عطاء الكويت الإنساني يمتد عربياً وأفريقياً
(كونا) – انطلاقا من ايمانها الراسخ بمد يد العون والمساعدة في جميع ارجاء العالم وعزيمتها الفريدة في تخفيف المعاناة عن المحتاجين واصلت مؤسسات الكويت وهيئاتها المعنية بالعمل الانساني تقديم مساعداتها على مدى الأسبوع الماضي عربيا وافريقيا.
وفي هذا الصدد افتتحت الكويت مدارس بمحافظات (القيروان) و(المهدية) و(سليانة) التونسية اعيد ترميمها بتمويل كويتي في نطاق مشروع لترميم المدارس بتونس.
وقال سفير الكويت لدى تونس علي الظفيري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان المشروع سيمكن من تجهيز هذه المدارس بأحدث وسائل التعليم التكنولوجية والأجهزة والمعدات ما يؤثر بالإيجاب على العملية التربوية والتعليمية.
وأكد أن هذا المشروع تم بالتنسيق مع وزارة التربية التونسية ولجنة المساعدات الخارجية بمجلس الوزراء الكويتي الذي تكفل بتمويل المرحلة الأولى من المشروع على أن يساهم متبرعون وجهات مانحة كويتية أخرى في تمويل المرحلة الثانية.
وأوضح أن المشروع يهدف إلى تحسين ظروف التعليم في المدارس التونسية التي واجهت في السنوات الأخيرة مصاعب خصوصا تلك التي تقع في محافظات داخلية وفي تضاريس صعبة.
وفي افريقيا اعلنت جمعية الهلال الاحمر الكويتي افتتاح مشروع لترميم مرافق المياه والآبار في مدينة (غاريسا) في كينيا بالتعاون مع الصليب الاحمر الكيني لمساعدة المتضررين من أزمة الجفاف.
وقال موفد جمعية الهلال الاحمر الكويتي الى كينيا الدكتور مساعد العنزي في تصريح نقله بيان للجمعية ان المشروع يهدف لدعم أكثر من 17 ألف شخص ويعد بمنزلة دعامة من دعائم مسيرة الخير والعطاء المستمرة من الكويت لمساعدة المحتاجين في شتى بقاع العالم.
واشار الى ان المشروع تم فيه حفر بئرين بعمق 55 و150 مترا على التوالي وتجهيزهما بمضخات تعمل بالطاقة الشمسية.
واضاف ان المشروع تضمن ايضا اعادة تأهيل نظام امداد مياه منطقة (القراشي) باستبدال الاجزاء التي تم غسلها واتلافها من جراء الفيضانات في خطوط الأنابيب واعادة تأهيل غرف الصمامات والوصلات ذات الصلة.
وذكر ان الكويت تبرعت بالمشروع لتوفير مصادر مستدامة لتوفير المياه الصالحة للشرب لأهالي المنطقة والمناطق المجاورة المحاصرين من الكوارث الطبيعية المتكررة في المنطقة.
على صعيد اخر برز دور الكويت واسهامها في الجانب الثقافي لاسيما صون التراث الثقافي غير المادي والذي اشادت به مساعدة وزير الخارجية للشؤون الثقافية في اليابان ميتسوكو شينو.
واثنت الدبلوماسية اليابانية على هامش اجتماع مع سفير الكويت لدى اليابان حسن زمان والمستشار الفني للأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ورئيس الوفد الكويتي في اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي الدكتور وليد السيف بجهود الكويت في صون التراث الثقافي غير المادي ودعمها لترشيح اليابان في انتخابات عام 2018 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي المنبثقة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
ومن ناحية أخرى نالت جهود الكويت في دعم ذوي الإعاقة استحسان خبراء اللجنة الدولية لحقوق ذوي الاعاقة.
جاء ذلك على لسان مندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة والمنظمات الاخرى في جنيف السفير جمال الغنيم في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اثر اختتام استعراض اللجنة الدولية لحقوق ذوي الاعاقة لتقرير الكويت حول مدى التزامها بالاتفاقية الدولية ذات الصلة.
وقال الغنيم ان “تقييم الخبراء الايجابي لما قدمته الكويت في اول تقرير لها امام اللجنة يؤكد حرص الدولة على حقوق ذوي الاعاقة انطلاقا من ثوابت الكويت وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف”.
واضاف ان اشادة اعضاء اللجنة تؤكد ان الجهات المعنية في الكويت لم تدخر وسعا في تذليل كافة العقبات التي تحول دون حصول ذوي الاعاقة على حقوقهم كاملة في مجالات التعليم والصحة والتعامل الاداري الحكومي والخدمات العامة بما فيها خدمات الاعلام.
