زعيما السودان وجنوب السودان يتعهدان السعي إلى السلام في بلديهما المضطربين
«ا.ف.ب»: قال زعيما السودان وجنوب السودان الخميس ان الحرب «لم تعد خيارا» لبلديهما وذلك خلال محادثات تركزت على الخلافات الحدودية وتجارة النفط، وكذلك على حل النزاعات الطويلة في البلدين.
والتقى رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك رئيس جنوب السودان سلفا كير في اليوم الأول من زيارته الرسمية الأولى منذ توليه منصبه عقب اطاحة الرئيس عمر البشير.
وصرح حمدوك لدى وصوله إلى جوبا «أنا مسرور جدا لوجودي هنا في وطني الثاني جوبا. نتطلع إلى علاقة استراتيجية ومميزة للغاية بين البلدين، والسماء هي الحدود لهذه العلاقة».
واضاف «نأمل في إقامة علاقة مزدهرة تشمل جميع القضايا بينها التجارة والحدود والنفط وحرية حركة السكان بين البلدين وجميع هذه الاجندات».
وعقب الاجتماع بين حمدوك وكير والذي استمر ساعتين، صرح وزير خارجية جنوب السودان اوت دينغ أن الزعيمين ناقشا قضايا لم تُحل بموجب اتفاق السلام المبرم في 2005 الذي انهى عقدين من الحرب مع الخرطوم ومهد الطريق لاستقلال جنوب السودان في 2011.
ويشمل ذلك ترسيم الحدود بين البلدين وقضايا التجارة وحركة المواطنين.
وقال دينغ «اعتقد أن الوقت قد حان لكي تسكت أصوات المدافع في بلدينا. لم تعد الحرب خيارا لشعبنا. نحتاج إلى السلام المستدام في بلدينا».
واضاف «لن نستطيع تحقيق ذلك إلا في بيئة نتفق فيها جميعا على خارطة طريق والعمل من أجل السلام».
- «أشقاء وشقيقات» -
انفصل جنوب السودان عن السودان في العام 2011، لكنّ الدولة الناشئة سرعان ما شهدت حربا أهلية مدمرة أدت الى نزوح عشرات الآلاف إلى السودان.
ولا يزال التوتر مرتفعا بين الخرطوم وجوبا بشأن الخلافات الحدودية وتجارة النفط، إلا أن البلدين يتحركان باستمرار نحو تطبيع العلاقات بينهما.
وصرحت وزيرة خارجية السودان اسماء محمد عبدالله «نحن اشقاء وشقيقات. وكنا بلدا واحدا، ونحن الآن بلدان ولكننا لا نزال شعبا واحدا، ونأمل في تطوير العلاقات بيننا».
يقول محللون ان تقاربا حصل بين البلدين بسبب الحرب في جنوب السودان – التي استعصت على العديد من محاولات احلال السلام – والأزمة الاقتصادية في السودان الذي تضرر بشدة بسبب انهيار قطاع النفط في الجنوب.
وأدت الأزمة الاقتصادية في السودان إلى احتجاجات في أرجاء البلاد اسفرت عن سقوط نظام البشير.
وكانت إحدى الخطوات الأخيرة التي قام بها البشير قبل اطاحته هو التوسط في اتفاق سلام بين كير ومنافسه ونائبه السابق رياك مشار في الوقت الذي اخفق العالم في محاولاته لحل الأزمة.
إلا أن اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في 2018 تعثر بسبب الاضطرابات التي عمت السودان في الأشهر الأخيرة.
- النزاعات السودانية -
في مؤشر إلى التقارب بين البلدين عرض كير في 2018 التوسط في محادثات السلام بين الخرطوم والمتمردين في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان واقليم دارفور.
وحاربت ولايتا النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى جانب جنوب السودان للحصول على استقلاله، وتواصلان قتالهما ضد الخرطوم.
وشن المتمردون في دارفور حربا طويلة بسبب ما قالوا إنه تهميش لهم في المنطقة الغربية.
وتعهد حمدوك إنهاء النزاعات التي أسفرت عن مقتل الالاف وتشريد الملايين.
وهذا الأسبوع أجرت مجموعات مسلحة من الولايتين محادثات في جوبا انتهت الأربعاء بتوقيع اتفاق حول «المبادئ السابقة للمفاوضات» مع الخرطوم.
وصرح نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو «نطمئنهم ونطمئن الشعب السوداني بشكل عام بأن كل المعاناة وأعمال القتل والتهميش ستنتهي».