محليات

مساعدات الكويت الإنسانية.. إسهامات تتجدد مع ذكرى تكريم سمو الأمير

(كونا) – بنهج ثابت في سياستها الخارجية يرتكز على تقديم المساعدات الإنسانية لكل البلدان المحتاجة بعيدا عن المحددات الجغرافية والدينية والإثنية واصلت الكويت جهودها وإسهاماتها الإنسانية بالتزامن مع الذكرى الخامسة لتكريم الأمم المتحدة لسمو أمير البلاد تقديرا للدور الإيجابي الرائد للكويت بقيادة سموه في مجال العمل الإنساني.

ففي التاسع من سبتمبر 2014 أقامت الأمم المتحدة حفلا لتكريم سمو الأمير ومنح سموه لقب (قائد للعمل الإنساني) وتسمية الكويت (مركزا للعمل الإنساني) في مبادرة غير مسبوقة تجسد الاهتمام الدقيق والتفهم العميق وبشكل ملموس وواضح للعديد من المشاغل والهواجس والمستجدات التي تواجه الإنسانية وتتحدى السلم الاجتماعي والأمن السياسي في عالم اليوم.

وبتلمس حقيقي للاحتياجات الإنسانية وإبراز المفهوم الإنساني البحت تجاهها واصلت الكويت بسط اياديها البيضاء لمساعدة المحتاجين.

وفي هذا الإطار وصلت الى مطار الخرطوم طائرة ثالثة من الجسر الجوي الكويتي محملة بحوالي 30 طنا من المساعدات الانسانية لمتضرري السيول والأمطار التي ضربت السودان أخيرا.

وقال نائب السفير الكويتي في الخرطوم عبدالكريم المجيم لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الطائرة الثالثة من المساعدات الانسانية الكويتية للسودان وصلت بتوجيهات سامية من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح (قائد العمل الانساني) في مد يد العون للأشقاء في السودان لمواجهة كارثة السيول والفيضانات.

واضاف ان الطائرة محملة بحوالي 30 طنا من المساعدات الغذائية والايوائية والبيئية مقدمة من جمعية العون المباشر والهلال الأحمر الكويتي مؤكدا استمرار الجسر الجوي حتى انجلاء الازمة في جميع انحاء السودان.

وفي هذا الصدد قال ممثل مكتب العون المباشر بالكويت فهد عبدالعزيز ان الجمعية تخطط بشكل مبدئي لتقديم حوالي 270 طنا من المساعدات الغذائية والايوائية لأكثر الولايات تضررا في النيل الابيض وسنار والجزيرة.

ولفت عبدالعزيز الى ان هذه المساعدات تأتي عبر مسارين اولهما الجسر الجوي والثاني الشراء من الاسواق المحلية.

وبدوره اعرب رئيس لجنة تسلم الدعم الخارجي التابعة للمجلس السيادي موسى عمر عن شكره وتقديره للكويت قيادة وحكومة وشعبا لوقوفها بجانب السودان مؤكدا ان المساعدات الانسانية ستخصص وتنقل بشكل عاجل إلى المناطق المنكوبة.

وقال رئيس جمعية الصداقة السودانية – الكويتية مأمون ابراهيم ان الكويت قيادة وشعبا ظلت سباقة في العمل الانساني وتقديم يد المساعدة متقدما بالشكر لامير الكويت والمنظمات الانسانية وعلى رأسها الهلال الاحمر وجمعية العون المباشر ولكل من ساهم في الجسر الجوي.

يذكر ان طائرتين محملتين بحوالي 80 طنا من المساعدات وصلتا في وقت سابق الى السودان ضمن الجسر الاغاثي الكويتي.

وانخرط متطوعو فرق الجمعيات الكويتية طوال الاسبوع الماضي في توزيع المساعدات الانسانية على متضرري السيول والفيضانات في السودان بعد وصول ثلاث طائرات من الجسر الجوي الكويتي محملة بنحو 110 أطنان من المساعدات الغذائية الايوائية.