واكد الغنيم في الوقت ذاته ان الكويت تعزز مكانتها بنتيجة هذا الاستعراض التي اشادت بها الامم المتحدة بحرصها على دقة تقديم تقاريرها ذات الصلة بمراجعات الاتفاقيات الدولية او تلك ذات الصلة بحقوق الانسان في المواعيد المحددة لها وجميعها تتميز بنتائج ايجابية.
وفي السياق نفسه قال وكيل وزارة الاعلام الكويتية المساعد لشؤون الصحافة والنشر والمطبوعات محمد العواش إن اللقاء مع اعضاء اللجنة الدولية لحقوق ذوي الاعاقة كان فرصة لاكتساب خبرات تتناسب مع ثقافة الكويت وعادات المجتمع وتقاليده.
واضاف العواش ل(كونا) إثر اختتام استعراض الكويت لأول تقرير حول اوضاع ذوي الاعاقة امام اللجنة الدولية لحقوق ذوي الاعاقة ان الكويت اثبتت من خلال هذا الاستعراض الاول من نوعه انها باهتمامها بذوي الاعاقة تقف في مصاف الدول المتقدمة لاسيما ان الاهتمام بهذه الشريحة المجتمعية يدخل الآن ضمن معايير تقييم تقدم الدول في احترامها لحقوق الانسان كافة.
وأوضح ان التوصيات والنصائح التي قدمها الخبراء ستكون محل اهتمام القائمين على ملف ذوي الاعاقة في الكويت في مختلف المجالات للاخذ منها بما يتوافق مع دستور الكويت ويتماشى مع عاداتها وتقاليدها.
ومن جانبه ثمن المنسق المقيم للأمم المتحدة وممثل الامين العام في الكويت الدكتور طارق الشيخ مساعي وجهود الكويت المتواصلة نحو تحقيق السلام والأمن الدولي والتنمية وحقوق الانسان.
وقال الدكتور الشيخ في مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى الخامسة لتسمية سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح (قائدا للعمل الانساني) والكويت (مركزا للعمل الانساني) “ان الكويت برزت على ساحة العمل الانساني الدولي بصورة لم يسبق لها مثيل”
واضاف انها قامت بدور رئيسي عبر المؤسسات الرسمية والهيئات والجمعيات الخيرية لاسيما بعد تنظيم 3 مؤتمرات لكبار المانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا”.
واشار الى ان تلك السمات كانت ومازالت ابرز السمات في مسيرة السياسة الخارجية الكويتية منذ ان اصبحت العضو ال111 في هذه المنظمة الدولية في 14 مايو 1963.
وذكر ان مسيرة الكويت الانسانية والتنموية لم تبدأ أخيرا ولم يكن التكريم العالمي لسمو أمير البلاد “إلا ثمرة لجهود دبلوماسية انسانية تنموية بذلت على مدار عقود من الزمان”.
واكد ان “الكويت قدمت الكثير من الجهود التنموية والانسانية المنظمة في اطار من العمل الدبلوماسي المحترف لدبلوماسيي وزارة الخارجية في مقرات الامم المتحدة او بعثاتها الخارجية بقيادة الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية”.
واضاف ان الكويت تؤكد فاعليتها عبر حضورها في المحافل الدولية كعضو في العديد من المنظمات الدولية مثل اتحاد البريد العالمي ومنظمة الطيران المدني الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للانشاء والتعمير والاتفاقية الدولية للتعرفة الجمركية (جات) والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واوضح ان الكويت تولي أهمية كبيرة لمنظمة الأمم المتحدة تجلى ذلك من خلال افتتاح بيت الأمم المتحدة عام 2009 بمشاركة الأمين العام للمنظمة الدولية انذاك بان كي مون الذي يضم مكاتب جميع منظمات الامم المتحدة العاملة في الكويت والذي يمثل تعبيرا عن عمق العلاقات التي تربط الكويت وامم المتحدة.
ولفت الى انه مع تزايد الصراعات الانسانية والتنموية والكوارث الناتجة عن الاثار السلبية لتغير المناخ وتزايد وتسارع وتيرة الطلبات الاغاثية والانمائية أضحت الأمم المتحدة بهياكلها وبرامجها ومواردها الحالية لاتوازي حجم الحاجة الدولية.
