أهم الأخبارمحليات

مستقبل‭ ‬الحرف‭ ‬اليدوية‭ ‬التراثية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬بين‭ ‬الاستمرارية‭ ‬والاندثار

‮«‬كونا‮»‬‭ – ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الحرف‭ ‬التراثية‭ ‬مجرد‭ ‬صناعات‭ ‬فرضتها‭ ‬الحاجة‭ ‬لكسب‭ ‬الرزق‭ ‬أو‭ ‬بدافع‭ ‬اقتناء‭ ‬منتوجاتها‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬على‭ ‬بساطتها‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬إصرار‭ ‬أهل‭ ‬الكويت‭ ‬قديما‭ ‬على‭ ‬تأصيل‭ ‬حياتهم‭ ‬وسط‭ ‬المشقة‭ ‬وإثبات‭ ‬مثابرتهم‭ ‬في‭ ‬اتقان‭ ‬العمل‭ ‬وخلق‭ ‬الإبداع‭ ‬وتحدي‭ ‬الذات‭.‬

وعلى‭ ‬مر‭ ‬السنوات‭ ‬أصبحت‭ ‬تلك‭ ‬الحرف‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬أبدعتها‭ ‬كفوف‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬مهنا‭ ‬مشرفة‭ ‬ورمزا‭ ‬للهوية‭ ‬الكويتية‭ ‬وجزءا‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬والتاريخ‭ ‬والذاكرة‭ ‬واعتمدت‭ ‬على‭ ‬المهارة‭ ‬اليدوية‭ ‬والإبداع‭ ‬العقلي‭ ‬فجسدت‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬البحرية‭ ‬والبرية‭.‬

وأيضا‭ ‬ارتبطت‭ ‬أهمية‭ ‬كل‭ ‬حرفة‭ ‬باختلاف‭ ‬موادها‭ ‬المصنعة‭ ‬ومدى‭ ‬تلبيتهااحتياجات‭ ‬المجتمع‭ ‬فكانت‭ ‬ذات‭ ‬مكانة‭ ‬عالية‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬ظهور‭ ‬النفط‭ ‬إذ‭ ‬استثمر‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬بجهود‭ ‬فردية‭ ‬ماهرة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬لشريحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬البطالة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تنشيطه‭ ‬الحركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والترويج‭ ‬السياحي‭.‬

وأبرز‭ ‬تلك‭ ‬الحرف‭ ‬صناعة‭ ‬السفن‭ ‬الخشبية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬تسمى‭ ‬بالقلافة‭ ‬التي‭ ‬توارثت‭ ‬على‭ ‬أيادي‭ ‬القلاليف‭ ‬الذين‭ ‬شيدوا‭ ‬الأساطيل‭ ‬البحرية‭ ‬الكويتية‭ ‬ورسموا‭ ‬هياكل‭ ‬السفن‭ ‬وتفوقوا‭ ‬في‭ ‬بنائها‭ ‬حتى‭ ‬امتازت‭ ‬بالقوة‭ ‬والمتانة‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الأماكن‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حرفة‭ ‬حياكة‭ ‬السدو‭ ‬التي‭ ‬اعتبرت‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬الحرف‭ ‬التقليدية‭.‬

أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬حرفة‭ ‬خياطة‭ ‬البشوت‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تمثل‭ ‬الزي‭ ‬الوطني‭ ‬الكويتي‭ ‬وحرفة‭ ‬صياغة‭ ‬وتشكيل‭ ‬الذهب‭ ‬الذي‭ ‬مثل‭ ‬عنصرا‭ ‬أساسيا‭ ‬للمرأة‭ ‬الكويتية‭ ‬إذ‭ ‬ازداد‭ ‬نشاط‭ ‬تلك‭ ‬التجارة‭ ‬بعد‭ ‬ظهور‭ ‬النفط‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخزف‭ ‬والفخار‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الإبداعات‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬صنعها‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحدادة‭ ‬والنجارة‭.‬