وقال رئيس وفد جمعية الهلال الاحمر الكويتي الدكتور يوسف العنزي ل(كونا) اليوم السبت إن فرق الهلال الاحمر انتشرت في خمس ولايات سودانية لتوزيع مساعدات غذائية وايوائية وبيئية تصل الى نحو 50 طنا.

ووصلت قافلة مساعدات من جمعية العون المباشر لولاية النيل الابيض اكثر الولايات تضررا في السودان وقامت بتوزيع 200 طن من المساعدات تضمنت مساعدات غذائية وايوائية لاربعة الاف اسرة.

وفي مصر قدم المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة تبرعا ماليا لصالح (جمعية الأورمان الخيرية) بقيمة 13 مليون جنيه مصري (حوالي 785 الف دولار) لتنفيذ عدد من المشاريع الانسانية والخيرية لمحدودي الدخل.

وقالت مديرة المكتب الكويتي عواطف اليتامى ل(كونا) إن التبرع مقدم من (جمعية النجاة الخيرية) بالكويت للمساهمة في تقديم مساعدات للأسر الفقيرة وبناء مدرسة مجتمعية.

واشارت اليتامى الى أن التبرع المالي يساهم في تقديم “أكشاك” لمحدودي الدخل كمشروعات تنموية صغيرة وبناء منازل للفقراء وتقديم مساعدات للأيتام فضلا عن اجراء عمليات قلب لمرضى الأسر الفقيرة.

وأكدت في الوقت ذاته استمرار المكتب الكويتي في مواصلة مسيرته الانسانية والخيرية بمصر مبينة أن مثل هذه الأعمال تعمل على توطيد العلاقات الكويتية المصرية والتي “تعد علامة مضيئة للتعاون والتنسيق في المنطقة العربية”.

ومن جانبه أعرب رئيس (جمعية الأورمان الخيرية) اللواء ممدوح شعبان عن شكره لأهل الكويت الكرماء والمكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة لما يقدمونه من دعم خيري وانساني.

وفي تركيا أجرى طبيبان كويتيان سبع عمليات جراحية للاجئين سوريين بمستشفى (سيفجي) في بلدة (ريحانلي) بمدينة (هطاي) جنوب تركيا.

وقال اختصاصي جراحة المسالك البولية بمستشفى الفروانية الدكتور فيصل الهاجري ل(كونا) ان الفريق الطبي الكويتي الذي ضم أيضا الدكتور عزام الزير والدكتور عبدالله النعيمي من قطر قام بالكشف على 20 مريضا من مختلف الأعمار.

وأضاف أن كل عملية جراحية استغرقت ثلاث ساعات تم خلالها اصلاح (احليل بولي) لشاب سوري وزراعة صمام بولي لشاب سوري آخر يعاني من سلس بولي كامل موضحا أن قيمة الصمام تبرع بها أحد المحسنين من الكويت.

وأشار إلى أن العمليات الجراحية الأخرى تمت لشاب سوري (17 عاما) وطفلين سوريين أصيبوا في الحرب كما تمت معاينة مريض سابق خضع لزراعة صمام بولي في رحلة سابقة للفريق حيث تم تنشيط الصمام وأصبح المريض باستطاعته التحكم بالبول.

وكان الهاجري أجرى العديد من العمليات الجراحية خلال زياراته التطوعية السابقة والتي انطلقت في نوفمبر 2015 الى مستشفى (الأمل) و(سيفجي) في (ريحانلي) آخرها في مايو الماضي.

وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري الذي صادف الخامس من سبتمبر الجاري اصدرت القنصلية العامة للكويت في اربيل كتيبا يضم المعونات الانسانية التي قدمتها الكويت للنازحين العراقيين منذ 2015.

وقال قنصل الكويت العام في اربيل الدكتور عمر الكندري ل(كونا) ان الكويت وضعت على مدى الأعوام الماضية بصمتها الإنسانية للوقوف مع الشعب العراقي من خلال فعاليات حملة الكويت بجانبكم منذ انطلاقها في عام 2015 وحتى عام 2019 وقد تنوعت فعالياتها بين الدعم للقطاع الإغاثي والقطاع الصحي إضافة الى دعم القطاع التربوي.