وقال ان الكويت سارعت بزيادة مساعداتها حيث بلغت نسبة ما تقدمه من مساعدات دولية انسانية وتنموية أكثر من 3ر1 في المئة من اجمالي الناتج المحلي الكويتي متجاوزة بذلك النسب المقررة دوليا التي هي 7ر0 في المئة وخصصت الكويت 10 في المئة من مساهماتها الطوعية لدعم الأمم المتحدة ووكالاتها.
وأفاد الدكتور الشيخ بأن الكويت ضاعفت تلك المساهمات في سبتمبر 2014 ومستمرة في ذلك إلى الآن مشيدا بوقوف الكويت بجوار منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) وزيادة مساهماتها لها لتعوض العجز الحاصل من قيام بعض الدول بتخفيض وإلغاء مساهماتها الطوعية للمنظمة.
واوضح ان الكويت انشأت برنامج الحياة الكريمة بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية برأسمال قدره 100 مليون دولار لتطوير وتحسين الانتاج الزراعي في الدول النامية وتبرعت بمبلغ 150 مليون دولار للصندوق الذي انشئ في قمة منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) عام 2007 وخصص للقيام بأبحاث ودراسات في مجالات الطاقة والبيئة والتغير المناخي.
وأضاف انه مع كثرة التحولات الاقليمية والدولية والمتغيرات الاقتصادية والركود والكوارث الانسانية التي يشهدها العالم إضافة إلى الصراعات التي تندلع في مناطق عدة نجد الكويت دائما حاضرة بالدبلوماسية فى مجلس الأمن أو في الجمعية العامة أو المؤتمرات الدولية الباحثة للاشكاليات والمقدمة للحلول بتقديم العون والمشورة والحكمة المستلهمة “من حكيم المنطقة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وفرسان العمل التنموي من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية”.
واضاف ان الكويت تبنت مع 79 دولة أخرى قرار مجلس الأمن رقم 2427 الذي اعتمد بالإجماع أيضا وهو “قرار صريح وواضح في ادانة الهجمات التي تستهدف المدارس والمستشفيات ويدعو جميع أطراف النزاع المسلح إلى عدم عرقلة سبل حصول الأطفال على التعليم والخدمات الصحية”.
وفي العراق اعلن القنصل العام الكويتي في اربيل الدكتور عمر الكندري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عن انطلاق مرحلة جديدة من مشروع علاج مرضى العيون للنازحين العراقيين في احد المستشفيات الخاصة بالعيون في اربيل.
وقال القنصل الكندري “تواصلا لحملة (الكويت بجانبكم) للتخفيف عن معاناة الشعب العراقي تمت المباشرة بمرحلة جديدة من مشروع علاج مرضى العيون للنازحين العراقيين مشيرا الى ان هذه الحملة تشمل علاج 40 من المرضى من النازحين العراقيين.
واشار الى ان هذا المشروع نفذ بتمويل من الامانة العامة للاوقاف وبيت الزكاة الكويتي باشراف القنصلية العامة للكويت في اربيل بالتعاون مع شركاء محليين في اقليم كردستان العراق.
واوضح ان المشروع سيستمر ليشمل اكبر عدد من النازحين المصابين من مرضى العيون لافتا انه تم خلال الحملات السابقة علاج اكثر من 90 من مرضى العيون.
وقال مدير مركز جراحة العيون سفين جاسم في تصريح مماثل ل (كونا) ان المشروع مبادرة انسانية كريمة من الكويت تجاه النازحين العراقيين لافتا ان المركز استقبل المرضى ال40 والعديد منهم ابصر النور بعد العلاج.
وتقدم بالشكر للكويت ومنظماتها الانسانية على تقدين الدعم الانساني للنازحين العراقيين معبرا عن استعداد المركز تقديم جميع التسهيلات للمرضى للتسرع في معالجتهم.
وفي السودان واصل متطوعو فرق الجمعيات الكويتية طوال الاسبوع الماضي في توزيع المساعدات الانسانية على متضرري السيول والفيضانات في السودان بعد وصول 3 طائرات من الجسر الجوي الكويتي محملة بنحو 110 أطنان من المساعدات الغذائية الايوائية.
وانخرط متطوعو جمعية العون المباشر في توزيع المساعدات الانسانية على متضرري السيول والفيضانات في ولاية سنار جنوب البلاد.
واشاد والي سنار احمد صالح عبود في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية بدور الكويت حكومة وشعبا في تقديم العون والمساعدات الإنسانية لمتضرري السيول والأمطار بالسودان ممتدحا دور المانحين من اهل الخير بدولة الكويت على هذا العطاء والعمل الخيري والإنساني كما تقدم بالشكر والتقدير لجمعية العون المباشر الكويتية.