لكن‭ ‬الحرف‭ ‬اليدوية‭ ‬التراثية‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬سابق‭ ‬عهدها‭ ‬فبعد‭ ‬ظهور‭ ‬النفط‭ ‬تراجعت‭ ‬أهمية‭ ‬بعضها‭ ‬تدريجيا‭ ‬ولم‭ ‬تلق‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬وسط‭ ‬المنافسة‭ ‬القوية‭ ‬مع‭ ‬صناعات‭ ‬مستوردة‭ ‬أجنبية‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اتجه‭ ‬الكويتيون‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬الحرفية‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬من‭ ‬استقرار‭ ‬ودخل‭ ‬مالي‭ ‬مرتفع‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التطور‭ ‬العلمي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬الذي‭ ‬هدد‭ ‬استمرار‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬وجعلها‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬التحدي‭ ‬بين‭ ‬الأصالة‭ ‬والحداثة‭.‬

ووفق‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬للعام‭ ‬المالي‭ ‬2017‭-‬2018‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للصناعة‭ ‬شهدت‭ ‬الحرف‭ ‬الصناعية‭ ‬القائمة‭ ‬المرخصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬المنسوجات‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬تراجعا‭ ‬ملحوظا‭ ‬إذ‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الحرف‭ ‬الصناعية‭ ‬القائمة‭ ‬المرخصة‭ ‬1142‭ ‬حرفة‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2015‭-‬2016‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عددها‭ ‬134‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2016‭ -‬2017‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬عددها‭ ‬إلى‭ ‬122‭ ‬حرفة‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬تقرير‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬للعام‭ ‬المالي‭ ‬2017‭-‬2018‭.‬

وتؤكد‭ ‬تلك‭ ‬الإحصائيات‭ ‬أن‭ ‬امتهان‭ ‬الحرف‭ ‬لم‭ ‬يحظ‭ ‬بالقبول‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أعداد‭ ‬الحرف‭ ‬القائمة‭ ‬المرخصة‭ ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقطاع‭ ‬الخشب‭ ‬والمنتجات‭ ‬الخشبية‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬أعداد‭ ‬الحرف‭ ‬المرخصة‭ ‬334‭ ‬حرفة‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2017‭ – ‬2018‭ ‬ولم‭ ‬تسجل‭ ‬تغيرا‭ ‬ملحوظا‭ ‬حول‭ ‬الإقبال‭ ‬أو‭ ‬الإعراض‭ ‬عنها‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬السابقة‭.‬

وتناول‭ ‬بعض‭ ‬الحرفيين‭ ‬والمهتمين‭ ‬في‭ ‬لقاءات‭ ‬متفرقة‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الكويتية‭ (‬كونا‭) ‬اليوم‭ ‬الأحد‭ ‬واقع‭ ‬الحرف‭ ‬التراثية‭ ‬اليدوية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الاستمرارية‭ ‬والاندثار‭ ‬ومستقبلها‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تعوق‭ ‬ممارستها‭ ‬وكيفية‭ ‬حمايتها‭ ‬من‭ ‬الانقراض‭.‬

ففي‭ ‬ملامسة‭ ‬مباشرة‭ ‬لوضع‭ ‬الحرف‭ ‬بين‭ ‬الأوساط‭ ‬الشبابية‭ ‬قال‭ ‬الحرفي‭ ‬ومدرب‭ ‬الحرف‭ ‬والفنون‭ ‬الشاب‭ ‬الكويتي‭ ‬يحيى‭ ‬جراغ‭ ‬ل‭(‬كونا‭) ‬إنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬الحرفيين‭ ‬الكويتيين‭ ‬الكبير‭ ‬فإنهم‭ ‬يفتقدون‭ ‬للدافع‭ ‬الذي‭ ‬يجعلهم‭ ‬بارزين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحرف‭ ‬لما‭ ‬يتطلبه‭ ‬العمل‭ ‬اليدوي‭ ‬من‭ ‬تفرغ‭ ‬شبه‭ ‬تام‭ ‬مما‭ ‬يعارض‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬الأساسية‭.‬

وطالب‭ ‬جراغ‭ ‬بتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬الكافي‭ ‬لأصحاب‭ ‬الحرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منحهم‭ ‬التفرغ‭ ‬ومتابعة‭ ‬مخرجاتهم‭ ‬وإبداعاتهم‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬المعارض‭ ‬والساحات‭ ‬لتقديم‭ ‬الصناعات‭ ‬اليدوية‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬استمرارية‭ ‬الحرفيين‭ ‬وتشجيع‭ ‬الصناعات‭ ‬الحرفية‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬يتطلبان‭ ‬الدقة‭ ‬والتجديد‭ ‬والإبداع‭ ‬الدائم‭ ‬كي‭ ‬تتم‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإرث‭ ‬الحضاري‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬اندثاره‭.‬