واشار الى ان ما يحتويه الكتيب هو جزء من الجهود الإنسانية للكويت فضلا عن المساهمات والمساعدات المقدمة منها عن طريق الأمم المتحدة خلال الأعوام السابقة والذي يعد جزءا من الدعم المتواصل للهيئات الأممية.

واضاف أن الكويت أطلقت البرنامج الإغاثي ضمن حملة الكويت بجانبكم ليشمل النازحين في المخيمات وخارجها كذلك المناطق التي تم تحريرها من سيطرة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وباقي مناطق العراق التي كانت بحاجة لمد يد العون.

وبحسب الكتيب فان عدد المستفيدين من البرنامج الاغاثي من خلال السلات الغذائية 000ر367ر2 شخص من خلال توزيع 500ر377 سلة غذائية.

كما تبنت الكويت مشروع توزيع القسائم الشرائية على العائلات النازحة بقيمة 50 دولارا للقسيمة الواحدة مع مراعاة شمول مختلف فئات النازحين خارج المخيمات أيضا بذلك المشروع كون أغلب تلك العائلات تسكن في وحدات سكنية مستأجره من قبلهم ما يثقل كاهلها.

كما تم تبني مشروع للوجبات الساخنة بالإضافة إلى توفير المياه عن طريق حفر الآبار بمناطق مختلفة من محافظة أربيل فيما جرى تزويد محافظة نينوى بعدد من مضخات سحب المياه لمعالجة شحتها وتلوثها بعد عملية تحرير مدينة الموصل إضافة الى محطات تحلية المياه في عدة مدن ضمن محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى.

كما سلط الكتيب الضوء على الفعاليات الانسانية المتنوعة للكويت ومنها افطار صائم كتقليد سنوي اضافة الى حملة الاضاحي بجانب توفير سبل التدفئة للنازحين داخل المخيمات وخارجها.

وتنوعت أيضا فعاليات القطاع الصحي من المشاريع الثابتة المتمثلة بالأبنية والمشاريع الصحية بالإضافة الى تزويد القطاع الطبي في العراق بمئات الأطنان من الأدوية وتجهيز مراكز غسل الكلى بالمعدات والمستلزمات الطبية لعلاج المرضى اضافة الى خدمات طبية فردية ومنها سيارات إسعاف وعيادات متنقلة تركيب الأطراف والعمليات الجراحية المتنوعة.

وكذلك جرى تجهيز 26 من المراكز الصحية المنتشرة في عدة محافظات بالأدوية المتنوعة بتنفيذ من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.

وقد كان لهذا الدور الإنساني الأثر الكبير في مساعدة النازحين من خلال مساهمة الكويت في تقديم المساعدات الطبية العاجلة وفي وقتها المناسب وكمية الادوية التي تم تجهيزها وتوزيعها 600 طن.

وبالنسبة للقطاع التربوي قامت الكويت بدعم القطاع التربوي بشكل كبير عن طريق الجمعية الكويتية للاغاثة وجمعية الهلال الأحمر الكويتي من خلال إنشاء المدارس الكرفانية المتكاملة في مختلف المناطق المحررة وتجهيزها بكل ما تحتاجه من مستلزمات دراسية وكذلك إعادة ترميم المدارس المدمرة وتجهيزها بالمستلزمات الدراسية المختلفة بعد تحرير المدن في مختلف المحافظات.

كما تضمن الدعم الذي تقدمه الكويت إعادة تأهيل المؤسسات التربوية في جامعة الموصل عن طريق افتتاح ثلاثة مختبرات طبية لتسهم من خلالها في الرقي بالمستوى التعليمي المتخصص بالمجال الطبي في جامعة الموصل.

وبلغ عدد المدارس 54 مدرسة كرفانية مع ملحقاتها بجانب 100 كرفان بجانب 2780 سبورة وثمانية آلاف طاولة مدرسية و40 ألف حقيبة بالإضافة إلى 11 مدرسة تم اعادة تأهيلها.

