بها ما يساعد الأهالي على التخلص من الاغنام أثناء النهار فيتجنبوا زيادة الأوساخ والتخفيف من مصاريف اطعامها وابعادها ولو لحين عن بيوتهم الضيقة التي لا تكاد تسع أهلها في ذلك الحين.

وحول هذا الموضوع قال الباحث في التراث الكويتي محمد جمال في كتابه (الحرف والمهن والأنشطة التجارية القديمة في الكويت) إن (الشاوي) كان يحتفظ عادة ب(حوش أو حوطة أو جاخور) أي فناء واسع لإستقبال الأغنام فيها تمهيدا لتجميعها وأخذها للرعي خارج السور وقد انتشر عدد لا بأس به من هذه (الجواخير) في مدينة الكويت وكان لكل عدد من الأحياء المتجاورة (شاوي) خاص بهم.

وأوضح جمال أن (الشاوي) كان يصطحب عادة معه (حمارا) لنقل حاجاته التي يضعها داخل (الخرج) وهو كيس خاص ينسج من الصوف ويثبت فوق ظهر الحمار ويستخدمه أيضا لوضع صغار الأغنام عند ولادتها كما يستخدم الحمار للركوب عندما يشعر بالتعب من المشي.

وأضاف أن (الشاوي) كان يتوجه بالأغنام والماشية إلى البر خارج سور الكويت حيث أماكن تواجد العشب وآبار الماء لاسيما في فصل الربيع فيتركها لترعى من العشب ويقوم بجلب الماء لها ووضعه في إناء كبير حتى ينتهي النهار فيعود بها مع بداية الغروب إلى المدينة عندما تمتلئ اضرعها باللبن.

وأشار إلى أن الرعاة في منطقة الشرق يتوجهون بأغنامهم إلى خلف دروازة البريعصي في المنطقة التي تسمى الآن المنصورية أما الرعاة في منطقة القبلة فكانوا يتوجهون إلى الشامية.

ولفت إلى أن من أبرز الأعشاب التي تنمو في صحراء الكويت (العرفج والحمض والربلة) وهي تساعد على ازدياد كمية اللبن في الماشية وتعطي اللبن والزبد والسمن البلدي وكذلك لحوم الأغنام نكهة خاصة يرغب فيها الناس.

وأفاد بأن تلك النباتات تقل عادة في الصيف لكنها لا تنقطع وتتناولها الأغنام وهي جافة حيث يطلق عليها (حميس) ويتراوح عدد الأغنام لدى الشاوي الواحد ما بين 150 إلى 250 رأسا معظمها من الماعز حيث أن أغلبية الناس قديما كانت تفضل تربية الماعز على النعاج في البيوت لنظافتها نسبيا.

وقال أن (الشاوي) كان يتقاضى ما بين 4 آنات إلى 6 آنات بالشهر مقابل كل رأس غنم يرعاه وقد ازداد المبلغ إلى نصف روبية ثم إلى روبية واحدة في الخمسينيات في حين كان يتقاضى الشاوي روبية واحدة مقابل كل عنز يتم تلقيحها.

واستطرد جمال أن (الشاوي) يعرف جميع الأغنام التي يرعاها كما تعرفه الأغنام أيضا وهي تتبعه أينما توجه مع قطيعه مبينا أنه عند عودة الأغنام مساء إلى المدينة يتوجه أصحابها إلى الشاوي لتسلمها وبعضها إلى بيوت أصحابها لمعرفتها بالطريق ويكون الشاوي مسؤولا عن فقدان أو ضياع أي واحدة من الاغنام أو الماعز في قطيعه.

وذكر أن من أشهر الذين عملوا في هذه المهنة قديما (شاوي زويد) في دروازة العبدالرزاق و(شاوي بن سلامة) في المطبة و(شاوي عبيد) في الصوابر و(شاوي مصلح) في فريج عليوه و(شاوي ظبيه) في القبلة و(شاوي مزيد) في فريج الغنيم.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.