واستعرض‭ ‬مسيرته‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬مبتكرة‭ ‬تدمج‭ ‬التراث‭ ‬بالعناصر‭ ‬المتداخلة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الجديدة‭ ‬والتي‭ ‬تفوق‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬مجال‭ ‬خراطة‭ ‬الخشب‭ ‬والفن‭ ‬التفريغي‭ ‬وأصبحت‭ ‬تستقطب‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالحرف‭ ‬اليدوية‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬السائحين‭ ‬محليا‭ ‬ودوليا‭.‬

ورأى‭ ‬أن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬الشبابية‭ ‬وإعادة‭ ‬إحياء‭ ‬الصناعات‭ ‬الحرفية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬قنوات‭ ‬للاستثمار‭ ‬وتسويق‭ ‬القطع‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬والذي‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬الحركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الكويتية‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الحرفيين‭ ‬المهتمين‭ ‬بأعمال‭ ‬النجارة‭ ‬والمنتجات‭ ‬الخشبية‭ ‬متعلقة‭ ‬بتوفير‭ ‬المواد‭ ‬الأولية‭ ‬كالأخشاب‭ ‬فهي‭ ‬تستورد‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬مثل‭ ‬تركيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬وأستراليا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأخشاب‭ ‬المحلية‭ ‬لاسيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬بعد‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬أو‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬إزالة‭ ‬الأشجار‭ ‬لتعديل‭ ‬الطرق‭.‬

ولفت‭ ‬جراغ‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تعاون‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬العامة‭ ‬وبلديةالكويت‭ ‬لتوفير‭ ‬الأشجار‭ ‬للحرفيين‭ ‬عوضا‭ ‬عن‭ ‬ردمها‭ ‬أو‭ ‬إحراقها‭ ‬وتقليل‭ ‬عملية‭ ‬استيرادها‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬باستثناء‭ ‬الأشجار‭ ‬الفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭.‬

وعن‭ ‬اهتمام‭ ‬المؤسسات‭ ‬بالحرف‭ ‬التراثية‭ ‬قالت‭ ‬عضوة‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الجمعية‭ ‬التعاونية‭ ‬الحرفية‭ ‬للسدو‭ ‬مسيرة‭ ‬العنزي‭ ‬ل‭(‬كونا‭) ‬إن‭ ‬بيت‭ ‬السدو‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المؤسسات‭ ‬غير‭ ‬الربحية‭ ‬المهتمة‭ ‬بصناعة‭ ‬السدو‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬بل‭ ‬يعد‭ ‬أول‭ ‬جمعية‭ ‬نظامية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬ترعى‭ ‬النسيج‭ ‬التقليدي‭ ‬الخليجي‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬التقليدية‭ ‬بالنسيج‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬استمرار‭ ‬الحرفيين‭.‬

ولفتت‭ ‬العنزي‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬الناسجات‭ ‬الكويتيات‭ ‬اليدوي‭ ‬الذي‭ ‬يلقى‭ ‬دعما‭ ‬مستمرا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصديره‭ ‬وتقديمه‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬جمعية‭ ‬السدو‭ ‬التعاونية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬مدربين‭ ‬جدد‭ ‬لنشر‭ ‬الوعي‭ ‬بمنسوجات‭ ‬السدو‭ ‬الفنية‭.‬