وبشأن دعم اللاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق ساهمت الكويت بمشروع تطوير البنى التحتية لمخيمات اللاجئين السوريين في العراق (إقليم كردستان العراق).

ويعد هذا المشروع أول تجربة تعاون بين الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بهدف تحسين ظروف المأوى والمياه والصرف الصحي لأكثر من 73000 لاجئ سوري يعيشون في خمسة مخيمات في دهوك وأربيل.

وسيقوم المشروع بتطوير 1500 مأوى وإنشاء 150 مأوى جديدا وبناء قناة مفتوحة لتصريف المياه وتركيب مصابيح تعمل على الطاقة الشمسية في تلك المخيمات.

وبلغ عدد المستفيدين 73000 لاجئ سوري في مخيمات أربيل ودهوك بإقليم كردستان العراق.

وتطرق الكتيب إلى مشروع بناء الوحدات السكنية السريعة في مخيم دوميز بدعم من الكويت وعن طريق المشاريع الخاصة بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتمت المباشرة بمشروع بناء الوحدات السكنية السريعة للاجئين السوريين في مخيم دوميز بمحافظة دهوك للتخفيف عن كاهل اللاجئين السوريين وتخفيف الضغط على حكومة محافظة دهوك.

وبلغ عدد المستفيدين من إغاثة اللاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق 6771 عائلة.

وضم الكتيب العديد من المبادرات الانسانية الاخرى مثل توزيع الكسوة على النازحين وترميم العديد من المستشفيات المتضررة جراء الكوارث مثل الزلزال.

ونتج عن تلك الزلازل المتكررة تعرض مستشفى مدينة حلبجة للدمار وخروجه عن الخدمة ما أثر سلبا على الواقع الصحي لمحافظة حلبجة وتجشم المرضى عناء السفر عشرات الكيلو مترات لتلقي العلاج في مدينة السليمانية.

لكن بعد تبني الكويت إعادة تأهيل المستشفى أصبح بامكان المرضى من مدينة حلبجة والمناطق المجاورة لها تلقي الخدمات الطبية من جديد بفضل تدخل الكويت ومساعدتهم باعادة تأهيل المستشفى خلال عام 2018 ضمن فعاليات حملة الكويت بجانبكم. وبلغ عدد المستفيدين 70 ألف عائلة.

ومن جانبه أشاد الامين العام في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر الحاج امادو سى بجهود الكويت وأثرها الايجابي على مسيرة العمل الانساني الدولي.

وقال أمادو ل(كونا) عقب لقائه والوفد المرافق رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الاحمر الكويتي الدكتور هلال الساير ان هذه المبادرات الانسانية تعزز أوجه التضامن مع القضايا الانسانية الملحة والعاجلة.

وذكر ان “ما تقوم به الكويت من ادوار انسانية عالمية على جميع المستويات هي محل تقدير كل المنظمات الدولية المعنية بالعمل الانساني والاغاثي”.

واثنى على الانتشار الواسع لجمعية الهلال الاحمر الكويتي مؤكدا دعم الاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر لجهود الجمعية وتعزيز دورها في الحركة الدولية.

واضاف أمادو ان الجمعية تعد من الجمعيات الوطنية الفاعلة والمؤثرة في محيطيها الاقليمي والدولي والتي تدعم بقوة توجهات الاتحاد الدولي وتعمل على تحقيق أهداف ومبادئ الحركة الدولية عبر سعيها لدعم المتضررين والمحتاجين جراء الكوارث الطبيعية او من صنع الانسان.

وعبر عن بالغ شكره للجمعية لدعمها الاتحاد لمكافحة انتشار فيروس ايبولا في مناطق جديدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية الناتجة عن الازمات الانسانية المتكررة مشيرا الى ان الخطر على مدن ومناطق أخرى في الكونغو والبلدان المجاورة لا يزال قائما.

وذكر انه تم خلال اللقاء بحث التحديات التي تواجه الساحة الانسانية في عدد من المناطق والاقاليم مضيفا انه تم الاتفاق على تعزيز أوجه العمل المشترك عبر مذكرات تفاهم تم توقيعها بين الجانبين.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.