وذكرت‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬تشجع‭ ‬استمرارية‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الحرف‭ ‬اليدوية‭ ‬التراثية‭ ‬يتمثل‭ ‬بالحرص‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬الخبرات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يعطيه‭ ‬بيت‭ ‬السدو‭ ‬من‭ ‬إرشادات‭ ‬فنية‭ ‬وإقامة‭ ‬دورات‭ ‬تعليمية‭ ‬وتدريبية‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬اختلاف‭ ‬ذائقة‭ ‬الأجيال‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عائقا‭ ‬أمام‭ ‬استمرار‭ ‬الناسجات‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الحرف‭ ‬من‭ ‬الاندثار‭ ‬بل‭ ‬شكل‭ ‬دافعا‭ ‬لهن‭ ‬للتحسين‭ ‬والتطوير‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬إبداع‭ ‬شابات‭ ‬كويتيات‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬الحقائب‭ ‬والشالات‭ ‬والإكسسوارات‭ ‬في‭ ‬نمط‭ ‬السدو‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الفن‭ ‬التراثي‭ ‬وسط‭ ‬تلك‭ ‬المتغيرات‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬فن‭ ‬النسيج‭ ‬ضمن‭ ‬مناهج‭ ‬قسم‭ ‬التربية‭ ‬الفنية‭ ‬للمرحلة‭ ‬المتوسطة‭ ‬وتأهيل‭ ‬موجهي‭ ‬التربية‭ ‬الفنية‭ ‬للتدريب‭ ‬عمليا‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬السدو‭ ‬التعاونية‭ ‬داعية‭ ‬لأن‭ ‬تلقى‭ ‬جميع‭ ‬الحرف‭ ‬اليدوية‭ ‬التراثية‭ ‬الاهتمام‭ ‬والقبول‭ ‬الكافي‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

وعن‭ ‬قيمة‭ ‬إرثنا‭ ‬الحضاري‭ ‬قالت‭ ‬إحدى‭ ‬الناسجات‭ ‬المتطوعات‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬السدو‭ ‬مطيرة‭ ‬المسلم‭ ‬إن‭ ‬حياكة‭ ‬السدو‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬ارتبطت‭ ‬ارتباطا‭ ‬وثيقا‭ ‬بتاريخ‭ ‬الكويت‭ ‬على‭ ‬بساطها‭ ‬الأول‭ ‬عندما‭ ‬اعتمد‭ ‬عليه‭ ‬الكويتيون‭ ‬في‭ ‬الأثاث‭ ‬والملبس‭ ‬وسد‭ ‬الاحتياجات‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬ذا‭ ‬قيمة‭ ‬عالية‭ ‬لديهم‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬منحه‭ ‬القيمة‭ ‬هو‭ ‬توارثها‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬لآخر‭.‬

وأكدت‭ ‬المسلم‭ ‬التي‭ ‬اكتسبت‭ ‬أساسيات‭ ‬الحياكة‭ ‬منذ‭ ‬السبعينيات‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬وتابعت‭ ‬مسيرة‭ ‬الحرفة‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬انتشارها‭ ‬وأصالتها‭ ‬وحتى‭ ‬تراجع‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬حاليا‭ ‬ضرورة‭ ‬ألا‭ ‬تتخلى‭ ‬الشعوب‭ ‬عن‭ ‬تراثها‭ ‬والذي‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬امتدادها‭ ‬وجذورها‭ ‬وأن‭ ‬يعرف‭ ‬الشباب‭ ‬قيمة‭ ‬إرثهم‭ ‬الحضاري‭ ‬الذي‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬بيئتهم‭ ‬الأولى‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬أنماط‭ ‬السدو‭ ‬من‭ ‬نقوش‭ ‬متعددة‭ ‬تحمل‭ ‬كلٍ‭ ‬منها‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬البسيطة‭ ‬المحيطة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬أن‭ ‬أشهر‭ ‬النقوش‭ ‬الكويتية‭ ‬هما‭ ‬العويرجان‭ ‬والمذخر‭.‬

وتناولت‭ ‬المسلم‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬السدو‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬جز‭ ‬الصوف‭ ‬من‭ ‬الأغنام‭ ‬والنعاج‭ ‬والجمال‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الربيع‭ ‬مرة‭ ‬بالسنة‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬تتأثر‭ ‬الحيوانات‭ ‬بالحرارة‭ ‬وتحتفظ‭ ‬بالرطوبة‭ ‬والبلل‭ ‬ثم‭ ‬يغزل‭ ‬الصوف‭ ‬بواسطة‭ ‬المغزالة‭ ‬والمغزل‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭.‬

وبينت‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬تلوين‭ ‬الصوف‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الوشيع‮»‬‭ ‬باستخدام‭ ‬الحنة‭ ‬وقرف‭ ‬الرمان‭ ‬والعرجون‭ ‬والملح‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الطبيعية‭ ‬ثم‭ ‬الحياكة‭ ‬التي‭ ‬تسمى‭ ‬بالسدو‭ ‬أو‭ ‬النول‭ ‬وهي‭ ‬العملية‭ ‬الرابعة‭ ‬والنهائية‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.